اختتمت مكتبة قطر الوطنية، اليوم فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى "المكتبات في الصدارة 2025"، السنوي، الذي أقيم على مدى يومين، بالشراكة مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسط مشاركة واسعة من خبراء المكتبات والأكاديميين وقادة المؤسسات الثقافية من مختلف أنحاء العالم.
وسلّط المشاركون في المنتدى، الذي أقيم تحت شعار "ازدهار المكتبات معًا في بيئة مفتوحة"، الضوء على أهمية التعاون والابتكار والانفتاح لصياغة مستقبل المكتبات، وبناء مجتمعات مكتبية مترابطة ومستدامة من خلال شراكات عالمية، وتقنيات حديثة، وشبكات المعرفة المفتوحة.
د.حمد الكواري: المنتدى يجسّد رؤية مكتبة قطر الوطنية في جعل المعرفة أداة لبناء مجتمعات عادلة ومستدامة عبر شراكات عالمية وتقنيات ناشئة
وبهذه المناسبة، شدد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، خلال كلمته، على أهمية التعاون بين المكتبات. قائلا:" تستدعي التحديات المتسارعة التي يواجهها عالمنا اليوم منظومات معرفية أكثر تكاملًا وتعاونًا، ونؤمن بأن الاستثمار في المعرفة، لا سيما من خلال الشراكات العالمية والتقنيات الناشئة، هو السبيل الأمثل لتعزيز المجتمعات المستدامة، وبناء غد أكثر عدلًا وشمولًا".. واصفا المنتدى بأنه منبر استراتيجي لصياغة مستقبل المكتبات في المنطقة والعالم، لتجسيد الرسالة التي تسعى مكتبة قطر الوطنية لتحقيقها.
وأضاف سعادته أن المنتدى يعد فرصة لالتقاء العقول من أهل الاختصاص، حيث تتضافر فيه الجهود من أجل الارتقاء بمشهد المكتبات والمعلومات في المنطقة والعالم تحت شعار يعبر عن الإيمان العميق بأن قوة المكتبات تكمن في مد جسور التعاون وتوسيع آفاق الشراكة، "ومن أجل ذلك لا ندخر وسعا في تبني استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى بناء منظومة مكتبية متكاملة وقادرة على تلبية احتياجات مجتمعاتنا المتنوعة.
وبدورها، أكدت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، في تصريح، أن المكتبة تحرص على أن تسهم مواردها ومجموعاتها ومنصاتها الرقمية في بناء منظومات معرفية منفتحة وشاملة، وأنه ليس بوسع أي مكتبة أن تزدهر بمفردها.
وقالت: إننا جميعا سنصبح أقوى عندما تتكاتف جهودنا معًا، وإذا كان التحوّل الرقمي في قلب رؤيتنا المستقبلية، فإننا في الوقت ذاته نصون تاريخ المجتمعات ونحافظ على هويتها الثقافية للأجيال القادمة، وندافع عن السياسات التي تضمن بقاء المعرفة منفعة عامة متاحة للجميع، لا امتيازًا محصورًا بفئة دون أخرى".
عبير الكواري: المكتبة تواصل تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة على الصعيدين العربي والعالمي
من جانبها، أكدت السيدة عبير الكواري، مدير شؤون المجموعات الوطنية والمبادرات الخاصة في مكتبة قطر الوطنية، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن المكتبة تواصل تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة على الصعيدين العربي والعالمي، حيث تهدف من خلالها إلى إتاحة المعرفة مجانا وتعزيز الدور الحيوي للمكتبة في تطوير المجتمع.
وشددت الكواري على ضرورة تعزيز الشراكة مع المكتبات العربية والعالمية، من أجل تضافر الجهود، للتعريف بإدارة المعرفة والمكتبات، لافتة إلى أهمية استضافة مكتبة قطر الوطنية لمنتدى "المكتبات في الصدارة 2025"، لما يمثله من أهمية كبيرة في تعزيز الشراكة بين قطاع المكتبات، وكيفية مشاركة الموارد القائمة، واستكشاف آفاق جديدة في هذا الجانب، فضلاً عن تبادل التجارب الناجحة بين المشاركين، والاستفادة من بعضهم البعض.
وشهد المنتدى اليوم، إلقاء عدة كلمات، منها كلمة للسيدة شارون ميمس، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات إفلا، تناولت خلالها أهمية الاتحاد، وتعاونه مع المكتبات لنشر المعرفة، فيما عرّفت السيدة إيمان الشمري، مدير المكتب الإقليمي لاتحاد الإفلا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأهمية هذا المكتب، الذي يتخذ من مكتبة قطر الوطنية مقراً له.
وتناولت مداخلات المشاركين عدة موضوعات، منها إنتاج البيانات الوصفية بالذكاء الاصطناعي، وتصميم المكتبات الشاملة، والحفظ الرقمي، وأرشفة التراث الغذائي.
كما أقيمت اليوم، ندوة نقاشية أدارها الدكتور وليد البادي، مدير مكتبة مجلس عُمان، تناولت تطوير المنصات التعاونية من خلال بناء منظومات رقمية مشتركة للمكتبات، واستراتيجيات تعزيز الإتاحة الحرة.
وشددت الجلسة على أهمية دور المكتبات في تعزيز العدالة المعرفية، وأبرزت كيف يسهم التعاون الإقليمي والدولي بين المكتبات في التغلب على التحديات التقنية والاجتماعية والبيئية.
يُشار إلى أن فعاليات المنتدى السنوي "المكتبات في الصدارة 2025"، انطلقت أمس الأحد بورش تمهيدية متخصصة، أتاحت للمشاركين ضمن جلسات عملية، مناقشة سبل التعاون الاستراتيجي والابتكار في بيئات المكتبات المعتمدة على المنظومة المفتوحة.