ترتبط كأس الخليج العربي لكرة القدم بالمنتخب الكويتي ارتباطا وثيقا، من خلال إرث كبير يملكه في البطولة منذ نشأتها، وأرقام قياسية لا زالت صامدة رغم الغياب الطويل عن واجهة الألقاب لقرابة الـ15 عاما الأخيرة.
ويحدو المنتخب الكويتي الأمل في أن يعاود الفوز باللقب عندما يستضيف النسخة السادسة والعشرين من البطولة، خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر الجاري حتى الثالث من يناير المقبل.
المنتخب الكويتي الأكثر تتويجًا باللقب
وما زال المنتخب الكويتي صاحب الحظوة في البطولة، باعتباره يملك النصيب الأكبر من الألقاب فيها بالتتويجات العشرة في تاريخه، برقم لا يبدو أن كسره سيكون هينا على المنافسين، ذلك أن الفارق يبدو كبيرا بستة ألقاب عن المنتخب العراقي وصيف السجل الذهبي بالكؤوس الأربعة، يليه المنتخبان القطري والسعودي بثلاثة ألقاب، ثم الإماراتي والعماني بلقبين، ثم المنتخب البحريني بلقب وحيد.
وحقق المنتخب الكويتي اللقب أعوام: 1970 و 1972 و 1974 و 1976 و1982 و 1986 و 1990 و 1996 و 1998 و2010، واكتفى بالوصافة في نسخة واحدة فقط وهي الخامسة 1979 فيما حقق المركز الثالث في نسختين فقط عامي (2009 و 2013).
ويملك المنتخب الكويتي رقما مذهلا في تاريخ البطولة، بعدما احتفظ باللقب لأربع نسخ متتالية، وهو ما حدث خلال الدورات الأربع الأولى بعدما شهدت انطلاقة المنافسة الخليجية هيمنة كويتية تحولت إلى احتكار من النشأة عام 1970 حتى النسخة الرابعة التي جرت في الدوحة عام 1976، قبل أن يظهر المنتخب العراقي كبطل جديد في النسخة الخامسة التي استضافها على أرضه عام 1979.
وصاغ المنتخب الكويتي فارقا فنيا كبيرا عن بقية منافسيه منذ انطلاق البطولة، خلال حقبة ذهبية للكرة الكويتية التي بدأت مطلع سبعينيات القرن الماضي واستمرت حتى منتصف الثمانينيات تخللتها إنجازات لافتة، ليس فقط على الصعيد الخليجي بل على الصعيدين القاري والعالمي، حيث نال وصافة كأس آسيا عام 1976، قبل أن يتوج باللقب القاري العربي والخليجي الأول عام 1980، ثم بلغ ذروة المجد بعدما تأهل إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا عام 1982 ليكون أول منتخب عربي آسيوي يبلغ المونديال، فاتحا الباب أمام المنتخبات العربية والخليجية بعد ذلك.
وعرفت تلك الحقبة الذهبية تواجد جيلا ما زالت جماهير الكرة الكويتية تتغنى بهم على غرار جاسم يعقوب وعبد العزيز العنبري وفيصل الدخيل وفتحي كميل وسعد الحوطي وغيرهم الكثير من النجوم.
وبعد دخول المنتخب العراقي على خط المنافسة الخليجية بجيل وازن أيضا، ظل المنتخب الكويتي حاضرا في المشهد، من خلال تبادل لعب دور البطولة مع المنتخب العراقي منذ النسخة الخامسة عام 1979 حتى العاشرة عام 1990، كان نصيب المنتخب الكويتي منها ثلاث، ليصل إلى اللقب السابع في تاريخه في النسخة العاشرة التي استضافها على أرضه.
منتخب قطر ينهي السيطرة الكويتية – العراقية
المنتخب القطري كان البطل الجديد الذي انهى فترة السيطرة الكويتية – العراقية، عندما نال اللقب الأول في النسخة 11 التي جرت في الدوحة عام 1992، ليغيب المنتخب الكويتي عن اللقب في بطولتين متتاليتين للمرة الأولى قبل أن ينال اللقب في خليجي 13 عام 1996 في عمان، في بدايات عهد جديد من عناصر مميزة أيضا على غرار بشار عبد الله وجاسم الهويدي، اللذان ساعدا المنتخب الكويتي على نيل اللقب الموالي "خليجي 14" عام 1998.
وغاب المنتخب الكويتي عن الفوز بلقب كأس الخليج العربي لكرة القدم، فترة استمرت 12 عاما منذ النسخة الخامسة عشرة وحتى العشرين، بعد تراجع في المستوى، قبل أن يظهر بثوب البطل مجددا في "خليجي 20" التي جرت في اليمن 2010، بمساعدة النجم بدر المطوع ليحقق آنذاك اللقب العاشر والأخير.
وعاد الجفاء مع كأس الخليج مجددا، ليطول هذه المرة، حيث احتجب المنتخب الكويتي عن الواجهة ولم ينل اللقب طيلة النسخ الخمس الأخيرة، وكان أفضل ما حققه خلالها المركز الثالث في خليجي 21 في البحرين عام 2013.
الفترة التي غاب فيها المنتخب الكويتي، شهدت هبوطا في المستوى الفني، وتراجع كبير على الواجهتين الخليجية والقارية، حتى أن المنتخب احتجب عن النسختين الأخيرتين من كأس آسيا 2019 في الإمارات و2023 في الدوحة.
لكن الآونة الأخيرة شهدت صحوة كويتية، بعدما استعاد المنتخب الكثير من البأس، حيث يتواجد حاليا في الدور الثالث والحاسم من تصفيات مونديال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، إلى جانب حجز مقعد في نهائيات كأس آسيا المقبلة التي ستقام في السعودية عام 2027، في تمهيد يؤكد بأن المنتخب الكويتي بدأ يستعيد مكانته الطبيعية خليجيا وقاريا.
أرقاما قياسية تاريخية لمنتخب الكويت في كأس الخليج
ورغم فترتي الغياب عن الألقاب الخليجية بمجموع 25 عاما، إلا أن المنتخب الكويتي مازال يملك أرقاما قياسية تاريخية صامدة عدة سنوات، على اعتبار أنه الأكثر فوزا باللقب بعشرة تتويجات، فيما لايزال الهداف التاريخي في البطولة هو الكويتي جاسم يعقوب بـ18 هدفا، سجلها في ثلاث دورات منذ الثانية عام 1972 وحتى الرابعة عام 1976، وبالتالي فإن الرقم سجل قبل ما يقارب الـ49 عاما.
وخلافا لتفرده بالسجل التاريخي للأبطال بعشرة ألقاب، إلى جانب أنه الوحيد الذي فاز باللقب في أربع مرات متتالية في سابقة لم تتكرر طيلة تاريخ البطولة، فإن المنتخب الكويتي الوحيد الذي احتفظ بالكأس الخليجية للأبد مرتين.
المرة الأولى كانت عقب النسخة الثالثة التي جرت في الكويت عام 1974، على اعتبار أن التعليمات التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع التأسيسي للبطولة، كانت تقضي باحتفاظ المنتخب الذي يفوز باللقب ثلاث مرات متتالية، بالكأس إلى الأبد، فاحتفظ بالكأس الأولى بعد فوزه في النسخ الثلاث الأولى، لتقدم قطر نسخة جديدة من الكأس في البطولة الرابعة التي أقيمت في الدوحة عام 1976.
والمرة الثانية كانت عبر الاحتفاظ بذات الكأس الجديدة التي قدمتها قطر قبيل النسخة الرابعة، وذلك عقب التتويج السادس للمنتخب الكويتي في النسخة الثامنة التي أقيمت عام 1986 في البحرين.
ويعد المنتخب الكويتي الأكثر خوضا للمباريات في البطولة بـ115 مباراة، متفوقا على المنتخبين القطري والإماراتي اللذين خاضا 114 مباراة، كما أنه الأكثر تسجيلا للأهداف بعدما وصل إلى الـ200 هدف في البطولة، وهو الرقم الذي سيكون كسره صعبا خلال الدورات المقبلة، لأن الفارق عن أقرب مطارديه المنتخب السعودي يصل إلى 34 هدفا.
وكان المنتخب الكويتي قد وصل إلى الهدف رقم 100 في بطولات كأس الخليج يوم 3 مارس عام 1988 في دورة الخليجي التاسعة التي جرت في السعودية، وسجل الهدف المهاجم صلاح الحساوي في مرمى المنتخب القطري في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
في حين سجل المنتخب الكويتي الهدف رقم 200 في 13 يناير 2023 في النسخة الماضية "خليجي 25" التي جرت في مدينة البصرة العراقية، وسجل الهدف اللاعب شبيب الخالدي.
وقدم المنتخب الكويتي عبر تاريخ كأس الخليج أسماء ونجوما سطعت في كأس الخليج منذ النسخة الأولى التي شهدت تألق جواد خلف ومحمد المسعود، ثم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وعبد العزيز العنبري خلال النسخ الموالية قبل أن يظهر جيل مميز على غرار مؤيد الحداد ومحمد إبراهيم وصلاح الحساوي ونعيم سعد وغيرهم، ثم جيل جديد مميز يضم نجوما أمثال جاسم الهويدي وبدر حجي وبشار عبدالله ساعدوا في الفوز بالألقاب الخليجية، وصولا إلى آخر جيل حقق اللقب في خليجي 20 بقيادة بدر المطوع، بانتظار أن يسطر نجوم جدد أسماءهم من خلال الفوز بلقب جديد سيكون الحادي عشر في تاريخ الكويت.