قام سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتكريم موظفي دار الإفتاء التابعة لجمعية العلماء في جمهورية جنوب إفريقيا.
وجاء التكريم في ختام الدورة المكثفة التي حصلوا عليها في تعلم اللغة العربية، والتي استمرت لمدة شهر من 11 يناير إلى 12 فبراير الجاري، بمشاركة 15 موظفا، بتنظيم وإشراف مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الأوقاف.
وخلال الحفل، أكد الدكتور صالح بن علي الأخن المري، رئيس مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، أن هذه الدورة تأتي ضمن جهود دولة قطر ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتعزيز التعاون مع المؤسسات الدعوية والشرعية وتمتين العلاقات والروابط الثقافية والحضارية بين الشعوب الإسلامية، كجزء من رؤيتها ورسالتها الدينية والتثقيفية الهادفة.
وأشار المري إلى أن الدورة تساهم في تعزيز قدرة الموظفين بدار الإفتاء على التعامل مع التراث والمعرفة الإسلامية عبر تقوية لغتهم العربية؛ مما ييسر عليهم الاطلاع والتزود بالمعرفة والعلوم الشرعية من مصادرها الصحيحة.
وأوضح الدكتور المري أن الدورة تضمنت 115 ساعة تدريبية في اللغة العربية على مدى شهر كامل، إلى جانب محاضرات شرعية، وزيارات ثقافية، بهدف توفير تجربة متكاملة لموظفي دار الإفتاء، تساعدهم على تحسين مهاراتهم اللغوية، وتعميق فهمهم للثقافة الإسلامية.
ولفت إلى أن تجربة استضافة الطلاب والمعلمين من الخارج وتنفيذ برامج ودورات شرعية وتعليمهم اللغة العربية أثبتت نجاحها على مدار السنوات الماضية، حيث تسهم هذه الدورات والبرامج في تحقيق نتائج ملموسة من خلال تطوير قدرات المشاركين وتعزيز كفاءاتهم في تعلم اللغة العربية وتثقيفهم في الجوانب الشرعية.
وأكد رئيس مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي حرص المركز على مواصلة دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها بين الجاليات المسلمة حول العالم، في إطار رؤية وزارة الأوقاف لنشر ثقافة التسامح والتواصل الحضاري.
وبدوره أشاد سعادة السيد غلام حسين اسمال، سفير جمهورية جنوب إفريقيا لدى الدولة، في كلمته بجهود دولة قطر في دعم طلبة وموظفي دار الإفتاء التابعة لجمعية علماء جنوب إفريقيا، وذلك خلال حفل تخريجهم في الدوحة، مؤكدا أن هذا الحدث يعكس الروابط الأخوية العميقة بين البلدين، مشيرا إلى أن البرنامج لم يقتصر على تزويد المشاركين بالمعرفة الدينية، بل عزز لديهم قيم الأخوة والتسامح.
من جانبه، عبر السيد زكريا سليمان باندورا، منسق الدورة من جمعية العلماء في جنوب إفريقيا، عن شكره وتقديره لدولة قطر، ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على جهودها في رعاية اللغة العربية، وتعزيز التواصل مع الجاليات المسلمة حول العالم، مشيرا إلى أن الدورة لم تقتصر على تعلم اللغة العربية فقط، بل شملت لقاءات مع علماء بارزين، وجولات تعريفية بالمعالم الإسلامية والتراثية في قطر، مما ساهم في توثيق الصلة بين موظفي دار الإفتاء بجنوب إفريقيا والثقافة العربية والإسلامية.
بدوره، أكد الدكتور أحمد عبد الرحيم الطحان، رئيس قسم الثقافة الإسلامية بمركز الشيخ عبدالله بن زيد الثقافي الإسلامي، أن هذه الدورة تعكس التزام دولة قطر بدعم اللغة العربية، وإيصالها إلى الجاليات المسلمة، مبينا أن هذه المبادرة هي امتداد لسلسلة من الدورات التي أقامها المركز في دول عدة، مثل روسيا، والبوسنة والهرسك، بهدف نشر اللغة العربية وتعزيز الهوية الإسلامية.
ولفت إلى أن الدورة لم تقتصر على الجوانب الأكاديمية فقط، بل شملت مجالس علمية مع نخبة من العلماء، وزيارات إلى المعالم التراثية والإسلامية في قطر، حيث أتيحت للموظفين في دار الإفتاء بجمعية العلماء فرصة التعرف عن قرب على التاريخ الإسلامي والحضارة العربية، مما عزز لديهم الشعور بالانتماء إلى الثقافة الإسلامية.