قال سعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، إن اليوم الوطني مناسبة عزيزة على قلوب سكان دولة قطر جميعا، من مواطنين ومقيمين، فهو ذكرى استلهام مبادئ الثبات والقوة والعزيمة من مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني "طيب الله ثراه"، ومناسبة لتجديد العزم على المساهمة في مسيرة تقدم وتنمية وبناء الوطن الغالي.
ورفع سعادته، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، التهاني بهذه المناسبة العزيزة إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وسمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، وإلى الحكومة الرشيدة والشعب القطري الكريم.
إنجازات متعددة
وأشار إلى أن الاحتفال باليوم الوطني يأتي هذا العام في ظل تحقيق الدولة مجموعة كبيرة من الإنجازات على كافة الأصعدة الداخلية منها والخارجية، والتي عززت مكانة دولة قطر إقليميا ودوليا، ومكنتها من احتلال مرتبة متقدمة في العديد من المؤشرات العالمية، وجعلتها وجهة عالمية مرغوبة وآمنة استثماريا وسياحيا.
وعلى صعيد إنجازات الوكالة الوطنية للأمن السيبراني وخططها المستقبلية، أكد سعادته أن الوكالة بمختلف قطاعاتها وإداراتها حققت العديد من الإنجازات الهامة محليا والهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الفضاء السيبراني لدولة قطر، مشيرا إلى أن من أهم هذه الإنجازات إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 - 2030، والتي اتسمت بالشمولية وجاءت متماشية مع استراتيجية دولة قطر.
وبين سعادته أن الوكالة نظمت مؤخرا النسخة الحادية عشرة من المناورة السيبرانية الوطنية تحت عنوان "ساعة الصفر"، وذلك بمشاركة نحو 170 جهة حيوية في الدولة والتي تهدف من خلالها الوكالة لاختبار جاهزية الجهات وقياس كفاءة الاستعداد للتصدي للمخاطر السيبرانية المختلفة.
الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني
وأضاف أن الوكالة أنشأت الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني، والتي تهدف إلى تعزيز القدرات والسلامة الرقمية ورفع مستوى الوعي السيبراني لدى موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة، كما تم إطلاق البرنامج التدريبي السيبراني الوطني في نسخته الجديدة، والذي يقدم خدمات التأهيل والتدريب السيبراني لمختلف مؤسسات وجهات الدولة ويعد قيمة مضافة تسهم بها الوكالة في تعزيز الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، لا سيما على مستوى الركائز البشرية والاجتماعية والاقتصادية.
وعلى الصعيد الدولي والإقليمي، أشار سعادة رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني إلى أن الوكالة استطاعت تعزيز مكانة دولة قطر على الخارطة السيبرانية العالمية، حيث حصلت دولة قطر على العضوية الكاملة في الجمعية العالمية للخصوصية، ما يمثل اعترافا دوليا بدور دولة قطر المتنامي في تعزيز وحماية حقوق الأفراد في البيئة الرقمية، ودليلا على التزامها بتطبيق أفضل المعايير العالمية في حماية البيانات الشخصية، كما حققت دولة قطر إنجازا كبيرا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي 2024، حيث صنفت "دولة نموذجية" على المستوى الدولي في مجال الأمن السيبراني بحسب المؤشر الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة.
تأمين الأحداث الكبرى
وأوضح أن الوكالة شرعت في تفعيل خطط حماية وتأمين الأحداث الكبرى التي تستضيفها دولة قطر؛ مثل: بطولة كأس آسيا، وسباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1، والمعرض الدولي للبستنة "إكسبو 2023 الدوحة"، وذلك لأغراض الاستجابة المسبقة والفعالة مع التهديدات والاختراقات السيبرانية المحتملة.
وفي إطار دورها في تعزيز ورفع مستوى التعاون الدولي بينها وبين المنظمات والجهات الرسمية ذات العلاقة في الدول الصديقة والشقيقة، أوضح المالكي أن الوكالة الوطنية للأمن السيبراني قامت بالمشاركة في العديد من المحافل الدولية المختصة في مجال الأمن السيبراني، واستعرضت دور الوكالة في حماية وتأمين الفضاء السيبراني، ورفع جاهزية الجهات المختلفة، فضلا عن استعراض تجربة دولة قطر الرائدة في تأمين الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم FIFA قطر 2022 في عدد من هذه المحافل.
ولفت سعادته إلى أهمية استضافة دولة قطر للأحداث الكبرى العالمية في مجال الأمن السيبراني ولعل من أبرزها استضافة دولة قطر لمؤتمر المعايير المشتركة الدولية (ICCC) الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو حدث سنوي مرموق يجمع خبراء الأمن السيبراني، ومسؤولي الحكومات، ومحترفي الصناعة، والباحثين، والأكاديميين لمناقشة وتعاون بشأن معايير وممارسات وتقنيات الأمن السيبراني، بالإضافة إلى ذلك استضافت دولة قطر الاجتماع الثالث للجنة الوزارية للأمن السيبراني بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تم تدشين الاستراتيجية الخليجية للأمن السيبراني، ومنصة تبادل المعلومات والتهديدات السيبرانية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي ختام تصريحه، أكد سعادته أن كوادر وفرق عمل الوكالة الوطنية للأمن السيبراني تعمل بشكل دؤوب وعلى مدار الساعة لضمان تعزيز وتأمين الفضاء السيبراني في البلاد، مستندين في ذلك إلى أفضل الممارسات العالمية.