دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.71ريال
يورو 3.98ريال

شيخ الأزهر يحذر من تصاعد "الإسلاموفوبيا"

16/03/2025 الساعة 16:05 (بتوقيت الدوحة)
شيخ الأزهر أحمد الطيب
شيخ الأزهر أحمد الطيب
ع
ع
وضع القراءة

حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، داعياً لوضع قوانين لوقفها.

جاء ذلك في كلمة الطيب بالجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، ألقاها نيابةً عنه السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، وفق بيان للأزهر، اليوم الأحد.

وقال الطيب، وهو أيضا رئيس مجلس حكماء المسلمين في العالم "الاحتفاء باليوم العالمي جاء تتويجًا لجهود مشكورة تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدى الأمم المتحدة لمواجهة هذه الظاهرة".

ووصف ظاهرة الإسلاموفوبيا بأنها "غير معقولة ولا منطقية، حيث باتت تمثل تهديدًا حقيقيًّا للسِّلم العالمي".

وأشار إلى أن كلمة "الإسلام" مشتقة من نفس كلمة السلام بالعربية، وهي تعبير عن القيم التي جاءت بها رسالة هذا الدين الحنيف، بما في ذلك الرحمة والمحبة والتعايش والتسامح والتآخي بين الناس جميعًا على اختلاف ألوانهم وعقائدهم ولغاتهم وأجناسهم.

وبين شيخ الأزهر أن "الإسلاموفوبيا أو ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام، لم تكن إلا نتاجًا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك".

وشدد أن ظهور الإسلاموفوبيا هو "نتيجة طبيعية لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت لفترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر، استنادًا لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة، اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام".

وتساءل: "كيف لهذا الدين الذي لا يكتمل إيمان أتباعه إلَّا بإيمانهم بمبدأ كتابهم المقدَّس الذي خاطب الله به الخليقة كلَّها في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13]، كيف له أن ينقلب إلى دين يدعو للتطرف والإرهاب والعنف والدماء؟ أليس من الحق والعدل والإنصاف أن يسمى باسمه الحقيقي الذي أراده الله له: دين تعارف وتسامح ورحمة وتعاون؟! وأن يكون التخوُّف منه ومن أتباعه مرضًا تخصَّص له المشافي ودُور الرعاية".

وفي معرض أسفه لتصاعد موجات هذه الظاهرة، قال شيخ الأزهر: "رغم كل هذه الجهود الكبيرة، ما زالت هذه الظاهرة تتسع - للأسف- وتغذيها خطابات شعبوية لليمين المتطرف تستغل أوجه الضعف الفردي والجماعي، فتذكرنا بأن المعركة طويلة النفس، وأن التحدي يحتم علينا أن نضاعف الجهود، ونبتكر آليات تواكب التعقيدات التي ترافق هذه الظاهرة".

ودعا شيخ الأزهر إلى وضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا، يتضمن تحرير مجموعة من المصطلحات والممارسات المحددة بشكل دوري، وتعبر عن التخويف أو الحض على الكراهية أو العنف ضد الإسلام والمسلمين بسبب انتمائهم الديني.

كما طالب بإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين بسبب دينهم، ورصد القوانين والسياسات التي تشكل تعميقًا للظاهرة، أو تمثل حلولًا تساعد على معالجتها.

وأشار إلى أهمية أن "تهدف في نهاية المطاف إلى صياغة قوانين وتشريعات توقف هذه الظاهرة، وتبعث - بدلًا منها- تعزيز قيم: الحوار والتسامح والتعايش الإنساني".

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo