في إطار الصداقة والعلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين، بدأ فخامة الرئيس أرمين سركسيان، رئيس جمهورية أرمينيا، اليوم زيارة رسمية للبلاد، ومن المقرر أن يستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة الرئيس سركسيان، لبحث العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن المنتظر أن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
تطور في عدد من القطاعات
وتشهد العلاقات بين قطر وأرمينيا تطورا متناميا في العديد من القطاعات منذ تأسيسها في الخامس من نوفمبر من عام 1997، وتعززت هذه العلاقات على مدار السنين عبر العديد من الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين من الطرفين أبرزها زيارة الرئيس الأرميني الأسبق روبيرت كوتشاريان للدوحة عام 2002، وزيارة الرئيس الأرميني السابق سيرج سركيسيان للدوحة عام 2017.
وفي إطار الرغبة والحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات، ترتبط الدولتان بمجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تتعلق بإنشاء لجنة وزارية مشتركة، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي، والتعاون التجاري والاقتصادي والفني، والتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والتعاون الثقافي والزراعي، والسياحي وفي مجال حماية البيئة وتنظيم استخدام العمال الأرمنيين في دولة قطر.
وأسهمت الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة الرئيس الأرميني إلى الدوحة في نوفمبر 2019، ومشاركته في "منتدى الدوحة" ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز 2019"، في رفع مستوى العلاقات الثنائية.
وفي أكتوبر 2019 زار وفد أرميني متخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات مؤتمر ومعرض قطر لتكنولوجيا المعلومات (كيتكوم 2019)، ترأسه وزير صناعة التكنولوجيا الفائقة حيث شاركت نحو 20 شركة أرمينية رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات بجناح تم تكريمه في حفل الافتتاح، إضافة إلى زيارات لوفود عديدة من مختلف القطاعات.
وحرص الرئيس الأرميني خلال استقباله لوفد من "غرفة قطر" على الإشادة بالعلاقات الوطيدة التي تربط بين بلاده ودولة قطر، لافتا إلى تطلعه لتعزيزها خصوصا في المجالات التجارية والاقتصادية.
فرص استثمارية
كما دعا رجال الأعمال القطريين إلى دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة في أرمينيا وتوجيه استثماراتهم إليها، وذلك في أعقاب مشاركة وفد "غرفة قطر" في فعاليات قمة العقول التي عقدت في مدينة ديليجان الأرمينية عام 2019 وبمشاركة ممثلين عن 27 دولة وأكثر من 100 شخصية بارزة من أرمينيا والخارج، حيث تم عقد مناقشات تركزت على العمليات الجيوسياسية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط والتقنيات المتقدمة والإدارة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، والثورة الصناعية الرابعة وريادة الأعمال والابتكار والقيادة في القرن الحادي والعشرين وحوار الحضارات وسياسات العملة والاستثمار والمخاطر والتحديات التي تواجه العالم.
وتقدم أرمينيا فرصا مثيرة للاهتمام وبيئة عمل جيدة للاستثمارات، ولا سيما في مجالات الزراعة والسياحة والعقارات والتكنولوجيا المتقدمة.
وتسير الخطوط الجوية القطرية أربع رحلات أسبوعية مباشرة وبدون توقف بين الدوحة والعاصمة الأرمينية يريفان، وقد أسهمت هذه الرحلات في زيادة كبيرة في توافد السياح من قطر إلى العاصمة الأرمينية، إلى جانب التسهيلات التي تقدمها الحكومة الأرمينية من قبيل إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرات الدخول.
وأرمينيا بلد جبلي غير ساحلي تقع في جنوب القوقاز، عند ملتقى غرب آسيا وشرق أوروبا، بين البحر الأسود وبحر قزوين ويحدها من الشمال والشرق جورجيا وأذربيجان، ومن الجنوب والغرب إيران وتركيا، وتبلغ مساحة جمهورية أرمينيا أكثر من تسعة وعشرين ألف كيلومتر مربع، أما عدد السكان فيقدر ب"2,968,127" نسمة .
وتعد أرمينيا من أكثر دول الاتحاد السوفيتي السابق تقدما في مجال صناعة التكنولوجيا، وهو ما يعد إحدى ركائز الاقتصاد هناك، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على قطاع الاستثمارات الذي يشهد تطورا كبيرا في مختلف المجالات، حيث تزخر أرمينيا بالعديد من الفرص الاستثمارية المجدية والتي يمكن لرجال الأعمال اقتناصها.
ما قبل الاستقلال
وفي مرحلة ما قبل الاستقلال اعتمد الاقتصاد إلى درجة كبيرة على صناعة المواد الكيميائية والإلكترونيات والآلات وتجهيز الأغذية والمطاط الصناعي والمنسوجات، التي يتم استيراد موادها الخام من الخارج. وفي مرحلة الاستقلال طورت أرمينيا قطاعاً صناعياً حديثاً يقوم على تصدير الآلات والمنسوجات والسلع المصنعة الأخرى للخارج.
وشكلت الزراعة أقل من عشرين بالمائة من الناتج الصافي وبعد الاستقلال برزت أهمية الزراعة في الاقتصاد بشكل ملحوظ، حيث صعدت حصتها في نهاية التسعينيات إلى أكثر من ثلاثين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من أربعين بالمائة من إجمالي العمالة.
وتنتج المناجم الأرمينية النحاس والزنك والذهب الرصاص، بينما تنتج الغالبية العظمى من الطاقة من الوقود المستورد من روسيا، بما في ذلك الغاز والوقود النووي لمحطتها الوحيدة للطاقة النووية، أما المصدر الرئيس للطاقة المحلية فهي الطاقة الكهرمائية.
وتعمل أرمينيا على ضمان الحفاظ على قوة الاقتصاد وخلق الظروف المواتية للاستثمارات الأجنبية التي تعتبر من الأولويات، وتركز على دعم قطاعات الهندسة والصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية، وقد أنشأت منطقتين للتجارة الحرة يتمتع فيهما المستثمرون بجملة من الحوافز والإعفاءات.