أكد خبراء وباحثون في العمل الإنساني على أهمية حماية أمن وسلامة العاملين في مجالات الاستجابة والإغاثة الإنسانية في مختلف مناطق العالم، والعمل على تذليل مختلف التحديات التي تواجههم، ووقف استهدافهم المتكرر.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان "دور المنظمات الإنسانية في مناطق النزاع"، عقدت اليوم على هامش أعمال منتدى الأمن العالمي 2025 المنعقد بالدوحة، بمشاركة كل من: السيد محمد البشري مساعد الأمين العام للاتصال وتنمية الموارد في الهلال الأحمر القطري، والسيدة جويل جيرمانير مدير مركز الكفاءة في مجال التفاوض الإنساني (CCHN)، والدكتورة ماري آنا ماكغلاسون مدير مركز القيادة الإنسانية بجامعة ديكن الأسترالية، والسيدة شيلي كولبرتسون، الباحثة المختصة في السياسات بمؤسسة "راند"، فيما أدارت الجلسة السيدة جنيفر فينتون، المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا.
واستعرض المشاركون في الجلسة أبرز التحديات والصعوبات التي تواجههم، من أبرزها؛ تسييس المساعدات والوصول، وتقليص المساحات الإنسانية، وتصاعد استهداف العاملين بهذا المجال، والتراجع الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية، وغيرها.
ودعوا إلى تعزيز القدرات المحلية وصمود المجتمعات المستهدفة، من خلال دعم الأنظمة الصحية المحلية، وتفعيل الشراكات مع الفاعلين المحليين، لبناء استجابات مجتمعية قوية، فضلا عن دعم قدرات الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر المنتشرة حول العالم، بجانب العمل على تطوير نماذج فعالة للتعاون لضمان استجابة إنسانية مستدامة.
وطالب المشاركون في الجلسة النقاشية، المجتمع الدولي والمانحين والشركاء الإنسانيين إلى تجديد التزامهم بالمبادئ الإنسانية، واحترام القانون الدولي الإنساني، وتعزيز الحوار البناء، مبينين أن عدم تحقيق ذلك سيؤثر على الاستجابة الفاعلة والمنصفة للأزمات المتفاقمة حول العالم.
وأوضحوا أنه لم يعد دور المنظمات الإنسانية يقتصر على تقديم المساعدات والإغاثة الطارئة فحسب، وإنما أصبحت تؤدي أدوارا محورية في مجال الدبلوماسية الإنسانية، والدفاع عن حقوق الفئات الأشد ضعفا في مختلف المحافل الدولية، والسعي نحو إيجاد حلول عادلة وإنسانية للأزمات طويلة الأمد.
ونوهوا بأن مستقبل العمل الإنساني يتطلب قدرة أكبر على التكيف مع مختلف التطورات، والابتكار في أدوات التأثير والدبلوماسية، مشددين على أهمية تعزيز الحماية القانونية للعاملين الإنسانيين، ودعم المنظمات الوطنية، والاستثمار في حلول طويلة الأمد، تستند إلى المجتمعات المحلية.
وأعرب المشاركون في الجلسة النقاشية، عن إيمانهم العميق بأن تعزيز الشراكات الإنسانية المستندة إلى القانون الدولي الإنساني هو حجر الأساس لتحقيق الأمن الإنساني العالمي.