بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف العشرين من نوفمبر سنويًا رفعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) شعار "مستقبل أفضل لكل طفل" وهو ما يجسد الأثر الذي تسعى قطر الخيرية للوصول إليه من خلال مبادرة "رفقاء لكفالة ورعاية الأطفال الأيتام" ومشاريعها في المجالات التعليمية والثقافية التي تخدم الأطفال وتلبي احتياجاتهم وتضمن لهم حقوقهم الأساسية.
كفالات ورعاية شاملة
من خلال مبادرة رفقاء تمكنت قطر الخيرية من تقديم الرعاية الشاملة لأكثر من 180 ألف طفل من الأطفال الأيتام وأبناء الأسر الفقيرة بما فيها الرعاية التعليمية ومساعدتهم على إكمال تعليمهم (الأساسي والثانوي).
كما حرصت بعد انتهاء فترة كفالة الأيتام (عند بلوغهم 18 عامًا) على محاولة كفالة ما يمكن منهم كطلاب علم ليواصلوا تعليمهم الجامعي. وقد أسهمت كفالات الأيتام وطلاب العلم في ظهور كثير من المكفولين المتميزين الذين حازوا على المراتب الأولى أكاديميا، وتبوؤوا مراتب هامة في المجالات العلمية والعملية.
وتكفل قطر الخيرية 4032 طالبا خلال هذه السنة 2021، ولا يقتصر اهتمامها على الطلاب فقط، بل تقدم كفالات للمعلمين في المناطق المحتاجة والتي وصل عددها إلى 2783 كفالة.
مشاريع تعليمية
كما كرست قطر الخيرية اهتماما بالغا بمجال التعليم عبر العالم، وفي سنتي 2020-2021 بلغ عدد المشاريع في مجال التعليم والثقافة 2.588 مشروعًا استفاد منها أكثر من 985 ألف شخص.
وشملت هذه المشاريع بناء وتسيير المدارس وتحسين التعليم وصيانة المرافق التعليمية بالإضافة إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس المختلفة وغيرها.
الصومال نموذجًا للنجاح
تعتبر الصومال إحدى الدول التي لقطر الخيرية حضور كبير فيها من خلال كفالات الأيتام وطلاب العلم حيث بلغ عدد المكفولين في الصومال من الطلاب منذ تأسيس مكتب قطر الخيرية بمقديشو 2891 طالبًا وبلغ عدد المكفولين من الأيتام 33.990 أما طلاب العلم المكفولين الذين تخرجوا من الجامعة فوصل عددهم لـ 1800 طالب.
وتعد الصومال نموذجًا نوعيًا لقطر الخيرية ترك أثرا بالغ الأهمية حيث لم يحظ مكفولو قطر الخيرية في الصومال من الأيتام وأبناء الأسر الفقيرة بالنجاح فقط بل حازوا على المراتب الأولى.
وقال رئيس جامعة مقديشو الدكتور إبراهيم محمد مرسل "إن المكفولين من قطر الخيرية دائما يحوزون على المراتب الأولى في الكليات المختلفة".
الطالبة المتفوقة سمية علي أحمد، خريجة اقتصاد وعلوم إدارية، المكفولة من قطر الخيرية نموذج عن قصة نجاح رسمت بألوان العزيمة والإصرار فقد تفوقت سمية عن أقرانها وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى كليتها وعبرت سمية عن سعادتها الغامرة لبلوغها هذه المرتبة قائلة: "أحمد الله تعالى على تحقيق جزء من أحلامي بعد سنوات من الجد والاجتهاد والتي تحققت بفضل المحسنين القطريين الكرام الذين اعتبرونا كأبنائهم".
رحلة التميز هذه لم تقف عند هذا الحد بل شملت أيضًا واحدة من أصحاب الهمم، "نفسة أحمد" إحدى الكفيفات التي كانت تعاني تحديات عدة من بينها عدم توفر وسائل التعليم الخاصة بالمكفوفين بالإضافة إلى وجود ثلاث أخوات كفيفات لها أيضًا، الأمر الذي جعل أمر تعليمهن أمرًا غاية في الصعوبة.