دولار أمريكي 3.61ريال
جنيه إسترليني 4.67ريال
يورو 3.93ريال

اختتام فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للمناظرة والحوار

20/05/2025 الساعة 19:37 (بتوقيت الدوحة)
جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
ع
ع
وضع القراءة

اختتمت اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للمناظرة والحوار، الذي نظمه مركز مناظرات قطر، من إنشاء مؤسسة قطر، بحضور نحو 1200 مشارك من النخب الفكرية والأكاديمية من أكثر من 36 دولة.

كما شارك في المؤتمر، الذي انعقد على مدى يومين، مشاركون من جامعات مرموقة حول العالم، تعتمد المناظرة ضمن مناهجها وأنشطتها الثقافية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الرائدة في جهود البناء المجتمعي وتعزيز القيم والوعي، لا سيما لدى الأجيال الصاعدة.

منصة للحوار

وفي هذا الإطار، نوه السيد عبد الرحمن السبيعي مدير البرامج في مركز مناظرات قطر، بمستوى الحضور والمشاركات النوعية في المؤتمر، قائلًا: "إن المؤتمر يشكل فرصة مهمة للباحثين في حقول الحوار والمناظرة والتواصل الإنساني، ليقدموا أوراقًا بحثية تمثل نتاج جهد في مختلف القطاعات المرتبطة بالمناظرة كفنّ عريق، وبالحوار كقالبِ سامٍ للتواصل".

وأشار السبيعي إلى أن المؤتمر يتسق مع الدور الطليعي لدولة قطر، كإحدى أكبر حواضن الحوار العالمي والتفاوض من أجل السلام والأمن والعدل، إذ تكللت جهود قطر في تحقيق إنجازات على مستوى العالم، ساهمت في إحلال السلام، وإغاثة المهددين في بيئات الخطر والاقتتال.

وأضاف "إننا في زمن لا يكفي أن تكون على حق فقط، بل عليك أن تنتصر للحق، ولا يكفي أن تكون ساعيًا للحقيقة، بل مريدًا لها أيضًا، كما لا يكفي أن تكون صالحًا، بل عليك أن تكون مُصلحًا كذلك".

إلى ذلك، حفل اليوم الثاني للمؤتمر بحوارات متعددة ضمن جلساته المتوازية، تناولت بمجملها قضايا فكرية ومجتمعية من منظورات مختلفة، ومنها؛ جلسة "الدورية المحكمة: المنطق غير الصوري"، وجلسة "الحجاج: رؤى عربية وإسلامية"، وجلسة "أثر المناظرة على تعزيز الفكر النقدي وتعلم اللغة"، وجلسة "الحجاج الإسلامي: أعلام ومناهج"، إضافة إلى ورشة شبابية متميزة حملت عنوان "الحوار وأصوات الشباب".

من التراث إلى الذكاء الاصطناعي

وفي السياق ذاته، قدم البروفيسور حمّو نقاري أستاذ الفلسفة والمنطق من المغرب، الكلمة الرئيسية في اليوم الثاني للمؤتمر، تحت عنوان "المنطق المناظراتي"، حيث استعرض التراث الثري للمناظرة وضوابطها في الفكر الإسلامي العربي، كما طرح رؤية معاصرة لإمكانية دمج هذا الإرث مع النظريات الحديثة في المنطق الحجاجي، والمنطق غير الصوري، ومنطق الفكر النقدي.

وارتكزت محاضرة البروفيسور نقاري على أربع دعائم جوهرية ميزت المادة المنطقية المناظراتية في التراث الإسلامي- العربي، وهي: أصالة المناظرة كمنهج، وتلازم صحة الاستدلال مع سلامته من المعارض، ومشروعية حق الاعتراض كأساس للحوار البناء، وإلزامية الرد وفق منظومة من الشروط المنطقية والأخلاقية المحددة.

من ناحية أخرى، ناقشت الجلسات التخصصية خلال الفترة المسائية موضوعات معاصرة، مثل؛ "توظيف الذكاء الاصطناعي في الحجاج: محدودياته وإمكاناته"، و"إعادة تصور التعليم من خلال المناظرة: رؤى ودراسات حالة"، و"الممارسة الحجاجية: بناء المرونة والفاعلية والحوار الشامل"، إلى جانب جلسة "كواليس التحكيم: استكشاف ممارسات وفلسفة تحكيم المناظرات"، وجلسة "الحجج القياسية في أصول الفقه الإسلامي والمنطق القانوني المعاصر: الاستنباط والقابلية للنقض".

وتوجت فعاليات المؤتمر بجلسة حوارية عامة حول: "المجددون في الإعلام: تعدد الطرق.. تكامل الغايات"، إذ ناقش المتحدثون خلالها اختلاف أساليبهم وتنوّع محتواهم، مع التقاء أهدافهم على كسر القوالب النمطية، وتعزيز الشفافية، وبناء الثقة في مجتمعات لا تزال متمسكة بالطرق التقليدية للتعبير.

يشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الحوار الفكري وتبادل الخبرات بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم، سعياً نحو تطوير آليات المناظرة والحجاج في المجالات العلمية والمجتمعية المختلفة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo