اختتمت اليوم، بمركز الشقب للفروسية، فعاليات العام الثقافي "قطر ـ المغرب 2024" بعروض لفن التبوريدة التراثي المغربي الأصيل.
وقدمت مجموعة من السربات المغربية خلال هذا الحفل، الذي حضره جمهور غفير، عروضا رائعة امتزجت فيها الدقة بتناسق الحركات وجمالية اللباس الموحد للفرسان مع الطلقة الموحدة للبارود، بقيادة مقدمين مهرة وكلها عناصر تضفي رونقا خاصا على هذا التقليد المغربي الأصيل الذي تتوارثه الأجيال، ويشكل عنصرا من الهوية الثقافية للمغرب.
ولاقت العروض التي احتضنها مركز الشقب، المؤسسة العالمية المخصصة لصون إرث الخيل العربية وتكريمها، استحسانا من الجماهير القطرية والمغربية والجاليات المقيمة التي تابعت هذه الاحتفالية الرفيعة في فن التبوريدة، الذي يعد مكونا مشكلا للموروث الثقافي غير المادي للمغرب، من منظور التقاليد والتعبيرات الشفوية، وفنون العرض، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والأحداث الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعرفة المتعلقة بالصناعة التقليدية.
كما أضفت عروض التبوريدة التي قدمها خيالة متمرسون بقيادة المقدمين أو العلامة، أجواء رائعة على هذه الاحتفالية التي ستبقى منقوشة في الذاكرة التي ستحتفظ بصور رائعة لهذا التراث المغربي الأصيل المتفرد الذي سجلته اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث الثقافي اللامادي التابعة لمنظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي خلال دورتها السادسة عشرة التي عقدت يوم الأربعاء 15 ديسمبر 2021 في باريس.
وقدمت السربات بقيادة، أشرف البحراوي مقدم سربة جهة مراكش اسفي "إقليم آسفي"، وعلي الحيحي مقدم سربة جهة الشرق إقليم جرسيف، وإبراهيم النصحي مقدم سربة جهة كلميم واد نون إقليم كلميم، ورشيد سكاس مقدم سربة جهة الدار البيضاء سطات "إقليم برشيد"، وعبدالغني بنخدة مقدم سربة جهة بني ملال خنيفرة "إقليم بني ملال"، بانوراما عن هذا الفن الأصيل، الذي انتزع تصفيقات الحضور.
وقال السيد عيسى بن محمد الحسن المهندي، رئيس مجلس إدارة نادي السباق والفروسية في تصريح لـ"قنا"، إن اختتام فعاليات العام الثقافي "قطر ـ المغرب 2024" بفن التبوريدة المغربي المسجل كموروث إنساني عالمي لدى اليونسكو، يبين مدى متانة وقوة العلاقة بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن هذا العام كان حافلا بالفعاليات الثقافية والفنية سواء في قطر أو المغرب، والذي من شأنه أن يعمق التقارب بين الشعبين الشقيقين.
من جانبها قالت سعادة السيدة فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني المغربية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، إن خير ما تم به اختتام العام الثقافي "قطر ـ المغرب 2024" هو فن التبوريدة الذي يعد جزءا ومكونا هاما من التاريخ المغربي المعرف به لدى "اليونسكو"، منوهة في الوقت نفسه، أن التبوريدة، تظهر إبداع الصناعة التقليدية المغربية، سواء ما يتعلق بصناعة السروج والبنادق التقليدية واللباس التقليدي، فضلا عن تعزيز مكانة المغرب كوجهة ثقافية سياحية رائدة.
وجسد العام الثقافي "قطر ـ المغرب 2024"، الذي نظم بشراكة مع مبادرة الأعوام الثقافية، الروابط القوية والتاريخية بين الشعبين وتخللت هذا العام الثقافي، العديد من المعارض الفنية الكبرى، والمهرجانات والفعاليات الثقافية بكلا البلدين بحيث تم تنظيم ما لا يقل عن 80 فعالية ثقافية وفنية خلال نفس السنة.