جدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في بناء دولته، بعد أن عانى من حرب استمرت لسنوات دمرت الكثير من مقدراته.
وقال الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية: "إن التركيز القطري ينصب حاليا على ضمان استمرار الاستقرار في سوريا، ودعم استقلال الشعب السوري وتحقيق تطلعاته"، منوها إلى التزام دولة قطر بدعم سوريا، خاصة على المستوى الإنساني.
وأكد استمرار الجسر الجوي الذي تسيره دولة قطر لإغاثة الأشقاء السوريين، منوها بوصول ثامن طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية أمس "الإثنين" إلى مطار دمشق الدولي، محملة بنحو 23 طنا من المساعدات التي تشمل مواد غذائية ومستلزمات إيواء مقدمة من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، ليصل إجمالي المساعدات المقدمة للأشقاء السوريين حتى الآن إلى 231 طنا.
وأضاف أن أول طائرة تجارية وصلت إلى مطار دمشق الدولي اليوم، وهي طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية كانت انطلقت صباح اليوم من الدوحة وعلى متنها 200 شخص، لتبدأ سلسلة الرحلات التجارية للعاصمة السورية دمشق بعد انقطاعها منذ بداية الثورة السورية، لافتا إلى أنه اعتبارا من اليوم ستستأنف الخطوط القطرية رحلاتها الجوية إلى سوريا بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، وستكون الرحلات خلال أيام "الإثنين" و"الجمعة" و"السبت" من كل أسبوع.
وحول قرار الإدارة الأمريكية بتعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا، أوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر ترحب بهذا الإجراء، كما ترحب كذلك بأي خطوة من شأنها تسهيل وصول المساعدات والدعم للشعب السوري الشقيق، قائلا:"إن هذه الخطوة جزئية، ونأمل أن يتم رفع العقوبات بشكل دائم".
الترخيص العام
وأضاف أن هذا الإجراء المعروف باسم "الترخيص العام" يسهل بعض المعاملات المتعلقة بالطاقة على وجه الخصوص، وهو أمر مهم جدا بالنسبة للشعب السوري الذي يعاني من انقطاع الكهرباء لأوقات طويلة، حيث تصل الكهرباء لمدة ساعة واحدة في اليوم بدمشق، الأمر الذي يؤكد الحاجة لدعم كبير لتجاوز هذه المشكلة وحلها.
وأعرب عن أمله في أن يسعى المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات عن سوريا بشكل دائم، داعيا المؤسسات الدولية للعمل والتعاون لضمان استئناف الحياة الطبيعية في سوريا.
وحول الموقف من الإدارة السورية الجديدة، أوضح الأنصاري أن دولة قطر دعمت بشكل دائم الشعب السوري الشقيق في تحقيق تطلعاته وإرادته، كما حرصت على أن يكون القرار بهذا الإطار قرارا سوريا، قائلا في هذا الصدد:" إن دولة قطر تدعم التحولات التي تحدث في سوريا طالما هي تحولات سورية".
وتابع:" تعاملنا بكل إيجابية مع الإدارة السورية الجديدة، التي قالت في أكثر من سياق إنها تريد أن تصنع سوريا الجديدة على الصورة التي تمثل تطلعات الشعب السوري"، منوها بأن الدعم القطري كان دائما في إطار تحقيق هذه التطلعات.
وفيما يتعلق بالمفاوضات المعنية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن المفاوضات ما زالت جارية على المستوى الفني، مشيرا إلى أن هناك إيمانا قطريا دائما بضرورة الاستمرار في هذه الجهود مهما كانت الأوضاع صعبة خلال المفاوضات.
وقال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إن الوفود التي تمثل جميع الأطراف تجتمع بشكل دائم سواء في الدوحة أو القاهرة، إلا أنه لا يمكن وضع حد زمني لهذه المفاوضات، وكذلك ليس هناك أي توقعات حتى اللحظة، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن ذلك في حال الوصول إلى نتائج مباشرة.