أكدت دولة قطر أن الالتزام بمبدأ حماية المدنيين يستدعي رفض تجويعهم أو استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية كسلاح حرب.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
تراجع في حماية المدنيين
وأوضحت سعادتها أن هذه المناقشة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تعقيدا وتراجعا كبيرا في مجال حماية المدنيين في النزاعات المسلحة وذلك نتيجة لعدم الالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية الملحقة، مضيفة أن دولة قطر ترحب بالتقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة والذي يشير إلى أن أكبر تهديد لحماية المدنيين في النزاعات اليوم ليس غياب القوانين، بل عدم الامتثال لها أو تطبيقها بشكل انتقائي والذي يدفع المدنيون في النزاعات ثمنه.
وأكدت أن دولة قطر انتهجت استراتيجية واضحة وبذلت جهودا كبيرة ومتواصلة في سياق منع النزاعات، والحد منها، والتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى جهود الوساطة وبناء السلام في مختلف مناطق العالم، وذلك وفقا لالتزامها الراسخ بمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف الأربع، والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها، والتي تم تضمينها كجزء من القانون الوطني لدولة قطر.
الشيخة علياء آل ثاني: قطر ملتزمة بمبدأ المسؤولية عن الحماية يتسق مع إيمانها الراسخ بالتعاون الدولي لإرساء دعائم الأمن الجماعي
وأشارت سعادتها إلى أن التزام دولة قطر بمبدأ المسؤولية عن الحماية يتسق مع إيمانها الراسخ بالتعاون الدولي لإرساء دعائم الأمن الجماعي، واحترامها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
وأشارت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى أن قطاع غزة يشهد اليوم أوضاعا كارثية غير مسبوقة بعد استئناف عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليه، في تحد سافر للإرادة الدولية الداعمة للسلام، وبالأخص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بجهود دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية في يناير الماضي.
وقالت سعادتها: "تستمر الهجمات الإسرائيلية على الأعيان المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان، مما يعتبر تعديا سافرا على أحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة. وإن إعاقة الحكومة الإسرائيلية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من شأنه أن يفاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء جراء استمرار إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي للمعابر منذ شهرين بحسب التقارير الأممية."
ضمان دخول المساعات
وجددت سعادتها دعوة دولة قطر للمجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع، وتأكيدها الحاجة الماسة لإنهاء الحرب على غزة، لتجنب المزيد من التداعيات الإنسانية، والمضي قدما بإرادة صادقة ونية حسنة نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام في المنطقة.
ولفتت سعادتها إلى أن دولة قطر جددت مع جمهورية مصر العربية التأكيد على استمرار جهودهما المتسقة في ملف الوساطة بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتخفيف معاناة المدنيين، وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة، وصولا إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها.
وأكدت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن دولة قطر تشدد على أهمية الدور الذي تلعبه الجهود المرتبطة بالوقاية من النزاعات ومنعها وتسويتها بالوسائل السلمية في تحقيق حماية أكبر للمدنيين في النزاعات مما يعزز تماسك المجتمعات المحلية في ظل النتائج المروعة للنزاعات المسلحة.
