نظم الوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة بجنيف، النسخة الرابعة من بطولة كرة القدم للمجتمع الدبلوماسي بجنيف، تحت شعار: "الرياضة من أجل السلام وحقوق الإنسان والتنمية"، برعاية من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر، واللجنة الأولمبية القطرية، وبنك قطر الوطني والمركز الدولي للأمن الرياضي، وذلك بهدف تسخير الرياضة من أجل تعزيز القيم المشتركة للتعاون والتضامن وتسليط الضوء على قدرة كرة القدم كوسيلة للتقارب والتعاون.
وشارك في البطولة ثمانية فرق من دول تمثل المجموعات الإقليمية: أفريقيا، آسيا والمحيط الهادئ، أوروبا، أمريكا الشمالية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، أمريكا الجنوبية، المجموعة العربية، مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلا عن فريق يمثل مكتب الأمم المتحدة بجنيف، كما تخللت البطولة أنشطة مخصصة للأطفال أُقيمت بالتوازي مع المباريات.
ترتيب الفائزين بالبطولة
وأسفرت البطولة عن فوز فريق آسيا والمحيط الهادئ بالمركز الأول، يليه فريق أفريقيا في المركز الثاني، ثم فريق أمريكا الشمالية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي في المركز الثالث، بينما حل فريق مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المرتبة الرابعة.
وساهمت بطولة عام 2025 في إبراز قيم الرياضة وارتباطها بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ودورها في تعزيز مبادئ السلام، وحقوق الإنسان، والحوار بين الثقافات، والتفاهم المتبادل، بالإضافة إلى ترسيخ الشعور بالانتماء، وتعزيز التضامن والروح الجماعية بين أفراد المجتمع الدبلوماسي والأممي.
وأكدت سعادة الدكتورة هند عبد الرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف، أن هذه البطولة أثبتت مرة أخرى القيمة العظيمة للرياضة في تعزيز المبادئ الإنسانية للمساواة والأخوة والتضامن.
وأعربت عن تطلعها لمواصلة الزخم للحفاظ على هذه المبادرة لتكون حدثا سنويا يمتد لسنوات عديدة قادمة، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي من هذا الحدث الرياضي هو الاحتفال بالصداقة والعمل الجماعي، وتعزيز روح المنافسة الشريفة، لافتة إلى أن الرياضة تُعد وسيلة فعّالة لتقوية الروابط الاجتماعية، وتعليم المهارات الحياتية، وترسيخ القيم المشتركة بين الشعوب.
تخفيف ضغوط العمل
وشدّدت سعادتها على أن هذا الحدث يمثل فرصة لمجتمع جنيف الدبلوماسي لتخفيف ضغوط العمل، وإبراز المواهب، وتكريس مفاهيم الرياضة كقيمة إنسانية جامعة.
ولفتت إلى أن البطولة، على مدى السنوات الثلاث الماضية، نجحت في تجسيد حماس المجتمع الدبلوماسي، وحققت أهدافها المرجوة وأتت بنتائج مثمرة.
واختتمت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف كلمتها بالتأكيد على أن الرياضة تملك قوة سحرية لتغيير العالم، وقالت: "إذا كانت السياسة تفرقنا داخل غرف الاجتماعات المغلقة، فإن الرياضة توحدنا في الملاعب المفتوحة"، مضيفة أن كرة القدم دائما ما تجمع بين التسلية والمتعة والتواصل الإنساني، معربة عن شكرها وامتنانها للرعاة الرئيسيين للنسخة الرابعة من البطولة.
من جانبها، أشادت سعادة السيدة تاتيانا فالوفايا، المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة بجنيف، بدور الوفد الدائم لدولة قطر بجنيف، معربة عن شكرها للدعم المتواصل الذي يقدمه في مختلف الفعاليات، وخاصة الرياضية منها.
وقالت إن بطولة هذا العام تمثل احتفالية رائعة بالرياضة التي تخدم الإنسانية والتنمية والسلام والأمن وحقوق الإنسان، مشيرة إلى تميّز الحدث بمشاركة فرق من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك سفراء وموظفون من الأمم المتحدة، لافتة إلى الطابع الشامل والمميز لهذه المبادرة يعكس أهمية الرياضة كقيمة إنسانية جامعة.
من ناحيته، أكد سعادة الدكتور محمد بن سيف الكواري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، على الدور الهام للرياضة وخاصة كرة القدم بوصفها الرياضة الشعبية الأولى في العالم، مشيرا إلى دورها الحيوي والرائد في ترسيخ السلام، والتفاهم الدولي، وبث روح الاحترام المتبادل بين الناس بمختلف ثقافاتهم.
منصة للتعارف الإنساني
وأوضح أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، من خلال رعايتها لهذه البطولة، تسعى إلى جعلها منصة للتعارف الإنساني، والتعرف على القيم المشتركة، وتعليم المهارات الاجتماعية، والتغلب على الفروقات، وتشجيع الحوار، وتعزيز الحياة الثقافية بين الأفراد والمجتمعات.
د. محمد الكواري: نأمل أن تتوسع هذه البطولة لتصبح الصوت الذي ينادي بتضمين الحق في الرياضة بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان
وأضاف قائلا: "من المؤسف عدم وجود نصوص صريحة في اتفاقيات ومواثيق حقوق الإنسان تحمي الحق في الرياضة، ونأمل أن تتوسع هذه البطولة لتصبح الصوت الذي ينادي بتضمين الحق في الرياضة بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".
كما أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به الوفد الدائم لدولة قطر بجنيف لضمان استمرارية هذه البطولة، مؤكدا أن التنوع الذي تتسم به هذه البطولة من حيث الفرق المتنافسة، يمكن أن يكون هو عنصر القوة بما يضمن استمراريتها واتساع جغرافيتها التنافسية.
وقالت السيدة غدير أبو حجلة، الرئيس التنفيذي لـ QNB سويسرا: "نفخر برعاية هذه البطولة التي تتماشى مع التزام مجموعة QNB الراسخ بتسخير قوة الرياضة كأداة لتوحيد الناس، وإثراء حياتهم، ودعم الاستدامة. ونؤمن في بنك قطر الوطني بأن رسالتنا تتجاوز الخدمات المصرفية التقليدية، وهذه المشاركة تقدم مثالا رائعا على أهمية مساهمة الأعمال المصرفية في تعزيز القيم الإيجابية والتواصل في المجتمع."
محمد بن حنزاب: ضمان أمن الرياضة في مختلف أنحاء العالم من البرامج المجتمعية التأسيسية إلى البطولات الكبرى لم يعد خيارا
من جانبه، أكد السيد محمد بن حنزاب، رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، أن أمن الرياضة الشامل يشكل ركيزة أساسية لمستقبل الرياضة عالميا، قائلا: "إن ضمان أمن الرياضة في مختلف أنحاء العالم وعلى كافة المستويات – من البرامج المجتمعية التأسيسية إلى البطولات الكبرى – لم يعد خيارا، بل ضرورة استراتيجية، فالأمن هو الأساس الذي تُبنى عليه قدرة الرياضة على إحداث التحوّل الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز دورها في التعليم، وتفعيل رسالتها كقوة ناعمة قادرة على بناء الحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب".
وفي ختام البطولة، قامت سعادة الدكتورة هند عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف، وسعادة السيدة تاتيانا فالوفايا، المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة بجنيف، بتكريم الفرق الفائزة في هذه البطولة وتهنئة اللاعبين على ما تحلوا به من روح رياضية عالية.