أعرب الدكتور ناصر الهاجري، المدير التنفيذي لاستاد البيت، عن فخره باستقبال المشجعين في الاستاد المونديالي الجديد، مع استضافته أول مباراة على أرضه بين منتخبي قطر والبحرين، في مستهل منافسات كأس العرب FIFA قطر 2021™ الثلاثاء المقبل.
وعبر الهاجري عن سعادته بالترحيب بالمشجعين في احتفالية رائعة تليق بسابع استادات مونديال قطر جاهزية، مشيراً إلى التصميم المستلهم من تراث الأجداد والمرافق المشيدة وفق أرقى المواصفات العالمية، والتي ستنال إشادة واسعة من الجميع.
أكبر استاد
ويتميز استاد البيت بتصميم مستلهم من بيت الشعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج قديمًا. ويعتبر أكبر استاد يستضيف منافسات كأس العرب بسعة جماهيرية 60 ألف مقعد، كما يحتضن نهائي البطولة في 18 ديسمبر، تزامناً مع اليوم الوطني لدولة قطر.
د. ناصر الهاجري: تصميم استاد البيت يحتفي بجانب من تاريخ قطر وتراثها الغني
وفي ضوء الاستعدادات الجارية لافتتاح الاستاد، أعرب الدكتور الهاجري عن اعتزازه بالمشاركة في واحد من المشاريع التي تشكل مفخرة للأجيال، وتحدث عن أهمية التصميم، والتحديات التي واجهها فريق العمل، ومراعاة جوانب الاستدامة، وكذلك الإرث القيّم لهذه التحفة المعمارية في فضاء المنشآت الرياضية.
وعن الأهمية التي يحملها التصميم قال الهاجري: إن تصميم الاستاد يحتفي بجانب من تاريخ قطر وتراثها الغني الذي يبعث على الاعتزاز بالماضي، ويجسد الموروث الثقافي في قطر والمنطقة على نطاق أوسع، فقد استوحي من بيت الشعر وهي الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر والمنطقة على مر العصور، وقال: "يحمل التصميم الكثير من المعاني القيّمة ويعكس أصول الضيافة والترحيب التي يشتهر بها العرب، كما ينسجم مع تاريخهم العريق ويرمز إلى أسلوب حياة الأجداد قبل وقت طويل من اكتشاف النفط".
جوانب الاستدامة في استاد البيت شكلت محورًا في غاية الأهمية
وحول جوانب الاستدامة في الاستاد، أكد الهاجري أنها شكلت محورًا في غاية الأهمية لفريق العمل الذي حرص على تنفيذ التدابير والإجراءات الهادفة إلى تحقيق الاستدامة بشكل شامل. واستخدمت الطاقة الشمسية لإضاءة مصابيح الإنارة حول الاستاد، وإعادة تدوير المخلفات، واستخدام مياه معاد تدويرها لري المساحات الخضراء.
وأضاف: "أعدنا تدوير بعض المواد من مرحلة الحفر، مثل استخدام الصخور في بناء مطعمين كبيرين في محيط الاستاد، كما استعملنا أعمدة هاتف من شركة اتصالات Ooredoo في تشييد المطعمين، بينما أعيد تدوير مواد أخرى واستخدامها في جداريات وأشكال فنية تزيّن مرافق الاستاد ومحيطه الخارجي".
وفيما يتعلق بالإرث الذي سيتركه الاستاد بعد إسدال الستار على منافسات قطر 2022، أوضح الدكتور الهاجري أن استاد البيت يعد واحدًا من أكبر استادات كرة القدم في العالم، وستُخفض طاقته الاستيعابية إلى 30 ألف مقعد بعد انتهاء منافسات كأس العالم، بينما ستتحول المنطقة الخالية من المقاعد إلى صالة متعددة الأغراض، لخدمة احتياجات السكان في منطقتي الخور والذخيرة.
تمتد المساحات الخضراء في المنطقة المحيطة بإستاد البيت على مليون متر مربع
وتابع: "نشهد حاليًا جزءًا من إرث الاستاد ما بعد المونديال مع حديقة البيت التي توفر العديد من الخدمات، بما في ذلك مرافق رياضية وترفيهية. وتمتد المساحات الخضراء في المنطقة المحيطة بالاستاد على مليون متر مربع، كما تضم مسارات للجري، وركوب الدراجات، ومسارات للخيول والجمال، ويعتبر أول استاد في العالم يحتوي على مضمار للجمال".
ونوّه الهاجري إلى أن استاد البيت فريد من نوعه في العالم، ومن المقرر أن يضم خلال مرحل الإرث منشآت رائعة بما فيها فندق من فئة الخمس نجوم يتألف من 96 غرفة، والذي سيشتمل على صالتي للسينما، ومركز للتسوق وقاعة للترفيه وردهة للطعام.
أكبر التحديات التي واجهة فريق العمل تمثلت في الحجم الهائل للاستاد
وفي حديثه عن التحديات التي واجهت فريق العمل خلال تشييد المشروع، أشار الدكتور الهاجري إلى أن أكبر التحديات تمثلت في الحجم الهائل للاستاد، مع الأخذ بالاعتبار أنه أول استاد في العالم بأغطية خارجية، وقال: "توجب على فريق العمل التفكير مليًا في عدد من الجوانب، من ضمنها حالة الطقس، وسرعة الرياح، والعواصف المحتملة، وبالطبع الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس، والتوصل إلى حلول مجدية لكل هذه التحديات وغيرها".
وعن تجربة العمل في المشروع قال الهاجري إن الموقع كان أشبه بمنطقة صحراوية خالية في بداية أعمال التشييد، والآن أصبح صرحًا يتوق الجميع لافتتاحه والترحيب بالمشجعين وانطلاق المباريات على أرضه. ونوّه إلى الخبرات القيّمة التي اكتسبها خلال عمله في المشروع ضمن بيئة متنوعة من مختلف الثقافات من أنحاء العالم، مؤكدًا أن فرصة العمل في مشروع كهذا نادرًا ما تتكرر.