حلت دراسة علمية اللغز وراء لجوء بعض الأطفال أن يكونوا انتقائيين بشأن الطعام المقدم لهم، الأمر الذي يدفع ذويهم لإلقاء اللوم على أنفسهم، ظنا منهم أنهم وراء ذلك السلوك.
وكشفت الدراسة الطولية التي أجريت على أطفال بريطانيين الجنسية، أن "الانتقائية" في تناول الطعام تعتمد بشكل كبير على العوامل الوراثية في جميع الأعمار، إلى جانب تأثيرات بيئية تبرز خلال الطفولة المبكرة، مما يشير إلى أهمية التدخلات في وقت مبكر من مرحلة الطفولة لتعديل تلك العادة.
وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي، أن "الانتقائية في الطعام" تُعرف بأنها الميل لتناول مجموعة محدودة من الأطعمة بسبب القلق من نكهاتها أو ملمسها، وهي سمة شائعة لدى الأطفال، لكنها قد تستمر إلى مرحلة البلوغ، وترتبط هذه العادة بمشكلات تغذوية، كما أنها تسبب توترا لمقدمي الرعاية والآباء.
وقاد البحث العلمي، زينب ناس، وزملائها باستخدام بيانات من مجموعة “جيميني” للأطفال التوائم، إذ تابعوا 3854 طفلا من عمر 16 شهرا حتى 13 عاما.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الأكثر انتقائية في الطعام خلال الطفولة، يميلون للاستمرار بذلك مع الوقت، رغم وجود تراجع بسيط بين عمر 7 و13 عاما.
وكشفت الدراسة أن عامل الوراثة يساهم بنسبة 60 - 84% في سلوكيات الأكل الانتقائي، بينما كان تأثير البيئة المشتركة ملحوظا فقط في الطفولة المبكرة، لكن أشارت نتائج البحث العلمي إلى استقرار "الانتقائية" كصفة وراثية في الغالب، وأنه ليس على الآباء والأمهات أي لوم في ذلك.
ورغم أهمية نتائج الدراسة، فقد أشارت إلى تعرّضها لبعض القيود، مثل اعتمادها على تقارير الوالدين، واحتمالية انحياز التقييمات، بالإضافة إلى انسحاب عدد كبير من المشاركين مع الوقت.