صدر حديثا رواية " القناص" للكاتب والباحث في التاريخ عبد العزيز البوهاشم السيد، كما صدر للكاتب ذاته رواية بعنوان "التاجر الصغير" .
وقال الكاتب عبد العزيز البوهاشم السيد إن الرواية الأولى له "القناص"، تجمع بين السرد الروائي والجانب المعلوماتي البحث حيث تغوص الرواية في تاريخ الصيد منذ العصر الجاهلي، وبدء ترويض الصقور على يد الحارث بن معاوية بن ثور الكندي، لتبدأ علاقة العرب بالصقور التي أصبحت رمزاً للقوة والعزيمة والمهارة، وليصبح الصقر رفيقهم الأبدي، من خلال الصحاري الشاسعة والبراري القاحلة.
وأوضح أن رواية القناص تسرد قصة تجمع شبابًا من قطر جمعتهم روح المغامرة والأخوة، حيث اتفقوا على القيام برحلة صيد في براري الصمان بالمملكة العربية السعودية، انضم إليهم إخوة من السعودية والإمارات، وقضوا أيامًا ممتعة في صيد الحبارى باستخدام صقورهم المدربة، مجسّدين إرث أجدادهم العرب الذين عشقوا رياضة الصيد بالصقور وحافظوا عليها عبر السنين، حيث تتضمن معلومات عن تاريخ الصقور وأسمائها وأدوات الصيد وكل ما يتعلق بعالم المقناص.
وأضاف أن الأحداث تتابع منذ بداية الرحلة، بدءًا من اختطاف فهد إلى ضياع صقر حسين، مع الكثير من الدراما والمغامرات التي أضفت طابعًا خاصًا على تلك التجربة الفريدة، مؤكدا أن أحداث الرواية مستوحاة من الخيال، ولكنها تحمل في طياتها صدقًا مستمدًا من الواقع الممتع لهواية المقناص.
وأكد أن رسالته من خلال هذه الرواية المستلهمة من الموروث هو التأكيد والحفاظ تراث الصقارة حيث توضح الرواية العلاقة الفريدة بين الصقر والصقار.
وحول روايته الثانية " التاجر الصغير " أوضح الكاتب عبد العزيز البوهاشم السيد، أنها مستلهمة من الموروث البحري القطري حيث تعود الأحداث إلى عام 1937، من خلال الشاب "راشد" الذي أراد والده النوخذة أن يعلمه أصول التجارة ودروبها وأسرارها، فيسافر في اول مغامرة له الى عاصمة التجارة بومباي في ارض الهند وبرفقة عدد من التجار من الوكرة احدى قرى قطر، بغية التعلم وكسب الخبرة في التجارة.
وأضاف أن الرواية تظهر رحلة الشاب راشد التي استمرت أكثر من خمس سنوات قضاها متنقلًا بين سقطرى وزنجبار وكولكاتا و بومباي وكراتشي ومن ثم العودة إلى الوطن الوكرة، يتعلم فيها ويواجه التحديات ليكون جديرًا بثقة والده وجده. ولكن عندما يعود أخيرًا إلى الوكرة، محملًا بالمال والتجارب، لم يجد أمه، حيث رحلت عن الدنيا فكان فقدها ضربة موجعة له قضى على أثرها أيامًا حزينة .
وقال الكاتب عبدالعزيز البوهاشم السيد، إن الرواية تظهر تنطلق من تاريخنا البحري في الوكرة حيث كانت القرية آنذاك موطنًا للغواصين الذين يبحرون في أعماق البحار بحثًا عن اللؤلؤة ويسافرون عبر المحيطات ليتاجروا في سلعة ًمرغوبة هنا وهناك يحملون التمر من البصرة إلى إفريقيا والخيل العربية الأصيلة إلى الهند ويجلبون القهوة من اليمن والقرنفل من زنجبار والخشب من مدغشقر ويبيعون اللؤلؤة في أسواق فرنسا .
وتابع أن الرواية تعكس روح العرب الذين حولوا التجارة إلى اسطورة! ، وإلى أسلوب حياة وإلى قيم تُخلّد عبر الأجيال. فالتجارة ليست مجرد بيع وشراء، بل هي بناء، هي ثقة، وهي إرث نحمله بأمانة لننقله للأجيال القادمة .
