أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن دولة قطر راضية عن مستوى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" وإسرائيل، ولديها ثقة كبيرة في التزام الطرفين بتنفيذه، مشيرا إلى دخول أكثر من 915 شاحنة مساعدات إلى القطاع حتى الآن.
وقال الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، إن الضمانة الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة هي التزام الطرفين بتطبيقه، والداعم الرئيسي لهذه الضمانة هو المراقبة التي تتم من خلال الوسطاء والضغط الدولي لضمان استمرار الاتفاق.. مضيفا أن التحركات على الأرض مرضية بشكل عام، كعودة الرهائن والأسرى إلى عائلاتهم، وحالة التهدئة التي تتم، والاستقرار النسبي الذي تشهده المنطقة، وليس فقط قطاع غزة، وهو العامل الأهم لدعم الوصول إلى اتفاق في المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن شعوب المنطقة تنفست الصعداء أخيرا، على الأقل بتوقف القتال، وقال: "لا أعتقد أن هناك أحدا اليوم يريد العودة إلى القتال. هذه الحرب كان لها أثرها الإنساني الضخم على شعوب المنطقة بشكل عام، وعلى شعب غزة بشكل خاص. كان لها أثر كبير على الإحساس بالأمن، حتى داخل إسرائيل، وكان لها أثر اقتصادي كبير كذلك على المنطقة، وبالتالي أعتقد أن هذه الأيام التي تشهد فيها شعوب المنطقة حالة الراحة المرتبطة بوقف إطلاق النار ستكون كفيلة بوجود ضغط شعبي على كافة الأطراف لضمان الاستمرار في هذا الاتفاق".
اختبار جدية الأطراف
وتابع: "لقد أنهينا حتى الآن أول تبادل، ودخلت نسبة ليست بسيطة من المساعدات، ولكن أمامنا أيام كثيرة نختبر من خلالها جدية الأطراف. واليوم السادس عشر هو اليوم الذي ستجتمع فيه الأطراف لأول مرة في إطار نقاش المرحلة الثانية، ونحن الآن نعد كل شيء على الأرض لنضمن نجاحها. وضمانتنا الأساسية هي اعتمادنا على النجاح على الأرض".
كما أكد أن غرفة العمليات تقوم بعملها بشكل كامل لتذليل أي صعوبات قد تواجه الاتفاق، مشيرا إلى أنه في حال وجود أي انطباع حول خرق الاتفاق لدى أي من الطرفين، يتم التواصل مباشرة مع غرفة العمليات التي بدورها تتواصل مع الطرف الآخر لحلحلة المسألة، بحيث لا تكون هناك أي تداعيات لمثل هذه الأمور.
وقال إنه سيتم خلال عطلة نهاية الأسبوع التبادل الثاني للأسرى والرهائن، كما في الاتفاق، والذي سيليه تسهيل الحركة من جنوبي القطاع إلى شماله، وإن الأمور لا تزال تسير في مجرياتها الطبيعية، والفرق الآن تعمل بالتواصل مع الطرفين لتبادل القوائم وتأكيدها لضمان تنفيذ التبادل في وقته بنهاية الأسبوع الجاري.
وذكر الدكتور الأنصاري أن هناك الكثير من التفاصيل التنفيذية المتعلقة بتبادل السجناء والرهائن، وقال: "ليس مستغربا حدوث تأخير في تبادل القوائم، وبعض التباين في فهم المعلومات التي وصلت. هذا الأمر واجهناه عند الإعلان عن الصفقة الأولى، ونواجهه الآن، لكن الآليات الموضوعة من خلال غرفة العمليات، ولغة الاتفاق نفسه، تضمن ألا تصل الأمور إلى مرحلة تؤثر على الاتفاق".
الأنصاري: الأمور تمضي بشكل إيجابي بين الطرفين
وأشار إلى أنه "على الرغم من التأخير الذي حدث في بداية وقف إطلاق النار، والتسليم، والإفراج عن الأشقاء الفلسطينيين، ما زالت الأمور تمضي بشكل إيجابي بين الطرفين. تمت الأمور حسب ما هو متفق عليه، وبالنسبة لنا كوسطاء نرى ذلك إيجابيا، ولا نرى حاليا سببا للشك في الإجراءات".
كما شدد على أهمية دعم المجتمع الدولي لاتفاق وقف إطلاق النار، موضحا أن دولة قطر تعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتعزيز الزخم خلف الاتفاق وضمان استدامته، منوها بالدور الفاعل لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والاتصالات اليومية التي يجريها مع نظرائه عالميا.
وفيما يخص المساعدات الإنسانية، أوضح أن الاتفاق يشمل إدخال المساعدات والمستلزمات الإيوائية لقطاع غزة، لافتا إلى التحديات اللوجستية الناتجة عن الدمار الكبير الذي تعرض له القطاع، حيث تم تدمير نحو 80 بالمئة من الوحدات السكنية بالكامل. كما أكد أن أي مساعدات تدخل إلى غزة تمثل حاجة ملحة، مشيرا إلى تعاون قطر مع الأطراف الدولية لضمان إيصال المساعدات بشكل منتظم.
وثمن مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الجهود الأمريكية في الوصول إلى الاتفاق، مشيدا بدور الإدارة الأمريكية في دعم المفاوضات، قائلا: "نقدر بشكل عال انخراط إدارة الرئيس ترامب في المفاوضات، حتى حينما كانت إدارة انتقالية قبل دخولها للبيت الأبيض، انخراطها الإيجابي هو ما ساهم في الوصول إلى اتفاق اليوم".
كما أكد أن موقف دولة قطر من التطبيع مع إسرائيل مرتبط بتحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشددا على دعمها المستمر للحوار بين الأطراف للوصول إلى حل شامل.