اكتسبت بطولة كأس الأمير لكرة القدم، قيمة كبيرة منذ انطلاقتها قبل نحو 52 عاما حين عرفت ضربة البداية لنسختها الأولى عام 1973 وسجلت خلال 52 مباراة نهائية العديد من الأحداث الهامة والأرقام القياسية إلى جانب توهج العديد من النجوم الكبار الذين تركوا بصمات خالدة وصعدوا لمنصات التتويج.
و دخل استاد الدوحة تاريخ البطولة بعدما استضاف النهائي الأول بين الريان والأهلي فيما يعد السد حامل الرقم القياسي بعدد مرات التتويج باللقب بـ19 مرة أولها عام 1975 على حساب الأهلي بنتيجة (4- 3)، وآخرها عام 2024 على حساب قطر بهدف دون رد.
ويستعد الفريق الأكثر تتويجا للدفاع عن لقبه حين يواجه الخريطيات من الدرجة الثانية في دور الستة عشر للنسخة الحالية.
وعرفت أغلى البطولات خلال تاريخها الحافل انتقالها عبر ثلاث مراحل بعد أن ظلت المشاركة مقتصرة على فرق دوري الدرجة الأولى منذ انطلاق البطولة وحتى عام 1999، حيث كانت المشاركة فيها تقتصر على فرق دوري الدرجة الأولى التي كانت تضم حينذاك تسعة فرق، بحيث يتأهل أول سبعة فرق في الترتيب العام إلى ربع النهائي مباشرة، على أن يخوض الفريقان الأخيران في الترتيب مواجهة لتحديد الفريق الذي سيكمل عقد ربع النهائي ومن بعدها تقام المباريات بنظام خروج المغلوب حتى النهائي.
وخاضت فرق دوري الدرجة الثانية غمار المشاركة في بطولة كأس الأمير لأول مرة عام 2000، حيث كان النظام ينص على خوض فرق المربع الذهبي في الدرجة الأولى منافسات ربع النهائي مباشرة وذلك وفق نظام الذهاب والإياب، فيما يتعين على أصحاب المراكز من الخامس وحتى الثامن خوض منافسات ثمن النهائي، فيما يخوض الفريقان الأخيران المنافسة من الدور الثاني، بينما تبدأ فرق الدرجة الثانية المنافسة من الدور الأول.
نسخة عام 1992
وتعد نسخة عام 1992 الوحيدة التي اعتمد فيها نظام الذهاب والإياب وتوج الأهلي بلقبها على حِساب الريان.
وعادت البطولة لتعرف تغييرا جديدا في نظامها وذلك في عام 2007 حيث حافظت على نظام المراحل وطريقة خروج المغلوب مباشرة، قبل أن تشهد في النسخة الماضية مشاركة 20 فريقا بعد أن كانت المشاركة مقتصرة على 17 ناديا فقط وسيستمر هذا النظام في النسخة الحالية الـ53.
ودون الأهلي اسمه ضمن السجل الذهبي للبطولة كأول نادٍ ينال اللقب حينما فاز على الريان في نهائي النسخة الأولى بستة أهداف لواحد لتبقى النتيجة الأكبر التي عرفتها المباراة النهائية في البطولة حتى الآن بجانب فوز العربي على قطر 5- 1 في نهائي 2005.
وتناوبت ثمانية فرق على نيل شرف التتويج بالألقاب ونال السد نصيب الأسد بحصوله على 19 لقبا بداية من النسخة الثالثة عام 1975 وحتى النسخة الـ52 عام 2024، و بفارق 10 ألقاب يأتي العربي ثانيا في سجل التتويج بحصوله على اللقب في تسع مناسبات أولها عام 1978 وآخرها عام 2003، ويبتعد بفارق لقبين عن الغرافة بسبعة تتويجات أولها 1995، ثم الريان بستة ألقاب أولها 1999، فيما نال الأهلي والدحيل اللقب أربع مرات، قطر في مناسبتين، وحقق أم صلال اللقب مرة واحدة عام 2008 .
ويعد نادي قطر (الاستقلال سابقا) ثاني الأندية فوزا بلقب كأس الأمير حين نجح باعتلاء منصة التتويج في النسخة الثانية عام 1974 بعد فوزه في النهائي على السد بهدفين لواحد.
وعاد "قطر" ليظفر بلقبه الثاني عام 1976 على حساب العربي (4- 3) وكان الأخير لهذا الفريق الذي عرف بعدها الوصول إلى النهائي في خمس مناسبات أعوام 1981 أمام الأهلي (2 - 1)، و1989 أمام العربي ( 2 - صفر)، و2001 أمام السد ( 2 - 1) ، و2004 أمام الريان (3- 2)، و2024 أمام السد (1- صفر ).
وكتب الغرافة اسمه في سجلات البطولة لكونه الفريق الوحيد الذي نال لقب البطولة في 4 مناسبات متتالية وذلك في الفترة بين عامي 1995 و1998، ليتقدم على العربي الذي ظفر بثلاثة ألقاب متتالية بين عامي 1978 و1980، فيما حصد السد اللقب مرتين متتاليتين أكثر من مرة أولها عامي 1985 و1986 ثم عامي 2000 و2001 وأخيرا عامي 2014 و2015، وهو نفس الإنجاز الذي حققه الريان عامي 2010 و2011 ، 2020 و2021.
على صعيد أكثر الفرق تعرضا للخسارة في المباريات النهائية لبطولة كأس الأمير لكرة القدم جاء فريق الريان بعد أن خسر نهائي 12 نسخة من 18 مباراة خاضها، يليه السد الذي خسر 9 مرات من أصل 27 مباراة نهائية، و6 مرات للوكرة في ست مناسبات أعوام 1978 و 1979 و1988 و1990 و1995 و2005.
وخسر كل من الأهلي والغرافة وقطر المباراة النهائية في 5 مناسبات، والعربي في 4 مناسبات.
وكذلك صعد الخور (التعاون سابقا) إلى النهائي مرتين في موسمي 1989 و2007 دون تحقيق اللقب، بينما تأهل أم صلال للنهائي مرتين وحقق اللقب في المرة الأولى عام 2008 على حساب الغرافة بركلات الترجيح (4- 2)، وخسر المرة الثانية أمام الريان بهدف دون رد في نسخة عام 2010.
وعرفت النسخ الخمس الأولى من البطولة، فوز أندية الأهلي وقطر (الاستقلال سابقا) والسد باللقب، حيث توج العربي في ثلاث نسخ متتالية أعوام 1978 و1979 و1980، قبل أن يحصد الأهلي لقب نسخة 1981 والسد نسخة عام 1982، وبعدها العربي في نسختي 1983 و1984.
وبعد نسخة عام 1976 التي حققها فريق قطر، بقي لقب البطولة حائرا بين فرق العربي والسد والأهلي لما يقرب من 18 عاما بواقع 8 ألقاب للعربي و7 ألقاب للسد و3 ألقاب للأهلي، لينجح بعدها الغرافة (الاتحاد سابقا) في اقتحام السجل الذهبي عام 1995 ويصعد لمنصة التتويج لأول مرة على حساب الوكرة بنتيجة (2- 1).
وحافظ بعدها الغرافة على اللقب وفاز به أعوام 1995 و 1996 و 1997 و 1998.
وعرفت حقبة التسعينيات التتويج الأخير للأهلي عام 1992 حين خسر المباراة النهائية بعدها في مناسبتين عامي 1998 و 2003.
وصعد الريان لمنصة ألقاب البطولة عام 1999 بعدما تجاوز الغرافة (2- 1)، قبل أن يفوز بعدها بخمسة ألقاب أخرى أعوام 2004 و2006 و2010 و2011 و2013.
وشهد عام 2008 تتويج بطل جديد بحصول أم صلال على اللقب بعد الفوز على الغرافة في المباراة النهائية بركلات الترجيح بنتيجة (4 - 1) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (2-2)، وشهدت النسخة الـ44 التي جرت على استاد جاسم بن حمد عام 2016 تتويج نادي الدحيل (لخويا) بعد فوزه على السد بركلات الترجيح (4 - 2) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (2-2)، وعاد بعدها ليتوج في ثلاث مناسبات أعوام 2018 و2019 و2022.
ودون الإيراني قاسم فلاح مهاجم الأهلي اسمه كأول لاعب يحرز "هاتريك" في مباراة نهائية وكان ذلك في نسخة عام 1975 في شباك السد لكن فريقه خسر المواجهة بعد فوز السد بأربعة أهداف لثلاثة.
أما أكبر نتيجة عرفتها البطولة فقد كانت في نسخة عام 1982 حين فاز السد على الشمال بنتيجة 16-2.
وشهد نهائي نسخة عام 1993 رقما قياسيا من البطاقات الحمراء وعددها 5 بطاقات 4 للسد وواحدة للعربي وانتهت المواجهة بفوزِ العربي بثلاثية نظيفة بثنائية للاعبه خليفة سالم وهدف لمهاجمه إديسون.
على صعيد نجوم البطولة، عرفت نسخها السابقة تواجد العديد من نجوم الكرة العالمية الذين توجوا بلقبها على غرار قائد ريال مدريد السابق، فيرناندو هييرو، الذي وقع للريان وفاز معه بنسخة 2004 التي شهدت تواجد كل من نجمي المنتخب الهولندي السابق فرانك ورونالد ديبور والألماني ماريو باسلر، والمغربي بو شعيب المباركي، والجزائري علي بن عربية مع الريان.
وكذلك نجح الإسباني راؤول غونزاليس بتحقيق لقب نسخة 2014 مع السد حيث خاض هداف ريال مدريد السابق 39 مواجهة بقميص السد أحرز فيها 11 هدفا، وعاد بعدها مواطنه تشافي هيرنانديز ليكرر الأمر ذاته مع السد بالتتويج في نسخة 2017.
ويعود استاد خليفة الدولي الذي تم تدشينه عام 1976 لتصدر المشهد حين يستضيف نهائي النسخة الـ53 يوم 24 مايو المقبل والذي سيكون النهائي الـ27 الذي يقام على هذا الملعب من أصل 52 مباراة نهائية منها 9 نسخ متتالية، وكانت المرة الأولى في عام 1977، وجمعت السد والريان وانتهت لصالح الأول (1- صفر)، والأخيرة في نسخة عام 2022، وجمعت الدحيل والغرافة وانتهت بفوز الدحيل (5- 1).
وأقيمت النسخ الأربع الأولى على استاد الدوحة، فيما استضاف استاد حمد بن خليفة 8 نهائيات أعوام 1986، 1987، 1988، 1989 ، 1990 ، 1992 ، 1993 ، 1994 .واستاد أحمد بن علي 4 نهائيات أعوام 2003، 2007 ، 2020 ، 2023 وهو العام الذي شهد عودة العربي لمنصة التتويج بعد غياب لـ30 عاما بعد فوزه على السد بثلاثية نظيفة في 12 مايو 2023.
كذلك استضاف ملعب البطولات استاد جاسم بن حمد النهائي في نسختي 2015 و 2016 ، وثاني بن جاسم في عامي 2004 و 2006 ، وسحيم بن حمد 1991 و 1995 بينما استضافت استادات كأس العالم 2022 الجنوب، والثمامة ، والمدينة التعليمية نهائيات نسخ 1995 و 2019 و 2021 و 2024.
على صعيد التحكيم، كان الحكم علي العبسي أول حكم يدير المباراة النهائية وذلك خلال النسخة الأولى من البطولة، والتي جمعت فريقي الأهلي والريان، بينما أدار الإيطالي بيير لويجي كولينا " الرئيس الحالي للجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ " نهائي نسخة 2003 وشهد فوز السد بنتيجة 2-1.
أما أول حكم من خارج الوطن العربي يقود نهائي البطولة فهو الإنجليزي غراهام باربر، حين قاد مواجهة الاتحاد (الغرافة حاليا) والسد نسخة 2002، والتي انتهت بفوز الغرافة بنتيجة 4-1.
أما آخر لاعب محترف سجل في نهائي البطولة فكان الكولومبي ماتيوس أوريبي لاعب السد الذي قاد فريقه للقب النسخة الماضية بإحرازه هدف الفوز والمباراة الوحيد في الأشواط الإضافية باستاد المدينة التعليمية.