انطلقت اليوم بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، فعاليات معرض "بروجكت قطر 2025"، تحت شعار "الابتكار والاستدامة: الطريق نحو رؤية قطر الوطنية 2030"، بمشاركة نحو 200 شركة محلّية ودولية.
وتشهد نسخة هذا العام التي تستمر على مدى أربعة أيام، مشاركات دولية مميزة، أهمها مشاركة وفد حكومة مقاطعة بيونيس آيريس الأرجنتينية، حيث تشارك الأرجنتين كضيف شرف تحت مظلة مبادرة الأعوام الثقافية في قطر، إلى جانب وفود من رجال وسيدات أعمال يمثلون نحو 80 شركة دولية من مختلف أنحاء العالم.
وتعليقاً على المشاركة الأرجنتينية، قال سعادة السيّد هرنان لومباردي، وزير التنمية الاقتصادية في حكومة ولاية بيونيس آيريس التي تقود هذه المشاركة:" تأتي مشاركة جمهورية الأرجنتين بوفد يضم مجموعة من الشركات التكنولوجية الناشئة بحثاً عن فرص واعدة للتعاون ليس فقط في المجال الثقافي، بل أيضاً في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، مع تعزيز الروابط التي تجمع بين دولة قطر والأرجنتين وشعبيهما الصديقين."
شراكات دولية
وعلى الصعيد الدولي أيضاً، يحتضن "بروجكت قطر" هذه السنة معرض عقارات النيل، وهو معرض دولي للاستثمار العقاري في مصر يقام خارج مصر سنوياً، حيث يحطّ المعرض في نسخته الخامسة عشرة رحاله في الدوحة للمرة الأولى.
من جهته، قال السيد حيدر مشيمش مدير عام الشركة الدولية للمعارض – قطر، وهي الجهة المنظمة للمعرض، إنّ النسخة الحالية من "بروجكت قطر" تشهد تحوّلاً بارزاً من حيث التنوع القطاعي، حيث تستحوذ القطاعات الناشئة مثل التصنيع الذكي والبناء المستدام والابتكار الرقمي في صناعة البناء على حصة كبرى من حجم المشاركات في إطار السعي لجذب الاستثمارات والخبرات الأجنبية لدعم المشاريع الجارية والأخرى المخطط لها، حيث يُركز "بروجكت قطر" على تعزيز فرص عقد شراكات بين الشركات القطرية ونظيراتها الدولية من خلال عقد الشراكات البناءة مع المؤسسات الدولية، واستقطاب العارضين والزوار من الأسواق الرئيسية في جميع أنحاء العالم، وتيسير إبرام اتفاقيات التعاون والمشاريع المشتركة العابرة للحدود.
ونوّه إلى أن تركيبة المشاركات في "بروجكت قطر" شهدت مواكبة للتغييرات التي طرأت على صناعة البناء والاتجاهات الاقتصادية الأوسع نطاقًا، حيث كان معرض "بروجكت قطر" يقتصر سابقًا على استقطاب مجموعة واسعة من الصناعات المتعلقة بالتشييد ومواد البناء، إلا أنه شهد على مدار 20 عاما تطوراً ملحوظاً عبر دمج القطاعات المُتصلة بالتكنولوجيا الحديثة، والحلول المستدامة، وممارسات التصنيع الذكية، حيث يقام ضمن معرض "بروجكت قطر" هذه السنة معرض متخصّص بعنوان "معرض قطر للتصنيع الذكي"، ليقدّم منصّة تستعرض أحدث حلول وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة (4IR).
ويواكب هذا المعرض بشكل مباشر اســتراتيجية قطــر الوطنيــة للصناعــات التحويلية ( 2024-2030) التي تهدف إلى توطين التصنيع وتعزيز الاكتفاء الذاتي وجذب الشراكات الصناعية الدولية، حيث سيعرض العارضون ابتكاراتهم في مجالات الأتمتة، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وسلاسل التوريد الذكية والخدمات اللوجستية، وأنظمة الإنتاج المستدامة، والتحوّل الرقمي في العمليات الصناعية، وذلك بهدف دعم جهود الدولة في تطوير قطاع التصنيع المحلي وتعزيز المحتوى التكنولوجي في المشاريع الصناعية، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
نقاشات متخصصة
وانسجاماً مع عنوان نسخة هذا العام، "الابتكار والاستدامة: الطريق نحو رؤية قطر الوطنية 2030"، يقدّم "بروجكت قطر" مجموعة من جلسات الحوار وورش العمل تجمع أكثر من 70 متحدّثاً وخبيراً من القطاعين العام والخاص، ففي اليوم الأول تعقد جلسة تستعرض من خلالها هيئة الأشغال العامة "أشغال" التقنيّات الحديثة في تنفيذ مشاريعها، ثم جلسة حول تطبيقات نمذجة معلومات المباني (BIM) في مشاريع البنية التحتيّة في قطر والطريق نحو مدن ذكية تدار بالذكاء الاصطناعي، وحلقة نقاش حول تسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق الكفاءة والابتكار في مشاريع البناء، ثم جلسة خاصة لمنظّمة العمل الدولية حول النهوض بالعمل اللائق والاستدامة في قطر.
أمّا في اليوم الثاني، فستقام جلسات حول التصنيع المبتكر من أجل مستقبل مستدام تعالج عناوين مثل تبسيط سلاسل التوريد، والثورة في مجال مراقبة الجودة باستخدام أنظمة الرؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا احتجاز الكربون في الصناعات البحرية، والثورة الحرارية النظيفة في الصناعة، وغيرها.
ويشهد اليوم الثالث من المعرض جلسة خاصّة لمبادرة الأعوام الثقافية قطر – الأرجنتين يشارك فيها ممثّلون من وزارة التجارة والصناعة، ووزارة التنمية الاقتصادية في حكومة ولاية بيونيس آيريس، وتبحث مجموعة من العناوين تشمل الذكاء الاصطناعي لكفاءة الطاقة، وذكاء الأقمار الصناعية من أجل مدن أكثر أمناً وبنية تحتية مستدامة، والتقنيات المستدامة لتنقية المياه، وكذلك تقام جلسة خاصّة ضمن برنامج اليوم الثالث بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو حول الاقتصاد الأخضر والمهارات الخضراء في دول مجلس التعاون الخليجي.
أمّا ختام المعرض في يومه الرابع فسيكون مخصّصاً لدعم المواهب الشابّة من مبتكري الجيل القادم من خلال جلسة أولى بالتعاون مع جامعة قطر يستعرض من خلالها مجموعة من طلّاب الجامعة المشاريع التكنولوجية التي يعملون عليها والتي تشمل رفع مستوى المراقبة لجودة الهواء، وإعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي، وتصوّر مستقبل التعبئة والتغليف، والنفايات الذكية، وغيرها.
أمّا الجلسة الثانية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فستتيح لمجموعة من الشركات الناشئة القطرية استعراض ابتكاراتها في مجالات تكنولوجيا المؤسّسات، وتبسيط العمليات العقارية والمالية، وتحويل المساحات بالذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الغامرة، وغيرها.
