في خطوة مهمة نحو تعزيز التعليم التكنولوجي، افتتحت قطر الخيرية مدرسة تكنولوجيا المعلومات في محافظة “تشوي” بمنطقة “الامودين” في جمهورية قيرغيزستان.
يأتي ذلك في إطار احتفالها باليوم العالمي للتعليم لعام 2025، الذي يقام تحت شعار "الذكاء الاصطناعي والتعليم: صون فاعلية الإرادة البشرية في عالم آلي".
وتتيح هذه المناسبة الفرصة للتأكيد على دور التعليم في تمكين الأفراد من فهم التطورات التكنولوجية السريعة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، وكيفية توجيه هذه التطورات لصالح الإنسانية وفي هذا الإطار، وتبرز جهود قطر الخيرية الرائدة في تعزيز التعليم وتقديم بيئة تعلم تواكب متطلبات العصر الرقمي.
من خلال مشاريعها التعليمية المتنوعة، تسعى قطر الخيرية إلى تعزيز المهارات التكنولوجية لدى الشباب حول العالم، بما يضمن لهم التكيف مع التحديات التي تفرضها الثورة الرقمية المتسارعة، ويعد مشروع مدرسة تكنولوجيا المعلومات في قرغيزستان خير مثال على ذلك، حيث يجسد التزامها بتوفير تعليم رقمي متقدم يتماشى مع احتياجات العالم المعاصر.
أهداف المشروع
يهدف المشروع الذي تم تنفيذه بدعم سخي من أهل الخير في قطر، إلى تجهيز بيئة، تعليمية متكاملة تساعد الطلاب على اكتساب المهارات الرقمية المتقدمة التي يتطلبها العالم المعاصر.
وقد تم تدشين المبنى الجديد الذي يتسع لـ 150 طالبًا، بحضور عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين الحكوميين، إلى جانب ممثلين عن قطر الخيرية.
ويتكون المبنى من طابقين ويضم 8 قاعات دراسية مجهزة بأحدث الأجهزة التكنولوجية، بالإضافة إلى مكتبة رقمية، وغرفة مخصصة للمعلمين، كما تم تزويد جميع القاعات الدراسية بـ 100 جهاز حاسوب، مما يوفر بيئة مثالية لدراسة تكنولوجيا المعلومات.
ويتمتع المبنى بأحدث التقنيات التي تتيح للطلاب التعلم بفعالية في مجالات مثل البرمجة، وتصميم الويب، والذكاء الاصطناعي، وهو ما يسهم في تزويدهم بالمعرفة الضرورية للتفاعل مع سوق العمل الرقمي الذي يعتمد بشكل متزايد على هذه المهارات كما تهدف قطر الخيرية من خلال هذا المشروع إلى ضمان إمكانية استفادة الطلاب من التكنولوجيا في قيرغيزستان، وفي مناطق أخرى مشابهة، مما يفتح لهم آفاقًا جديدة للمستقبل.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة قطر الخيرية لتوفير بيئات تعليمية حديثة، متمركزة حول التكنولوجيا الحديثة، من أجل مساعدة الطلاب على اكتساب المهارات الرقمية التي ستجعلهم قادرين على التفاعل مع التقنيات الحديثة والتأثير فيها بشكل إيجابي.
وفي تصريحات لوزير التربية والتعليم في قيرغيزستان خلال حفل افتتاح المدرسة، قال: "تعزيز التعليم التكنولوجي يُعد من أولويات وزارة التربية والتعليم، مشروع مثل هذا يعكس التزامنا بتحقيق أهدافنا في تحسين جودة التعليم في البلاد، ويشكل خطوة كبيرة نحو مواكبة التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم".
تحديات وفرص
في إطار اليوم العالمي للتعليم، تطرح الأسئلة حول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم وكيف يمكن الحفاظ على الفاعلية الإنسانية في ظل التطور التكنولوجي السريع.
ومن خلال المبادرات مثل مدرسة تكنولوجيا المعلومات في قيرغيزستان، تسعى قطر الخيرية إلى تمكين الأجيال القادمة من مواجهة هذه التحديات فالتعليم هنا لا يعنى فقط تعلم كيفية استخدام الأدوات الرقمية، بل تعلم كيفية فهم هذه التقنيات وتوجيهها بما يخدم الإنسان ويساهم في تقدم المجتمعات.
وتعمل قطر الخيرية من خلال دعم هذه المشاريع، على أن يكون هناك توازن بين الذكاء الاصطناعي والإرادة البشرية، بحيث يمكن للأفراد أن يصبحوا جزءًا من عملية تطوير التكنولوجيا بدلًا من أن يكونوا مجرد مستهلكين لها.