ترأس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، اليوم الثلاثاء في الدوحة، اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق القطري السعودي.
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في كلمة، "يشكل اجتماعنا اليوم فرصة ثمينة للحديث عن العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا الشقيقين والتي تجسد نموذجا لروح الأخوة والتعاون البناء، لا سيما في ظل الظروف والتحديات السياسية والاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب منا جميعا تعزيز التعاون وتكثيف التنسيق المستمر وتحقيق أعلى درجات التكامل".
تنسيق استراتيجي
وتابع معاليه "اليوم تزداد أهمية تبادل الرؤى ووجهات النظر بيننا لتعزيز فهمنا المشترك، وبلورة مواقفنا المشتركة في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بنا من كل اتجاه وعلى كل الصعد. إن الحوار الصريح والبناء بين بلدينا الشقيقين سيمكننا من توطيد التعاون في مختلف المجالات، مما يسهم في تحقيق أمن واستقرار وازدهار منطقتنا".
وأشار معاليه إلى أن "اجتماعنا يأتي استكمالا لاجتماعات اللجنة التنفيذية الدورية، وهنا نود أن نشيد بنتائج اجتماعنا الثاني الذي عقد في الرياض، حيث طرحت العديد من المبادرات الجديدة في إطار اللجان المشتركة، خصوصا في مجالي الرياضة والطاقة، ونتج عن الاجتماع اعتماد (5) مستهدفات و(7) مبادرات مستحدثة للجان المنبثقة عن المجلس، ونثمن هنا جهود فرق العمل المثابرة في إنجاز مهامها في كافة المجالات".
وأشاد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالإنجازات الملموسة التي تحققت في إطار مجلس التنسيق القطري السعودي الذي يمثل آلية استراتيجية للتعاون في مجالات متعددة، مضيفا في هذا الصدد "فقد أثبتنا بأننا قادرون على تحقيق نتائج استثنائية في مجالات السياسة والأمن والتعاون العسكري، والذي ينعكس إيجابيا على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
تحقيق التكامل الاقتصادي والاستثماري
وأكد معاليه أنه "كان للرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لقيادتي البلدين الأثر البالغ في دفع جهودنا نحو تحقيق المزيد من التنسيق وتوحيد المواقف إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك". مستطردا "في مجال الرياضة والثقافة والسياحة، شهدنا تعاونا متميزا ونموذجيا، حيث أصبح بلدانا من الوجهات العالمية التي يحتذى بها في استضافة الفعاليات الرياضية والثقافية الكبرى. إن هذه الأنشطة والإنجازات لا تسهم في دفع عجلة الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل الوطني وحسب، بل تعزز صورة بلدينا في الساحة الدولية، وترقى بمكانة بلدينا الريادي في المنطقة".
وقال معاليه إنه في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة، فقد عززت اللجان المعنية التكامل الصناعي والتجاري بين البلدين من خلال تحديد القطاعات ذات الأولوية للتعاون، والذي سيسهم بدوره في بناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على اقتصاد البلدين، وصولا إلى تحقيق التنمية المستدامة لبلدينا.
وأضاف: في مجال الاستثمار والطاقة، نحن ملتزمون بتعزيز التعاون الاستثماري وبحث الفرص الاستثمارية والمشاريع ذات المنفعة المتبادلة من خلال الجهات المعنية، وبما يعكس تطلعاتنا المشتركة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتحقيق الرخاء لمستقبل أفضل. وأكد معاليه أن "لقاءنا اليوم يمثل محطة استراتيجية جديدة في مسار العلاقات الأخوية الراسخة بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية. وإننا إذ نتطلع إلى مخرجات مثمرة من هذه الاجتماعات، نؤكد عزمنا المشترك على مواصلة العمل معا نحو تحقيق مزيد من التكامل والازدهار".
وخلال الاجتماع، استعرض فريق عمل الأمانة العامة للمجلس للأعمال التحضيرية، مخرجات اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس وفرق عملها خلال الفترة الماضية. كما وقع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسمو وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية، على محضر اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق القطري السعودي.
