أكد دولة الدكتور أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى ماليزيا، للمشاركة في القمة الثانية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والقمة الاقتصادية الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين، مناسبة رفيعة المستوى، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيدا بشخص سموه ومكانته الرفيعة في العالم الإسلامي، ومثمنا مواقف قطر الثابتة تجاه قضايا الأمة، ودورها الفاعل في تحقيق السلام العالمي.
وقال رئيس الوزراء الماليزي، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، على هامش زيارة سمو الأمير المفدى لماليزيا: "إنه لشرف عظيم لنا أن نستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ونتطلع لتعزيز التعاون والاستثمارات الاقتصادية بين البلدين".
علاقات ناجحة
وأضاف أن العلاقات بين ماليزيا وقطر "ودية وناجحة للغاية، إذ نحرص على تبادل وجهات النظر من خلال المحادثات الهاتفية والاجتماعات مع مختلف الوزارات من البلدين، ولدينا زيارات منتظمة على مستوى الوزراء"، مؤكدا: "نعتبر قطر صديقا عزيزا لماليزيا".
وفي سياق الحديث عن القضايا الإقليمية، أشار رئيس الوزراء الماليزي إلى التقدير الكبير الذي تحظى به دولة قطر في العالم الإسلامي، وقال: "ما يكتسب أهمية خاصة هو موقف قطر وسمو الأمير تجاه القضايا التي تمس الأمة الإسلامية، خاصة القضية الفلسطينية، والعمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق السلام ووقف إطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطين، وقد لاقى هذا الموقف استحسانا كبيرا لدى العديد من المسلمين، بمن فيهم الماليزيون".
نجاح قطر الباهر في تنظيم مونديال 2022 حظي بإعجاب العالم أجمع
كما أثنى على النجاحات التي حققتها دولة قطر في تنظيم الفعاليات العالمية، مشيرا إلى أن "نجاح قطر الباهر في تنظيم كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022 حظي بإعجاب العالم أجمع".
وتطرق دولة الدكتور أنور إبراهيم إلى التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قائلا: "نستضيف في ماليزيا منتدى غير مسبوق من نوعه، يجمع آسيان ودول الخليج. وكنا قد عقدنا اجتماعا مماثلا في الرياض قبل عامين، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها الاجتماع في منطقة "آسيان". ونحن ممتنون لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك لقادة مجلس التعاون الخليجي لدعمهم هذا المسعى".
شراكات استراتيجية
وأكد على أهمية تطوير الشراكات الاستراتيجية مع دول كبرى، حيث قال: "بدأنا بمبادرة تجمع بين ماليزيا وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، والآن هناك إجماع على أن الصين لاعب رئيسي، فالعلاقات الخليجية الصينية قوية، وينبغي علينا استغلال هذه الفرصة لعقد قمة ثلاثية تجمع آسيان والخليج والصين".
وتابع: "لدينا علاقات متينة بين آسيان والولايات المتحدة، وأوروبا، والهند، واليابان، وسنعقد معها لقاءات خلال الفترة المقبلة، وبناء على قرار وزراء خارجية آسيان، وجهت رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقترحا عقد اجتماع بين الولايات المتحدة وآسيان".
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) May 27, 2025
رئيس وزراء #ماليزيا في حوار خاص مع #قنا: #آسيان تعد اليوم المنطقة الأكثر سلما في العالم والأكثر ديناميكية في النمو الاقتصادي، ودول #مجلس_التعاون من أكثر الاقتصادات حيوية وأعتقد أن التآزر بين المنطقتين سيفيد الجميع#قطر pic.twitter.com/KLBGUbIP7v
وحول التوجهات السياسية الماليزية، أوضح أن بلاده تلتزم بسياسة الحياد والاستقلال التام، مؤكدا على العمل بمبدأ المركزية والتعاون مع جميع الدول.
وأشار إلى أن مشاركة الصين في قمة "آسيان" ستكون ذات فائدة ملموسة، مشددا على أن "مبدأ التعاون لا يتحقق إلا بالتمسك بالمبدأ القرآني: {لتعارفوا}".
إمكانات هائلة
وأضاف رئيس الوزراء الماليزي: "عندما يتعارف الناس يدركون الإمكانات الهائلة المتاحة، فآسيان اليوم تعد المنطقة الأكثر سلما في العالم، والأكثر ديناميكية في النمو الاقتصادي، بينما تعد دول مجلس التعاون الخليجي من بين أكثر الاقتصادات حيوية، ولديها إمكانات هائلة في مجالات الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، إلى جانب محافظ استثمارية ضخمة، وأعتقد أن التآزر بين المنطقتين سيفيد الجميع".
وفي سياق آخر، أشار دولة الدكتور أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا إلى دور دولة قطر في الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلا: "تستمر دولة قطر في التواصل مع كافة الأطراف من أجل وقف الحرب في غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر".
قطر دون مبالغة، لعبت دورًا محوريًا في وقت عصيب واضطرت إلى اتخاذ طريق دبلوماسي صعب
وتابع أن "قطر، دون مبالغة، لعبت دورا محوريا في وقت عصيب، واضطرت إلى اتخاذ طريق دبلوماسي صعب"، موضحا "أنه من دون الفلسطينيين وممثليهم، لا يمكن تحقيق أي تقدم في المفاوضات".
واختتم رئيس وزراء ماليزيا حواره مع "قنا" بالتأكيد على دعم الجهود القطرية وتشجيعها لتحقيق السلام، إلى جانب إدانة الفظائع المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء، ورفض مبدأ الاحتلال، وقال: "قد أوضحت لسمو الأمير أننا نقدر مساهمته الكبيرة في محاولة حل هذا الصراع، وندعم جهوده باستمرار".