ناقشت جلسة حوارية عقدت اليوم ضمن فعاليات النسخة الثانية والعشرين من منتدى الدوحة، "الرياضة كقوة للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" مع تسليط الضوء على تسخير قوتها لدفع التغير الاجتماعي ومعالجة التحديات الملحة في المنطقة، إضافة إلى تعزيز السلام والمرونة والتماسك الاجتماعي.
وركز المشاركون في الجلسة، التي عقدت تحت عنوان "الرياضة كقوة للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، على عدد من الموضوعات، مثل قدرة الرياضة على إحداث تغيير إيجابي إلى حد كبير في المجتمعات، وخلق فرص عمل للشباب والمرأة وتعزيز مساهماتهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشاروا إلى أن حوالي 60 بالمئة من إجمالي سكان العالم من فئة الشباب، وبالتالي يمكن للرياضة أن تلعب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية عبر دفع الشباب للالتحاق بالتعليم الدراسي والتدريب والعمل وبالتالي زيادة الإنتاج، لافتين إلى أهمية أن تهتم الحكومات والمنظمات الشبابية والقطاع الخاص بتمويل الأنشطة الرياضية، كما أن هناك الكثير من الفرص يمكن تحقيقها في المستقبل من خلال قوة الرياضة كأداة للتغيير.
وأشاد المشاركون باستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مشيرين إلى أن قطر لفتت أنظار العالم بتنظيم رائع لهذه الفعالية العالمية، كما أن المونديال استطاع أن ينقل صورة أخرى عن المنطقة بشكل عام حيث تجاوز الصورة النمطية المعتادة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما عكس لشعوب العالم كافة الإرث والثقافة والإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها قطر والمنطقة، فضلا عن القدرة على تجاوز التحديات المتعلقة بالتكنولوجيا المعتمدة في الملاعب، وكيفية إدارة الحشود والتنظيم وغيرها.
وأكدوا على أن الرياضة قادرة على إحداث تغيير إيجابي إلى حد كبير، لا سيما في ظل استمرار المجتمع العالمي في البحث عن حلول مبتكرة لتحديات التنمية، لافتين إلى أن الرياضة برزت كأداة قوية لمعالجة القضايا الحرجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشدد المشاركون على ضرورة أخذ المسؤولين وقادة العالم عنصر الرياضة بعين الاعتبار في الخطط التي يضعونها، والموازنات التي يعدونها، مع إعطاء أولوية للنساء والفتيات لكي يطورن مهاراتهن، حتى تكون لديهن قدرات على كسر الحواجز الاجتماعية وتلك المتعلقة بالنوع الاجتماعي، علاوة على خلق فرص عمل للشباب، واحتضان رواد الأعمال اليافعين الشباب الذين يريدون أن يقوموا ببرامج مرتبطة بالرياضة بطريقة أو بأخرى.
وطالب المشاركون بأهمية تسخير قوة الرياضة لدفع التغيير الاجتماعي. عبر استخدام البرامج القائمة على الرياضة لمعالجة التحديات الملحة مثل البطالة بين الشباب، والتفاوت التعليمي، وعدم المساواة بين الجنسين، مع تعزيز السلام والمرونة والتماسك الاجتماعي في المناطق المتضررة من الصراعات والنزاعات.
ولفتوا إلى أهمية تعليم الجيل الجديد كيفية حل النزاعات وتعزيز قدرتهم على الصمود والمرونة، وتخصيص الأموال من أجل فعاليات مفيدة للشباب، لتعزيز التنمية المستدامة، مدفوعة بمنظمات المجتمع المحلي، والمنظمات غير الحكومية، وأيضا منظمات الشباب بدعم من المنظمات الدولية، واستكشاف استراتيجيات لتوسيع نطاق التدخلات القائمة على الرياضة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.