دشنت دار نشر جامعة قطر النسخة العربية المترجمة للكتاب الأكاديمي "تحت طالع الأسد: تاريخ إيطاليا الإسلامية"، من تأليف الدكتور أميديو فينييلو، وترجمة وتعليق الدكتور أحمد الصمعي، وذلك بالتعاون مع السفارة الإيطالية لدى الدولة.
ويأتي تدشين هذا الكتاب في إطار الشراكة العلمية بين الجانبين التي تسلط الضوء على فصل مهم من التاريخ الثقافي العربي الإيطالي، وتمثل خطوة نحو ترسيخ مسار الشراكات الثقافية المثمرة بين البلدين وبهذه المناسبة، أعربت الشيخة شيخة آل ثاني، مدير دار نشر جامعة قطر،عن اعتزاز الدار بهذا المشروع الذي يعد ثمرة جهود جماعية، عكست التزام الدار بأولوية الترجمة كوسيلة أساسية لتعزيز الحوار والتواصل بين الثقافات، لافتة إلى أن هذا الكتاب يجسد التعاون البناء بين الجامعة وسفارة الجمهورية الإيطالية.
تعاون أكاديمي
وأوضحت أن هذا التعاون يهدف إلى تبادل الثقافة وتعزيز صورة قطر لدى المجتمعات الأخرى، من خلال اختيار كتب أكاديمية محكمة تعالج قضايا مجتمعية هادفة.
وقالت: "سبق أن نشرنا كتابا عن تاريخ الإسلام في إيطاليا، ونواصل هذه المسيرة بترجمة مؤلفات إيطالية إلى اللغة العربية"، مشيرة إلى سعي الدار للاستمرار في هذا النوع من العمل الأكاديمي، والتوسع في مثل هذه المبادرات مستقبلاعبر شراكات جديدة، داخل قطر وخارجها، بالتعاون مع السفارات والمؤسسات الثقافية.
من جانبه، أكد سعادة السيد باولو توسكي، سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة، أن التعاون مع جامعة قطر يعكس الالتزام المشترك بنشر المعرفة وتعميق التفاهم الثقافي، وأنه من خلال المبادرات العلمية والأكاديمية، فسيتم مواصلة بناء روابط حقيقية بين مؤسسات البلدين، بما يثري المجتمع الجامعي، ويسهم في إرساء قيم الانفتاح والسلام والمعرفة المتبادلة.
تاريخ مشترك
وقال: إن هذا الكتاب يعد إضافة نوعية للمكتبة العربية، ومرآة للتلاقي بين الثقافات، ونأمل أن يكون حافزا لمزيد من المشاريع التي تكرس لحضور الأدب والفكر في فضاءاتنا الأكاديمية، وتسهم في بناء وعي معرفي مشترك يربط الماضي بالحاضر، مؤكدا أن إيطاليا ستظل ملتزمة بصداقة العالم العربي والإسلامي، وبالسلام، وبمواصلة الحوار.
وبدوره، لفت الدكتور أيمن أربد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، إلى أن الكتاب يعكس عمق التفاعل الحضاري بين العالمين العربي والإيطالي، ويستحضر صفحات مشرقة من تاريخ مشترك.
وأوضح أن وجود المسلمين في صقلية وجنوب إيطاليا شكل فصلا مهما في تاريخ المنطقة، لم يكن مجرد حضور سياسي أو عسكري، بل كان امتدادا لحضارة غنية أسهمت في تطوير الثقافة والعلوم والفنون والعمارة.
وأضاف أن هذا العمل المشترك بين دار نشر جامعة قطر وسفارة الجمهورية الإيطالية في دولة قطر يعد تجسيدا حيا لهذا الدور، وخطوة مباركة نحو توسيع دائرة التعاون الأكاديمي والمعرفي بين البلدين.
وفي تعليق له، قال الدكتور أميديو فينييلو، مؤلف كتاب "تحت طالع الأسد: تاريخ إيطاليا الإسلامية": إن ترجمة الكتاب، فرصة ثمينة لتعزيز التواصل بين المؤرخين الإيطاليين وجامعة قطر، معربا عن الأمل في أن يكون هذا العمل بداية لعلاقة مثمرة بين الثقافة الإيطالية والمجتمع الأكاديمي في قطر، لاسيما في عالم اليوم، الذي يتطلب التعاون بين المثقفين في مختلف أنحاء العالم.
