اختتمت اليوم، النسخة الثانية من مؤتمر "الجزيرة.. الذكاء الاصطناعي في الإعلام"، الذي نظمه معهد الجزيرة للإعلام، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالي الإعلام والتكنولوجيا.
وشهد المؤتمر، على مدار يومين، مناقشات حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام، وتأثيره على تحسين المحتوى الإعلامي، وتحليل البيانات الضخمة، بالإضافة إلى تحديات استخدامه في هذا المجال.
وعرض المشاركون من ممثلي المؤسسات الإعلامية والتكنولوجية العالمية تجاربهم المتعلقة بالتطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة، مع التركيز بشكل خاص على استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وشدد السيد عبدالرحمن محمد آل شافي مدير إدارة استراتيجيات وسياسات الأمن السيبراني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني على أهمية التفاعل مع التكنولوجيا والاستفادة مما تقدمه، مع مراعاة المخاطر المرتبطة بها.
وأكد على ضرورة التعامل بحذر مع الذكاء الاصطناعي، خصوصا في ما يتعلق بمخاطر التزييف العميق، والحملات المضللة، وبث معلومات خاطئة.
ولفت في هذا السياق إلى أهمية إعداد قاعدة بيانات يمكن الاعتماد عليها، والتمييز بين المحتوى المزيف، والآخر الحقيقي، وإجراء تقييم شامل قبل البدء في تطبيق ما يمكن توظيفه تكنولوجيا، وخاصة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة أماني العبد أستاذ مساعد في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أنه يمكن لأجهزة ووسائل الإعلام الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي بطرق عديدة، لاسيما فيما يتعلق باتجاهات الجمهور، علاوة على ما يتم بثه من "فيديوهات" محذرة من مغبة مخاطر الذكاء الاصطناعي، ومن أبرزها بث أخبار أو بيانات أو معلومات لا تتمتع بمصداقية.
وأشارت إلى خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التفكير، والاستغناء به عن العنصر البشري، مما قد يهدد منظومة العمل الإعلامي، الأمر الذي يتطلب ضرورة النظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه عامل مساعد، وليس بديلا عن الكوادر البشرية، حفاظا على سيرورة الطاقات الإنسانية.
وشهد المؤتمر معرضا تقنيا ضم عددا من الشركات المتخصصة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجاتها وخدماتها، وقدم المعرض للحضور فرصة للتعرف على أحدث الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال.
وفي هذا السياق، قال السيد مراد حسن مدير التفاعل ونمو الجمهور في منصة الجزيرة 360، إنه من خلال مشاركة المنصة في هذا المعرض، فإنها قامت بالتعريف بالمنصة، التي تم تدشينها في منتصف سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أهمية المشاركة في هذا المعرض بهدف تبادل الخبرات مع الجهات المشاركة، وخاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، الذي تستخدمه المنصة في بعض برامجها.
ووصف تفاعل الجمهور مع منتجات المنصة بأنه تفاعل لافت، لاسيما وأنها نجحت في تخطي الخوارزميات القائمة، لتكون لها خوادمها الخاصة، ليشاهدها الجمهور بلا قيود، فضلا عن تقديم جميع منتجات الجزيرة وأرشيفها للجمهور، مؤكدا حرص المنصة على التوسع مستقبلا، بترجمة أرشيف قناة الجزيرة إلى اللغة الإنجليزية، وبثه عبر المنصة، بالإضافة إلى بث محتوى قناة الجزيرة الإنجليزية من وثائقيات وبرامج وتحقيقات، لتصبح المنصة عالمية، تلبي مختلف الخيارات المتعددة لجمهورها، انطلاقا من عالمية شبكة الجزيرة الإعلامية، وحرصها على الوصول إلى مساحات وشرائح أكبر حول العالم.