نظم منتدى الدوحة مائدة مستديرة رفيعة المستوى حول الحوكمة العالمية، وذلك ضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة للمنتدى السنوي للصين والعولمة، الذي يستضيفه مركز الصين والعولمة، تأكيدا على التزام منتدى الدوحة المستمر بالحوار الشامل وتعزيز التعاون فيما بين دول الجنوب.
عقدت الجلسة التي جاءت تحت عنوان "إعادة تشكيل أطر الحوكمة العالمية: دور الصين والجنوب العالمي" أمس الخميس في العاصمة الصينية بكين، وشهدت مشاركة نخبة من الدبلوماسيين وخبراء السياسات وقادة التنمية، الذين ناقشوا إمكانات الشراكات الناشئة بين الصين ودول الجنوب العالمي في إعادة صياغة مفهوم التعاون الدولي في عالم يتسم بتعدد الأقطاب.
واستهلت الجلسة بكلمات افتتاحية لكل من السيد هنري هويياو وانغ مؤسس ورئيس مركز الصين والعولمة، والسيدة مها الكواري المدير العام لمنتدى الدوحة، حيث شددا على أهمية بناء أنظمة حوكمة لا تقتصر على التمثيل والفاعلية فحسب، بل ترتكز كذلك على العدالة وتواكب التحولات السياسية والاقتصادية الراهنة.
وفي كلمتها خلال الجلسة، قالت السيدة مها الكواري: "السؤال المطروح اليوم ليس ما إذا كنا بحاجة إلى أساليب جديدة للتعاون العالمي، بل كيف يمكننا تحقيق ذلك بطرق تمثيلية وشاملة وفعالة تستجيب لتعقيدات عالمنا المعاصر"، وأضافت: "يفخر منتدى الدوحة بشراكته مع مركز الصين والعولمة في تعزيز هذا النوع من المحادثات الحيوية."
ترأست الجلسة الدكتورة مابل لو مياو، المؤسس المشارك والأمين العام لمركز الصين والعولمة ومؤسس مبادرة حوار القيادات الشابة العالمية.
وتضمنت قائمة المتحدثين كل من: سعادة السفير أونال سيفيكوز، عضو سابق في البرلمان التركي، وسعادة السفير خالد عمارة، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، والسيد للو روكوان رئيس معهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لمؤسسة البترول الوطنية الصينية، والسيد رشيد المهندي، زميل غير مقيم في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، والسيدة شيخة الشيبي، رئيس قسم التخطيط وتقييم الشراكات، صندوق قطر للتنمية، والسيد توبي سيمون، مؤسس ورئيس مؤسسة سينيرجيا، والسيد شو هويشينغ، زميل أول غير مقيم بمركز الصين والعولمة، والسيد تشو تايدونغ من المركز الصيني للمعرفة الدولية بشأن التنمية.
وتناولت المناقشات دور الصين كمنظم ومستثمر وشريك في التنمية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، إلى جانب تأثير الجنوب العالمي في صياغة مشهد التجارة الدولية وتمويل التنمية والأنظمة متعددة الأطراف.
وفي ختام الجلسة، أعلن منتدى الدوحة توقيع مذكرة تفاهم مع مركز الصين والعولمة كشريك استراتيجي للمحتوى. وتشمل الاتفاقية تنظيم جلسات مشتركة في النسخة القادمة من منتدى الدوحة المقرر انعقادها في ديسمبر 2025، إلى جانب استمرار التعاون المشترك على مدار العام.
يذكر أن منتدى الدوحة يتمتع بتاريخ طويل من التركيز على الحوكمة العالمية الشاملة. ومن المقرر أن تعقد نسخته الثالثة والعشرون، في الدوحة خلال الفترة من 6 إلى 7 ديسمبر 2025، ليجمع قادة العالم تحت شعار "ترسخ الانصاف: من الوعود إلى واقع ملموس".