انطلقت اليوم في الدوحة، أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثالثة، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.
ويعد المنتدى، الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، من أبرز الفعاليات الأكاديمية السنوية التي تجمع نخبة من المتخصصين والباحثين في القضية الفلسطينية من جميع أنحاء العالم، بهدف مناقشة أبرز القضايا الفلسطينية، واستعراض أبعادها المختلفة في سياقاتها التاريخية والراهنة، للتأكيد على أهمية هذه القضية ومركزيتها عربيا وعالميا.
وتتناول الدورة الثالثة للمنتدى، التي يشارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين والنشطاء، الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني، فيما يشمل جدول أعمال المنتدى سبع جلسات، تحتوي كل جلسة منها على أربعة مسارات متوازية، وتضم ثلاث ندوات عامة متوزعة على أيام المنتدى، وورشة عمل مغلقة في اليوم الثالث.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور طارق متري رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أهمية المنتدى في تعزيز الحوار وإثراء الفكر البحثي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع الإشارة إلى المخاوف التي لم تتبدد في غزة ولا في الضفة الغربية، ولأن العدوان الإسرائيلي لم ينحسر.
وعبر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، عن مخاوفه من أن تطلق إسرائيل يدها في الضفة الغربية بعد أن توقفت في قطاع غزة، قائلا في هذا الصدد: "إنه لم يعد ممكنا حجب الشعب الفلسطيني عن حقل رؤية العالم، ولم يعد الصراع محليا يمكن تجاهله أو استخدامه لازمة عقيمة في الخطابات التي لا تفضي إلى أي شيء".
واستعرض جهود مؤسسة الدراسات الفلسطينية وعملها في توثيق حرب الإبادة بمجالات التعليم والصحة والثقافة والزراعة، بهدف إعلان الحقيقة بوصفها "حقا لا يموت".
بدوره، تناول الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، خلال افتتاح المنتدى، التحديات التي تواجه الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، وخصوصا في قطاع غزة والضفة الغربية، وآثار حرب الإبادة وكيفية التعامل معها للحيلولة دون تحقيق نجاح الرؤية الإسرائيلية في تحويل مأزقها الحالي، الناتج من ممارستها لإبادة جماعية، إلى مأزق فلسطيني بحت.
وأكد أهمية توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة وطنية جامعة لأخذ زمام الأمور، وترجمة التضامن الدولي والعربي إلى فعل سياسي.
جدير بالذكر، أن اللجنة العلمية للمنتدى قد تلقت في هذه الدورة 560 مقترحا بحثيا، قبل منها 220 مقترحا، ومنها قبلت نحو 90 ورقة بحثية للمشاركة في مختلف جلسات المنتدى.