دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.62ريال
يورو 3.82ريال

رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية تطبيق القانون الدولي بشكل متساو على جميع النزاعات

07/12/2024 الساعة 23:17 (بتوقيت الدوحة)
جانب من الجلسة الحوارية
جانب من الجلسة الحوارية
ع
ع
وضع القراءة

قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن الزخم عاد إلى المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة وتبادل الرهائن في قطاع غزة بعد الانتخابات الأمريكية.

وقال معاليه خلال جلسة حوارية بعنوان "فض النزاعات في حقبة جديدة" ضمن أعمال منتدى الدوحة في نسخته الثانية والعشرين التي انطلقت اليوم، " لقد شعرنا بعد الانتخابات الأمريكية أن الزخم يعود إلى مسار المفاوضات.. وهناك الكثير من التشجيع من الإدارة الأمريكية المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق، حتى قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه".. مضيفا " هذا دفعنا إلى العودة إلى المسار وإعادة المفاوضات إلى مسارها.. وفي الأسابيع الماضية عدنا إلى نشاطنا في المفاوضات".

وتابع معاليه "طبعا ستكون هناك بعض الفوارق في مقاربة كل من إدارة الرئيس جو بايدن، وإدارة الرئيس ترامب، لبعض القضايا والمسائل.. وسواء أردنا ذلك أم لا؛ فإن هذه المقاربة طبعا تؤثر على القرارات المتخذة وعلى ما يحصل على الأرض.. غير أننا لم نلاحظ وجود أي اختلافات أو رفض من قبل الإدارة الجديدة فيما يتعلق بالهدف الرئيسي؛ ألا وهو إنهاء الحرب في غزة".

وأشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى التقلبات الكثيرة التي شهدتها المفاوضات منذ بداية الحرب.. وقال " في 23 نوفمبر 2023 تم إبرام صفقة بموجبها تم إطلاق سراح 109 من الرهائن الإسرائيليين و15 من الرهائن الأجانب، مقابل 250 سجينا فلسطينيا، ومنذ ذلك الحين استمرت هذه العملية ذاتها واستمر الإطار ذاته.. واستمرت المناقشات داخل هذا الإطار حتى اليوم".

مررنا بعدة مراحل خلال التفاوض وتم استغلال هذه العملية لأسباب سياسية

وأضاف "مررنا بعدة مراحل خلال مسيرة التفاوض، تم فيها استغلال هذه العملية لأسباب سياسية من قبل جهة أو أخرى، ومررنا بكثير من التمحيص والتدقيق ذلك لأن جهة أو أخرى حاولت أن تسجل نقاطا سياسية".

ولفت معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، إلى أن زخم المفاوضات تراجع بدرجة كبيرة في الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات الأمريكية على وجه الخصوص "ولم نشعر بإرادة فعلية أو باستعداد فعلي للوصول إلى خاتمة للأحداث التي تعصف بالقطاع، وفي تلك اللحظة قررت دولة قطر أن تأخذ خطوة إلى الخلف على غرار ما فعلناه خلال شهر إبريل الماضي حتى نرى ما إذا كانت هناك إمكانية لاستعادة هذا الزخم".

وأكد معاليه أن هذه القضية تؤثر على الكثير من الناس سواء على سكان غزة أو عائلات الرهائن.. مضيفا " لسوء الحظ وبالنظر لطريقة إدارة الأمور خلال هذا العام وخروج كل هذه التفاصيل إلى العلن فإن رفع مستوى الأمل لدى هؤلاء الأشخاص الأبرياء كانت له تأثيرات سلبية، لأننا في كل مرة شعرنا بالإحباط نتيجة هذه الخيبات التي وصلنا إليها".

وتابع " لهذا السبب نركز على تحقيق نتائج ذات معنى، وما نتوقعه وما نأمله هو أن نتوصل إلى نتائج في أقرب وقت ممكن.. وأن تتحلى جميع الأطراف بإرادة حقيقية للتعامل مع الأمور بنية حسنة".

الثغرات ونقاط الاختلاف بين حماس وإسرائيل ليست كبيرة

وأشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن الثغرات ونقاط الاختلاف بين حماس وإسرائيل ليست كبيرة وليست بالحجم الذي يؤثر على المفاوضات.. وقال " السؤال بسيط هل هناك إرادة لإنهاء الحرب؟ نعم أم لا؟ وهل هناك إرادة للتوصل إلى صفقة للتبادل؟ نعم أم لا؟ سؤالان بسيطان وإجابتان بسيطتان".

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في سوريا، أعرب معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، عن اعتقاده أن هناك عاملين أساسيين يتعلقان بما يحصل اليوم في سوريا، الأول هو عامل كان متوقعا نظرا للأحداث الجارية في غزة، منبها إلى أن دولة قطر حذرت الجميع من تمدد الصراع ومن عواقب الحرب في غزة على المنطقة برمتها.

ومضى إلى القول " لاحظنا توسع هذا الوضع وامتداد هذا النزاع سواء إلى لبنان أو في البحر الأحمر أو في مناطق أخرى داخل الشرق الأوسط، وبالتالي على المستوى الشخصي، أعتقد أن أي شخص اعتبر أن سوريا بمنأى عن هذا النزاع كان على خطأ".

كانت هناك فرصة سانحة ليبدأ بشار الأسد تصحيح علاقته مع شعبه

وأوضح معاليه أن العامل الثاني يتعلق بتجاهل الوضع في سوريا " فقد كانت هناك فرصة سانحة في الفترة التي هدأت فيها المعارك، ولكن لم يتم انتهاز هذه الفرصة ليبدأ بشار الأسد تصحيح علاقته مع شعبه، ولم نلحظ أي تحرك جدي سواء فيما يتعلق بعودة اللاجئين أو النازحين أو المصالحة".

وتابع معاليه" طبعا أنا أعتقد أن الجميع في العالم تفاجأ بالأحداث التي شاهدناها في الأيام القليلة الماضية، ولكننا لم نتفاجأ بقدر ما تفاجأنا بسرعة التقدم الذي تحققه المعارضة في سوريا، وهذا الوضع قد يتطور وقد تشتد خطورته".. معربا عن القلق من تصاعد خطورة الأوضاع وعودة العنف الداخلي والحرب الأهلية التي تهدد سلامة أراضي الدولة السورية.

ودعا معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الجميع إلى التحلي بالمسؤولية ومعالجة القضية وفق منظور سياسي.. وقال " لا شك أن هذا الوضع قد يدمر ما تبقى من سوريا إلا إذا تحلينا جميعا بحس المسؤولية، وحاولنا بسرعة أن نرسي الإطار المطلوب لمعالجة هذه القضية من منظور سياسي ونتوصل إلى حل مستدام".

هناك بعض السياسيين لا يفهمون طبيعة الموقف القطري

وفي رده على سؤال بشأن دور قطر، والجدل الدائر بخصوص هذا الدور، أوضح معاليه أن هناك بعض السياسيين "مع احترامي لهم" لا يفهمون طبيعة الموقف القطري.. وقال "إذا تحدثنا عن علاقتنا مع إيران، وعن مكتب طالبان، ومكتب حماس هنا بالدوحة، فنحن نتعامل مع جزء من نسيج منطقتنا التي نعيش فيها وكل التحديات التي نواجهها اليوم هي إما من دول أو من جهات غير الدول، وهذه الجهات أصبحت من اللاعبين الأساسيين والعوامل الأساسية في انعدام الاستقرار بالمنطقة.. وبالتالي من سيتفاعل معهم؟ ".

وتابع " كل النزاعات التي حصلت في المنطقة خلال 30 إلى 40 سنة الماضية، لم يتم حل أي منها على أرض المعركة، وكل ما حدث هو خفض التصعيد من خلال فتح خطوط التواصل.. والسؤال الرئيسي هنا يبقى إذا كانت قطر لا تتحدث مع الجميع ولا تتفاعل مع الجميع من سيكون البديل؟" وقال "دورنا هو أن نضمن استقرار المنطقة ونضمن استقرارنا كدولة، ومن أجل ضمان هذا الاستقرار علينا أن نتفاعل مع جميع الأطراف، وأن نعمل على فض النزاع بشكل سلمي، وأن نضمن مستقبلا أفضل للمنطقة".

وأردف قائلا " إذا كنا نقوم بشيء خاطئ فليقولوا لنا ما الخطأ الذي نقوم به.. ونحن نتصرف بشفافية كاملة في أي اتصالات أو عند افتتاح مكاتب معينة هنا، ولم نقم بذلك بين ليلة وضحاها أو بشكل سري، بل كان ذلك نتيجة لمفاوضات واتفاقيات.. واستخدام مكتب حماس لم يكن للتحضير لحادث السابع من أكتوبر، بل إن وجود المكتب وما صاحب ذلك من حراك أدى إلى تفادي الكثير من الحروب واستقرار الكثير من الأوضاع".

ما حدث يوم السابع من أكتوبر لم يكن سببه أن لدى حماس مكتبا بالدوحة

وأكد أن ما حدث يوم السابع من أكتوبر، لم يكن سببه أن لدى حماس مكتبا بالدوحة، بل يعود إلى عوامل أخرى كثيرة، وتجاهل هذه العوامل التي أدت إلى هذه المرحلة والتركيز على عنصر واحد، وهو في الواقع عنصر لا أهمية له، هو أمر تجميلي.. وتساءل معاليه: هذا المكتب السياسي الذي يمثل قناة للتواصل ماهي القدرة السياسية له، عدا أن يكون قناة للتواصل؟ ولفت معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن " الإدارة الأمريكية تفهم ذلك بشكل جيد جدا، فنحن قمنا بذلك بكل انفتاح وتنسيق معهم، ولكن بعض السياسيين ربما ليست لديهم هذه الخلفية، وأعتقد أنه متى ما تواصلنا معهم سيفهمون الأمر بشكل واضح، ولكن ربما لم نحظ بفرصة تفسير الموقف. وهذه مسؤوليتنا أن نتواصل معهم ونفسر لهم هذا الموقف".

وشدد معاليه في سياق حديثه، على أن دولة قطر هي منصة للجمع بين الأطراف المختلفة، وحريصة على التواصل والمشاركة والتفاعل ودعوة جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل الحوار، "ولكن لا يمكن أن يتوقع منا أن نفرض الحلول على هذه الأطراف".

وبشأن التهديدات المناخية، قال معاليه "من وجهة نظرنا حين ننظر إلى هرم الاحتياجات البشرية فإن الأمن هو أساس هذا الهرم، وإذا افتقرنا إلى الأمن فكل الأمور الأخرى تصبح ثانوية".

التهديد الأساسي في منطقة الشرق الأوسط هو تهديد أمني

وأكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن التهديد الأساسي في منطقة الشرق الأوسط هو تهديد أمني ولم يتم التوصل إلى حل لهذا التهديد حتى الساعة.. مشيرا إلى أن التهديدات والنزاعات تتمدد وتتوسع بدلا من حلها واحتوائها.

وأضاف " إذا أردنا أن نفكر في المسائل والقضايا بطريقة أكثر فعالية فأنا أؤمن بالمقاربة التي نحاول أن ننتهجها هنا في دولة قطر وهي القيام بتجزئة هذه الأزمة ومحاولة عزل العناصر الواحد عن الآخر لكي نقوم بعد ذلك بمعالجة العناصر الآنية أو الفورية وبناء الزخم المطلوب من أجل التوصل إلى حل للأزمة".

وتابع معاليه " فيما يتعلق بالمسائل والقضايا الأخرى مثل المقاربات التشاركية المتعلقة بالمناخ والأمن الغذائي وغيرها من المسائل المهمة والأساسية والمتعلقة بالشعوب وازدهارها، فأنا أعتقد أن المنصات الإقليمية هي أكثر فعالية بالنسبة لهذا النوع من الحوارات مثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية".. مشيرا إلى أن المجلس يمثل إحدى الجهات الميسرة للحوار في عدد من المجالات وأنا أؤمن أن ما حققناه لا سيما خلال العام الماضي كان مهما جدا وذا معان كبيرة".

أهمية تطبيق القانون الدولي بشكل متساو على جميع النزاعات

واختتم معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حديثه بالتأكيد على أهمية تطبيق القانون الدولي بشكل متساو على جميع النزاعات، لافتا إلى أن شعوب المنطقة ترى أن الكثير من الدول التي تعد دولا رائدة على صعيد القانون الدولي وعلى صعيد حقوق الإنسان والقوانين الحقوقية تشيح بوجهها عما يحصل في المنطقة وتركز فقط على ما يحصل في أوكرانيا على سبيل المثال.

وتابع معاليه " بالنسبة لما يحصل في المنطقة تتعامل معه هذه الدول بطريقة مختلفة وتتحدث عن الأبعاد التاريخية لهذا النزاع، ونحن نعرف هذه الأبعاد، ولكن لا يمكن لهذه الأبعاد أن تعطي أي جهة الترخيص لقتل المدنيين".

وكان معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد استهل حديثه بالإشارة إلى أن النسخة الحالية من منتدى الدوحة تأتي في لحظة مفصلية وبالغة الأهمية من تاريخ المنطقة بدءا بالوضع السائد في غزة وتمدد هذا الوضع خارج حدود القطاع.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo