نظمت قطر الخيرية بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) حفل تدشين هوية "منتدى الأثر الإنساني" 2025 ، بحضور كل من سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية، وسعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، وسعادة السيدة مريم بنت علي المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة الدكتور أحمد مرعي ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الدوحة، وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في دولة قطر ومراكز البحوث والخبرة.
وقد مثّل حفل التدشين الإعلان الرسمي عن الحدث السنوي للمنتدى الذي يُشكّل منصة محورية لمعالجة الفجوات الحرجة في تنسيق العمل الإنساني، ودفع عجلة الابتكار لمواجهة التحديات الإنسانية في الميدان، وتعزيز الحلول المستدامة. ومن المنتظر أن ينعقد الحدث السنوي للمنتدى الخاص بهذا العام، في الربع الأخير لهذه السنة 2025، كما اشتملت فعاليات حفل التدشين على عقد ثلاث جلسات نقاشية تعنى بالعمل الإنساني، بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين ومسؤولي المؤسسات الإنسانية الأممية والدولية.
ويهدف المنتدى من خلاله حدثه السنوي إلى جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين من قطاعات العمل الإنساني والتنمية لمناقشة التحديات التي تواجه الاستجابة الإنسانية العالمية، واستكشاف سبل التعاون المشترك، ووضع أسس مستقبل هذه المبادرة المستمرة. وستشكّل الشراكة بين قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) محفّزاً قوياً لتعزيز الأنظمة الإنسانية، وإيجاد حلول فعّالة تتمحور حول الإنسان.
وزير الدولة للتعاون الدولي: قطر ملتزمة بدعم الجهود الدولية والدبلوماسية لتحقيق التنمية الإنسانية وتعزيز التعاون الدولي
وفي كلمة لها في مستهل الحفل أكدت سعادة السيدة مريم بنت علي المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي: "على التزام دولة قطر الراسخ بدعم الجهود الدولية، والدبلوماسية الإنسانية في مد يد التعاون إلى كافة الدول والمنظمات التي تتشارك معها ذات الرؤية في تحقيق التنمية الإنسانية وتعزيز التعاون الدولي، لتقديم حلول مستدامة وفعالة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها." ونوهت بدور الدبلوماسية الإنسانية القطرية التي لاتنغلق على ذاتها، بل تمتد إلى الإنسانية جمعاء، لتكون عوناً للمتضرر، وسنداً للمحتاج. وعبرت عن تقديرها للشراكة المهمة بين قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، في تنظيم "منتدى الأثر الإنساني"، وأعربت عن سعادتها في تدشين هوية المنتدى، متمنية أن يكون إضافة مهمة في مجاله.
الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية: الأثر الإنساني هو البوصلة التي ستوجه أعمال هذا المنتدى
من جهته قال السيد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية "إن قطر الخيرية تتطلع أن يعزز المنتدى العمل الإنساني الفعال، ويؤكد على التزام المنظمات والمؤسسات الإنسانية القطرية الحكومية وغير الحكومية في دعم التحول نحو استجابة إنسانية أكثر فاعلية، ويجسد مستوى عاليا من التعاون والتكامل بينها وبين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، في مجال حشد الموارد وبناء قدرات العاملين في هذا المجال، والتنسيق في العمل الإنساني على المستويين الإقليمي والعالمي".
أن "الأثر الإنساني هو البوصلة التي ستوجه أعمال هذا المنتدى، عبر تبني النتائج القابلة للقياس كمعيار للأداء في العمل الإنساني، وتعزيز المساءلة، وضمان استدامة الحلول الإنسانية". وثمّن في ختام كلمته الشراكة المهمة مع الاوتشا في تأسيس المنتدى، ووجه شكره لكل الجهات المشاركة في حضور وتنظيم حفل التدشين والجلسات النقاشية المقامة خلاله.
وعلى نحو متصل قال سعادة الدكتور أحمد مرعي ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الدوحة: "تتطلب المشاهد السياسية المعقدة في مناطق النزاع حلولًا مبتكرة وتعاونية. نفخر في الأوتشا بالعمل جنبًا إلى جنب مع جهات شريكة مثل قطر الخيرية لمعالجة تحديات وصول المساعدات الإنسانية، والتمسك بمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز على المستويين الإقليمي والعالمي. ومن خلال الحوار والشراكات والاستفادة من التقنيات الناشئة، يمكننا ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بغض النظر عن العوائق السياسية أو الجغرافية. إن هذا المنتدى يمثل خطوة حاسمة نحو إيجاد حلول مستدامة قائمة بقيادة المجتمع المحلي، تمكّن الجهات المحلية الفاعلة مع تعزيز التعاون الدولي في هذه البيئات الصعبة".
تلا ذلك قيام كل من سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية وسعادة السيدة مريم بنت علي المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي بالكشف عن هوية منتدى الأثر الإنساني للعام الحالي 2025، التي عكست معانيه الأهداف الرئيسة التي تم تأسيس المنتدى لأجلها.
3 جلسات نقاشية
وعلى هامش حفل التدشين تم عقد ثلاث جلسات نقاشية، كانت الأولى منها بعنوان:" الأثر الإنساني وبوصلة قيادة التغيير" والتي أكدت على أهمية وضع الأثر القابل للقياس في صميم الجهود الإنسانية وتناولت كيفية قياسه بشكل فعال، وتم تسليط النقاش فيها أيضا على كيفية تحسين الكفاءة والتنسيق داخل العمل الإنساني من خلال التركيز على النتائج المحددة، ومن خلالها تم التشجيع على استكشاف أساليب وطرق تعاون مبتكرة لضمان أن يحقق العمل الإنساني فوائد ملموسة ومستدامة للفئات الأشد حاجة.
وقد شارك فيها كل من: السيد محمد الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والعلاقات الخارجية بقطر الخيرية، والسيد ميشيل سعد نائب مدير قسم العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نيويورك، والدكتور غسان الكحلوت مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، والسيد نادر القباني زميل أول ومدير البحوث بمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، والسيد ديفيد وايتويك الرئيس التنفيذي لمنظمة ميد البريطانية الخيرية.
وناقشت الجلسة الثانية التي نظمت بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وكانت بعنوان: "جسور التعاون: حلول تعاونية للوصول الإنساني في البيئات السياسية المعقدة" عدة نقاط أهمها: التنقل بين تحديات الوصول الإنساني في المناطق الهشة سياسيا، وأساليب التعاون والشراكة لدعم المبادئ الإنسانية في هياكل الحوكمة المتنوعة، والاستفادة من التكنولوجيا والشراكات للوصول الإنساني في السيناريوهات المعقدة، والمبادرات المجتمعية للتغيير المستدام في المناطق المضطربة سياسيا.
شارك في الجلسة كل من: سعادة الشيخة هنوف بنت عبد الرحمن آل ثاني مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية ـ قطر ، والدكتور عبد العزيز محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ـ قطر، وسعادة السفير هشام يوسف مستشار أول بمعهد السلام الأمريكي ومعهد السلام الأوروبي، والسيد معين شريم مدير المجموعة الاستشارية السياسية للشرق الأوسط - نائب المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى اليمن.
حلول مبتكرة
أما الجلسة الثالثة والأخيرة التي تم تنظيمها بالتعاون مع مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية فكانت بعنوان: "حلول مبتكرة للأمن الغذائي والاستدامة" وقد تطرق النقاش فيها إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة المتصلة بالموضوع وأهمها: كيف يمكن لسياسات الأمن الغذائي تعزيز الابتكار وتقليل الفاقد؟ وكيف يمكن للحكومات ضمان سلاسل إمداد غذائية مستدامة مع الحفاظ على الموارد البيئية؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في مكافحة الجوع على مستوى العالم؟ وكيف يمكن للشراكات الإقليمية والعالمية ضمان الوصول العادل إلى الغذاء في المناطق المتأثرة بالأزمات؟ من خلال تعزيز الحوار البناء ومشاركة الرؤى المبنية على الأدلة ، و المساهمة في الدفع العالمي نحو حلول مستدامة لأحد أكثر التحديات إلحاحا للبشرية.
وقد شارك فيها كل من: السيد ألونزو فولغام الخبير الاستراتيجي في التنمية الدولية والقائم بأعمال المدير السابق للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والدكتور لوغان كوكرين الأستاذ المشارك بكلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، والدكتورة دلفين أكلوك مستشار الأمن الغذائي بوزارة البلدية ـ قطر، والسيدة عائشة عبد الرزاق الكواري مدير إدارة العمليات الإنسانية بقطر الخيرية.