في إطار فعاليات العام الثقافي قطر- تشيلي 2025، شاركت دولة قطر في المنتدى الدولي الذي استضافته مؤسسة "فونداسيون رإيماخينا" في العاصمة التشيلية سانتياغو تحت عنوان "إعادة تصور التعليم: مسارات جديدة للابتكار التربوي"، وحضره تربويون وصانعو سياسات ومبتكرون لاستكشاف نماذج جديدة للإصلاح في مجال التعليم والتعاون بين قطاعاته المختلفة.
وأظهرت مشاركة قطر، التي مثلها كل من السيد أوريليو أمارال مدير البرامج في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" إحدى مبادرات مؤسسة قطر، والسيد حازم إدريس نائب مدير إدارة تنمية المجتمع في متاحف قطر، دور الدولة المتنامي في دعم التعليم والدبلوماسية الثقافية كأدوات لمد جسور التواصل بين القارات.
منصة عالمية
وفي هذا الصدد، أوضح السيد أمارال، في تصريحات على هامش المنتدى، أن الابتكار في التعليم يتطلب نهجا قائما على التفكير النظمي، ويقدر الأفكار الشعبية ويربطها بالأطر العالمية، مسلطا الضوء على الدور العالمي لمؤتمر "وايز" منذ تأسيسه في عام 2009 في النهوض بالتعليم من خلال البحث والحوار حول السياسات والشراكات بين القطاعات، حتى أصبح منصة عالمية للتحول التعليمي.
من جهته، أبرز السيد حازم إدريس أن قيمة التعليم تتجاوز حدود الصف الدراسي، مستعرضا دروسا من مبادرات قطر التطوعية الدولية، التي تجمع بين التعلم القائم على الخدمة والتبادل الثقافي.
وقد تزامنت مشاركة السيد حازم إدريس في المنتدى مع زيارة أوسع إلى كل من تشيلي والأرجنتين، حيث يجري تقييمات ميدانية لبرنامج التطوع الدولي التابع لمتاحف قطر، وهي مبادرة أصبحت جزءا لا يتجزأ من برنامج الفعاليات السنوية لمبادرة الأعوام الثقافية بدأت مع العام الثقافي القطري- الإندونيسي في 2023.
التعاون التعليمي
بدورها، أكدت السيدة آنا ماريا رعد مؤسس "فونداسيون رإيماخينا" و"أبريندو لاب"، أن تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات والدول والقطاعات يعد قيمة أساسية بالنسبة إلى "فونداسيون رإيماخينا"، مبينة أنه "لتحقيق رسالتنا المتمثلة في ضمان تعليم يستجيب لتحديات مجتمع القرن الحادي والعشرين، حيث نحتاج إلى شراكات وتبادلات تضمن جودة تعليمية أعلى وتنمية أكبر للمهارات الأساسية، كالإبداع والتفكير النقدي والكفاءة الرقمية ، وهذا يتطلب نهجا عميقا وعمليا للابتكار، وهو ما نهدف إلى الترويج له في هذا المنتدى مع مبادرة الأعوام الثقافية ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز".
كما أشارت إلى أنه من أحدث الأمثلة التي تدل على هذا الالتزام مشروع "أبريندو لاب"، وهو مشروع تابع لمؤسسة "فونداسيون رإيماخينا" في تشيلي يسعى إلى دعم تقوية التفاعل بين المعلمين والطلاب من خلال ابتكار موارد رقمية مصممة لسد الفجوات التعليمية والتكنولوجية، وقد اختير كواحد من ستة مشاريع متأهلة للتصفيات النهائية لجائزة "وايز" للتعليم 2024 - 2025.
وقد عمل المتأهلون للجائزة خلال العام الماضي على تطوير حلول للتحديات الجوهرية في أنظمة التعليم، مثل تسريع صقل المهارات المعرفية التأسيسية، وتحسين تدريس اللغة العربية وتعلمها، ومواجهة التحديات الناشئة نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
ويأمل منظمو المنتدى أن يسهم ربط الابتكار المحلي في تشيلي بنماذج دولية في تحفيز شراكات جديدة، ودفع تطبيق مثل هذه الاستراتيجيات التعليمية عالية التأثير على نطاق أوسع، ما سيمثل إرثا مؤثرا للعام الثقافي القطري- التشيلي 2025.