قال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، إن النمو الاقتصادي في أي مكان في العالم لا يمكن أن يتحقق بدون وقود، مضيفا أن "الغاز هو أفضل مصدر للوقود، فهو موثوق، وبأسعار معقولة، وباستطاعة معظم الدول الحصول عليه".
وفي حديث خلال حوار القيادات ضمن مؤتمر الغاز العالمي 2025 المنعقد في بكين، أكد سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة أنه في الوقت الذي نحتاج فيه إلى جميع أنواع الوقود وإلى مزيج متنوع من مصادر الطاقة، فإن الغاز سيكون العمود الفقري للنمو في جميع الاقتصادات، وسيبقى طوال القرن المقبل.
وتابع سعادة المهندس الكعبي أن لكل دولة مزيجا خاصا من الطاقة يختلف عن الأخرى، وذلك بحسب اختلاف الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة فيها مثل انقطاع الشمس، أو عدم هبوب الرياح أو هطول الأمطار، قائلا: "لدينا في قطر وفرة من أشعة الشمس، ونلبي اليوم 15% من الطلب على الكهرباء من الطاقة الشمسية، ونعمل على مضاعفة هذه النسبة إلى 30%".
صفر انبعاثات
وردا على سؤال حول هدف الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كهدف بيئي، أجاب سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة بأنه في حين أعلنت العديد من الدول والشركات التزامها بتحقيق هدف الوصول إلى صافي صفر انبعاثات، أصبح من الواضح الآن أن الكثيرين بدأوا بالتراجع عن هذا الالتزام، إذ يدركون صعوبة تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2050 دون خطة حقيقية قابلة للتطبيق، ودون مراعاة احتياجاتهم من الطاقة والنمو الاقتصادي.
وقال: "كانت دولة قطر وقطر للطاقة من بين الدول والشركات القليلة جدا التي أعلنت أنها لن تتمكن من تحقيق هدف الوصول إلى الصفر".
م. سعد الكعبي: بحلول منتصف 2026 سنبدأ تشغيل أول خط إنتاج للغاز الطبيعي المسال من مشروع تطوير حقل الشمال الشرقي
وفي معرض حديثه عن التقدم في مشروع توسعة حقل الشمال، قال سعادته: "سنبدأ بحلول منتصف العام المقبل تشغيل أول خط إنتاج للغاز الطبيعي المسال من مشروع تطوير حقل الشمال الشرقي، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 32 مليون طن. وسيبدأ تشغيل خطوط الإنتاج الأخرى تباعا في وقت لاحق بعد ذلك. أما مشروع حقل الشمال الغربي، فهو في مرحلة التصاميم الهندسية، وسيدخل مرحلة الإنشاء في عام 2027. نحن نعمل على مضاعفة إنتاجنا من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن حاليا إلى 160 مليون طن، بما في ذلك إنتاج مشروع "غولدن باس" في ولاية تكساس الأمريكية، والذي سيبدأ التشغيل في وقت لاحق من هذا العام."
وأردف الوزير الكعبي قائلا: "ستكون “قطر للطاقة”، كشركة، أكبر مصدر منفرد للغاز الطبيعي المسال. بينما ستبقى دولة قطر ثاني أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال بعد الولايات المتحدة ولفترة طويلة جدا"، مضيفا: "سنلعب دورا بالغ الأهمية في مساعدة اقتصادات العالم على الازدهار والنمو، باستخدام أنظف أنواع الوقود الأحفوري المتاحة".
مضاعفة الانتاج
وأوضح سعادته أن قطر للطاقة تعمل على مضاعفة قدرتها الإنتاجية في العديد من قطاعات صناعة البتروكيماويات، وتقوم ببناء أكبر وحدة لتكسير الإيثان في العالم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تبدأ الإنتاج في الربع الأول من عام 2027، وأكبر وحدة لتكسير الإيثان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي يتم بناؤها في راس لفان، ومن المتوقع أيضا أن تبدأ الإنتاج في أوائل عام 2027، مضيفا: "بالتالي، فإن هذا يعد أكبر استثمار منفرد من قبل شركة واحدة في المشروعين اللذين ننفذهما بالشراكة مع شركة شيفرون فيليبس للكيماويات".
وحول العلاقات مع الصين ودورها في قطاع الطاقة، قال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي: "تشهد الصين نموا هائلا. وهي تعمل على توفير مزيج جيد من الطاقة، حيث تجاوز طموحها في مجال الطاقة المتجددة خططها بكثير. وهي أيضا تضيف الغاز إلى احتياجات نموها. الصين هي أكبر مشتر لغازنا الطبيعي المسال، وشريك في توسعة حقلي الشمال الشرقي والجنوبي. كما نقوم ببناء عدد كبير من السفن في الصين كجزء من برنامج قطر للطاقة التاريخي لبناء أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال".
ويعتبر مؤتمر الغاز العالمي الملتقى الأهم لقطاع الغاز والطاقة العالمي، وتنعقد نسخة العام 2025، التي تحمل شعار "التحفيز لمستقبل مستدام"، لأول مرة في الصين بين 19 و23 مايو الجاري.. ومن المتوقع أن يجذب مشاركة غير مسبوقة، من أكثر من 30 ألف مشارك من 70 دولة وبمشاركة 300 شركة محلية وعالمية في المعرض المرافق، مما يجعل هذه المناسبة فرصة فريدة للتواصل مع الأسواق العالمية الناشئة والراسخة.