دولار أمريكي 3.61ريال
جنيه إسترليني 4.67ريال
يورو 3.93ريال

ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة

صفيحة قديمة تبتلع أجزاء من أمريكا الشمالية

07/04/2025 الساعة 20:24 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

كشف فريق علمي عن ظاهرة جيولوجية فريدة، حيث تقوم صفيحة تكتونية قديمة مدفونة في أعماق الغرب الأوسط الأمريكي بامتصاص أجزاء من القشرة الأرضية الحالية إلى أعماق الوشاح.

وتعرف الصفيحة القديمة باسم "فارالون"، وهي بقايا قشرة محيطية تعود لملايين السنين. ووجد علماء الجيولوجيا أنها تعمل بمثابة "شفاطة" جيولوجية عملاقة، تمتص ببطء أجزاء من القشرة القارية لأمريكا الشمالية نحو باطن الأرض.

وباستخدام تقنيات تصوير زلزالي متطورة تسمى full-waveform inversion تعتمد على تحليل كامل الموجات الزلزالية، تمكن العلماء من رصد تشكل ما يشبه "قطرات" صخرية عملاقة تمتد من القاعدة السفلية للقارة إلى عمق يقارب 640 كيلومترا في الوشاح. وهذه الظاهرة الغريبة تشبه قمعا جيولوجيا عملاقا يمتد تأثيره من ميشيغان إلى نبراسكا وألاباما، يجذب الصخور من مناطق شاسعة قبل أن يبتلعها في الأعماق.

وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في كونه أول دليل ملموس على عملية "ترقق الركيزة القارية" (cratonic thinning) - وهي تآكل المناطق القارية القديمة والمستقرة - وهي ظاهرة كانت تعتبر نظرية بحتة بسبب بطء معدلات حدوثها التي تتطلب ملايين السنين، ما يجعل مشاهدتها مباشرة أمرا مستحيلا.

ولكن بفضل التقنيات الحديثة، أصبح لدينا الآن دليل ملموس على هذه العملية الجيولوجية العميقة، وفقا لقائد الدراسة، جونلين هوا، من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية.

وتعود جذور هذه الظاهرة إلى نحو 20 مليون سنة مضت، عندما أدت حركة الصفائح التكتونية إلى تحطيم صفيحة "فارالون" القديمة واندساس أجزاء منها تحت القارة الأمريكية الشمالية. واليوم، تقبع إحدى هذه القطع العملاقة عند الحد الفاصل بين الوشاح العلوي والسفلي، حيث تعمل كساحبة جيولوجية لا هوادة فيها.

وللتأكد من صحة هذه النتائج، لجأ الفريق البحثي إلى إنشاء نموذج حاسوبي ثلاثي الأبعاد يحاكي تأثير صفيحة "فارالون" على القشرة العلوية. وجاءت نتائج المحاكاة مطابقة تماما للبيانات الزلزالية، ما يؤكد صحة الفرضية العلمية.

ويؤكد البروفيسور ثورستن بيكر، أحد المشاركين في الدراسة، أن هذا الاكتشاف يمثل قطعة أساسية في فهم لغز تطور كوكبنا. فمن خلال فهم هذه العمليات الجيولوجية العميقة، يمكننا أن ندرك بشكل أفضل كيف تتشكل القارات، وكيف تتحول، وكيف يتم إعادة تدوير أجزائها على مدى العصور الجيولوجية.

ورغم أن هذه الظاهرة لن تسبب أي تغيرات سطحية ملموسة في المدى المنظور، إلا أنها تفتح نافذة جديدة لفهم ديناميكية باطن الأرض.

ومع استمرار غوص صفيحة "فارالون" نحو الأعماق، قد تضعف قوة جذبها تدريجيا، لتنتهي هذه العملية الجيولوجية الفريدة كما بدأت: بصمت وسرية، في أعماق لا يصل إليها بشر.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo