تحت رعاية سعادة الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، وزير التجارة والصناعة، افتتح سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر ورئيس غرفة التجارة الدولية قطر، فعاليات "قمة قطر للتحول في التجارة والخزانة 2025"، بحضور سعادة السيد محمد بن حسن المالكي وكيل وزارة التجارة والصناعة، ونخبة من كبار رجال الأعمال وحشد من الخبراء والمتحدثين البارزين من مختلف دول العالم.
وتم خلال القمة، التي تعقد للمرة الأولى في قطر وتنظمها غرفة قطر وغرفة التجارة الدولية – قطر بالتعاون مع ميرج، مناقشة أحدث الاتجاهات والرؤى في قطاع التجارة والخزانة، والتحول الرقمي في مجال المعاملات المصرفية، ودور التحول الرقمي في توفير حلول مبتكرة وذكية للنقد والدفع، وتعزيز الابتكار والتطور الرقمي في قطر.
وأكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر ورئيس غرفة التجارة الدولية قطر، أن انعقاد هذه القمة يجسد التزام دولة قطر بالاستثمار في الاقتصاد القائم على المعرفة، ما يضع دولة قطر في طليعة الدول الرائدة في هذا المجال من خلال خطة استراتيجية تتسم بالابتكار والكفاءة والمرونة، معتبرا قمة قطر للتحول في التجارة والخزانة منصة للحوار المفتوح والنقاشات الصريحة حول مستقبل التجارة والتمويل التي تتجاوز النظرية وتتعمق في التنفيذ بما يعود بالنفع على المؤسسات والمجتمعات على حد سواء، وتؤكد قناعة غرفة قطر وغرفة التجارة الدولية - قطر، بأن القطاع الخاص هو الأفضل تأهيلا لوضع معايير عالمية للأعمال، من أجل تعزيز الابتكار والتطور في القطاعين المالي والتجاري.
الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني: القمة ناقشت رقمنة التمويل ودور الذكاء الاصطناعي في دعم التخطيط والاستثمار المؤسسي
وأشار سعادته إلى تناول جلسات العمل في القمة مجالات رقمنة التمويل التجاري وتحويل الخزينة والمدفوعات عبر الحدود، والذكاء الاصطناعي ودورها الهام في تعزيز قدرات موظفي الخزينة في الشركات الكبيرة والصغيرة والعديد من العوامل الأخرى التي تعزز ثقافة التخطيط المالي والاستثمار المؤسسي السليم.
من جانبه، اعتبر سعادة السيد محمد بن حسن المالكي وكيل وزارة التجارة والصناعة، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، القمة منصة استراتيجية لتبادل الخبرات ومناقشة مستقبل الأعمال والتحول الرقمي في القطاع المالي والتجارة الذكية، والتعرف على أفضل الممارسات واستكشاف حلول مبتكرة للتحديات من أجل مستقبل مستدام، لافتا إلى ما يشهده العالم من تسارع غير مسبوق في تبني التقنيات الحديثة، وتطورات متلاحقة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين والخدمات المالية المترابطة، مما يفرض علينا كدول ومؤسسات العمل على أن نكون في طليعة هذا التحول.
وشدد سعادته على ما توليه دولة قطر، انطلاقاً من رؤيتها الوطنية 2030، من أهمية كبيرة لبناء منظومة تجارية وصناعية ومالية مرنة ومتكاملة وفقاً لأعلى معايير الابتكار، مستندة إلى بنية تحتية رقمية متقدمة وسياسات اقتصادية متوازنة ومستقرة، مبينا أن دولة قطر عملت خلال السنوات الماضية على الاستثمار في تطوير البنية التحتية التكنولوجية لاستيعاب التقنيات النّاشِئة ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، حيث تم وضع التحول التكنولوجي والابتكار في صلب الاستراتيجية الوطنية كركائز لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، والتوجه نحو الاقتصاد الرقمي والكَفاءة والاستدامة.
محمد المالكي: نتطلع لشراكات تحفّز التحول المستدام وتعزّز تنافسيتنا العالمية
وأكد سعادة السيد محمد بن حسن المالكي أهمية الدور المحوري للقطاع الخاص في دعم المنظومة الاقتصادية والصناعية والتجارية، من خلال تركيزه على الابتكار ومواكبته للثورة التكنولوجية، قائلا في هذا الصدد "نحن نتطلع للنقاشات البناءة والملهمة خلال هذه القمة، وما ستضيفه من شراكات مثمرة وتحفيز التحول المستدام في التجارة والخزانة، بما يعزز تنافسيتنا العالمية ويخدم أهدافنا في التنمية المستدامة".
تحول تجاري
وتناولت الجلسة النقاشية الأولى من أعمال قمة قطر للتحول في التجارة والخزانة 2025 "قوة قطر المتنامية كدولة تجارية"، وتحدث فيها كل من السيد محمد بن أحمد العبيدلي عضو مجلس إدارة غرفة قطر، والسيد مبارك السليطي مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة السليطي للمحاماة والاستشارات القانونية، والسيد أشرف أبوعيسى رئيس مجلس إدارة شركة أبوعيسى القابضة، والسيد فهد بادار المدير العام التنفيذي رئيس الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية الدولية بالبنك التجاري قطر.
وأوضح السيد محمد بن أحمد العبيدلي، في مداخلته، أن دمج التحول الرقمي وريادة الأعمال والأنظمة المالية والمصرفية ستساهم في بناء أساس قوي للاستثمارات الجريئة والشراكات العالمية، مؤكدا على دور التعاون الإقليمي في تعزيز قدرة قطر التنافسية التجارية.
وأبرز أن دولة قطر استطاعت تعزيز مكانتها كمركز تجاري عالمي رئيسي، وتعاظم فعاليتها الاقتصادية كشريك رئيسي في التجارة والاستثمار الدولي، وذلك من خلال عدد من الآليات في مقدمتها الإصلاحات التشريعية والتنظيمية، وتنويع الطاقة والاستدامة، وتطوير البنى التحتية واللوجستيات، مشيرا إلى التقدم الذي أحرزته الدولة في مجال البنية التحتية التكنولوجية والابتكار وتطوير قطاع الاتصالات، واستخدام إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI)، واعتماد تقنية البلوكتشين (blockchain) للمعاملات التجارية الآمنة واللامركزية وإدارة سلاسل الإمداد، كذلك الاهتمام بالريادة والابتكار وتطوير استراتيجيات البحث والتطوير وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030.
وخلال مداخلته أكد السيد أشرف أبو عيسى، أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول المنطقة ودول مجلس التعاون تحديدا، مشددا على ضرورة استكشاف أسواق عالمية جديدة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، والاستفادة من التقدم الذي أحرزته قطر في عدد من قطاعات الاتصالات والإعلام والسياحة والصناعة وغيرها.
بدوره، تطرق السيد مبارك السليطي إلى البيئة القانونية والتشريعية للأعمال في دولة قطر، مؤكدا أن التشريعات والقوانين جزء لا يتجزأ من التجارة والأعمال، وتساهم في دفع النشاط الاقتصادي، مشيرا إلى أهمية عقد قمة قطر للتحول في التجارة والخزانة وطرح الأفكار والرؤى في ظل التطورات العالمية على الاقتصاد.
جانبه، أشار السيد فهد بادار لجهود البنك التجاري قطر في قطاع التكنولوجيا المالية (Fintech)، وإيجاد وتنفيذ حلول مالية مبتكرة تماشيا مع استراتيجية قطر للتكنولوجيا المالية 2023 التي أطلقها مصرف قطر المركزي.
تكنولوجيا قانونية
وناقشت الجلسة الثانية من قمة قطر للتحول في التجارة والخزانة 2025، والتي جاءت بعنوان:" مكافحة غسيل الأموال، العقوبات والغش"، عددا من المحاور القانونية لقضايا مكافحة جرائم غسيل الأموال، حيث أكد المتحدثون على الأهمية الكبرى التي يوليها المشرع القطري للتصدي لجرائم غسيل الأموال، وأن هناك حرصا على متابعة التقدم التكنولوجي للتصدي للجرائم المالية.
وتناول سعادة الدكتور الشيخ ثاني آل ثاني عضو مجلس الإدارة للعلاقات الدولية بمركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم، خلال مداخلته في الجلسة، أبرز الآليات القانونية التي تنظم مكافحة غسل الأموال، وآخر المستجدات التشريعية في دولة قطر في ضوء أحكام القانون رقم 20 لسنة 2019، منوها إلى الالتزامات المفروضة على المهنيين والمحامين بشأن ممارسة أعمالهم داخل دولة قطر في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
كما جاءت الجلسة الثالثة بعنوان:" مستقبل التمويل التجاري: جني ثمار التحول الرقمي"، وتناولت آخر المستجدات في مجال التحول الرقمي من واقع الممارسات، وتحدث فيها كل من السيد علاء الروسان رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسويفت، والسيد فينكاتا براساد إندراجانتي رئيس قسم المعاملات المصرفية بالبنك التجاري قطر، والسيد كلايد روزانوفسكي نائب الرئيس لحلول الشركات ورئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بماستركارد، والسيد بوهان شيكرليتش الرئيس التنفيذي بكارجو إكس.
وناقشت جلسة العمل الرابعة موضوع: "تحول الخزانة - الانتقال من النظرية إلى الواقع"، وترأس الجلسة السيد جورج تاتارو، كبير مستشاري الحلول والمبيعات العالمية بشركة فيناسترا، بينما تحدث فيها كل من السيد ديريك كووك – رئيس الخزانة والخدمات المصرفية الدولية، بالبنك الأهلي، والسيد طاهر بيرزادا – مدير عام / الخزينة والمؤسسات المالية، ببنك الريان، والدكتور فواد إسحاق – رئيس الخزينة والاستثمار، ببنك الدوحة، والدكتورة غادة محمد درويش كربون – المؤسس والشريك الإداري، بمكتب الدكتورة غادة محمد درويش كاربون للمحاماة، والدكتورة العنود المعاضيد – رئيس قسم المالية والاقتصاد، بجامعة قطر.
بدورها، استعرضت الدكتورة العنود المعاضيد عددا من الأبحاث المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي، مشيرة إلى الإطار القانوني وكيفية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، والتي من شأنها أن تسهل الإجراءات وتساعد في اتخاذ القرارات المناسبة.
بينما تحدث السيد طاهر بيرزادا عن إدارة السيولة وكيفية استخدام التكنولوجيا في إجراء التحليلات التنبئية وتحسين إدارة السيولة بشكل عام، منوها بأنه على المؤسسات أن تعمل على تحديث الأنظمة وإدماج الحلول المبتكرة في أنظمتها.
من جانبه، قال السيد ديريك كووك، إن هناك تحديات تشريعية مرتبطة بإدارة المخاطر، مشددا على أهمية وجود تناغم في المؤسسة في رحلة التحول الرقمي.
وقالت الدكتورة غادة درويش إن التحول في التجارة والخزانة يتمحور حول التطوير القانوني والتشريعي، وأن التحدي الرئيسي هو مدى توافق وتماشي القوانين والتشريعات مع التطورات في التحول في التجارة والخزانة، كما تطرقت إلى عدد من الأطر القانونية والإصلاحات التي تم إقرارها مؤخرا.
وجاءت الجلسة الخامسة بعنوان "تمكين المرأة التجارة والخزانة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وتحدث فيها كل من الدكتورة بثينة الأنصاري مستشار رئيس مجلس الإدارة بجست ريل استايت العقارية، ومشاعل محمد السليطي مؤسس ورئيس مجلس إدارة مكتب مشاعل السليطي للمحاماة والاستشارات القانونية، ومها السعدي رئيس الشؤون التنظيمية مركز قطر للمال، وفاتنة الدنب رئيس قسم التجارة ورأس المال العامل ببنك باركليز.
أما الجلسة السادسة فجاءت بعنوان "تحسين عمليات التخصيم الإسلامي: حلول سير العمل الحديثة"، فيما تناولت الجلسة السابعة موضوع "المدفوعات عبر الحدود: من المدفوعات الفورية ومدفوعات البلوك تشين إلى العملات الأجنبية المدمجة".