بطموح حصد اللقب للمرة الأولى في تاريخيه، واصل المنتخب القطري صاحب الارض والجمهور عروضه الكروية المميزة عندما حصد العلامة كاملة برصيد تسع نقاط لينهي الدور الأول لحساب المجموعة الأولى محلقًا وحيدًا في الصدارة، ويضرب موعدًا مع الإمارات يوم الجمعة المقبل على استاد البيت بمنطقة الخور ضمن ربع نهائي بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021.
بداية المنتخب القطري جاءت هادئة ومتواضعة عندما واجه البحرين، لكنه نجح في اجتياز الاختبار الاول واقتناص النقاط الثلاث، وفي الاختبار الثاني تحسن أداء المنتخب ونجح في تجاوز منتخب عمان بثنائية مقابل هدف ليكرس افضليته على ضيفه في عدد مرات الانتصار، ويشعل اجواء المنافسة بين المنتخبات الثلاثة من أجل خطف البطاقة الثانية بعد تأهل قطر مبكرًا.
ورغم فوزه في المواجهتين السابقتين إلا أن أداء المنتخب القطري قوبل ببعض الانتقادات التي طالبت مدرب الفريق الإسباني فيليكس سانشيز بمعالجة الأخطاء سريعًا والعمل على تفاديها في قادم المواجهات، بيد ان الجماهير القطرية طالبت لاعبي منتخبها بمواصلة السير على سكة الانتصارات وعدم التفريط في نقاط المواجهة الاخيرة.
العلامة الكاملة
ولم يخيب المنتخب أمس الأول أمال عشاقه وجماهيره الغفيرة التي حرصت على التواجد بكثافة في مدرجات استاد البيت، ونجح في تجاوز الاختبار الثالث عن استحقاق عندما زار شباك العراق في 3 مناسبات، ليعزف بذلك سيمفونية الوادع لمنافسهم صاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات باللقب.
وحرص الجهاز الفني للمنتخب القطري تحت قيادة الاسباني فيليكس سانشيز على منح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة وإراحة اللاعبين الاساسين لأخذ قسط من الراحة في إطار تجهيزهم لمواجهة الامارات المرتقبة، وأشرك المدرب 7 لاعبين جدد بهدف ضخ دماء جديدة في التشكيلة.
وأظهر اللاعبون الاحتياطيون درجة عالية من التركيز من خلال تقديم الإضافة المرجوة منهم، وحرموا المنتخب العراقي من فرض أسلوب لعبه، ومع استمرار نتيجة التعادل أجرى مدرب قطر ثلاث تغييرات قبل انتهاء المواجهة بعشر دقائق بدخول كل من أكرم عفيف والمعز علي وحسن الهيدوس، لتنقلب بذلك معطيات المواجهة كليًا، حيث نجح الثلاثي في حسم النتيجة بتسجيله لثلاثية نظيفة، عجلت برحيل خصمهم وجعلته يحزم حقائبه لتوديع البطولة من دورها الأول.
وبهذه الخسارة سجل العراق صاحب الرقم القياسي بالتتويج بالبطولة بـ(4) ألقاب أسوأ مشاركة له بكأس العرب عندما غادر البطولة لأول مرة من دور المجموعات، وفشل العراق للمباراة العاشرة على التوالي في تحقيق الانتصار على مستوى كل المسابقات.
كما نجحت قطر بثلاثيتها في شباك العراق في تكرار الإنجاز الذي تحقق سابقًا على حساب منافسهم في تصفيات كأس العالم 1986، ويرفع عدد انتصاراته بكل المناسبات لـ14 انتصارًا مقابل 12 للعراق وحضر التعادل في 7 مباريات.
تكرار لإنجاز
ويطمح "الأدعم" في حصد لقب البطولة التي تقام على أرض الدوحة للمرة الثانية، حيث اكتفى بطل النسخة الأخيرة من كأس أمم آسيا بالمشاركة في نسختين فقط من النسخ التسع الماضية من بطولة كأس العرب.
ويعد المنتخب القطري من بين المرشحين لنيل اللقب العربي، ليس لكونه يلعب على أرضه وبين جماهيره فحسب، بل لامتلاكه نخبة من اللاعبين يتمتعون بقدرات مميزة وخبرات جيدة اكتسبوها من المشاركات المتعددة في البطولات المحلية والقارية.
وشارك المنتخب القطري مرتين من قبل في النسخة السابعة عام 1998 على أرضه، وقدم مستويات جيدة مكنته من بلوغ النهائي لكنه خسر أمام السعودية 1-3، وفي النسخة الرابعة التي استضافتها السعودية عام 1985، اكتفى المنتخب القطري بالمركز الرابع بعد خسارته بركلات الترجيح أمام صاحب الضيافة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
فرصة مثالية
وأصبحت بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 بشكلها الجديد، والمعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، هي البطولة البديلة لتمنح قطر فرصة مثالية للتجربة على المستوى التنظيمي.
ويضاعف من أهمية البطولة كونها تأتي كبروفة تحضيرية للمونديال حيث إنها تقام بمشاركة 16 منتخبا ما يزيد من حجم التحدي بالنسبة للمنظمين ويمنحهم فرصة أفضل لكشف أي سلبيات قد تظهر في عملية التنظيم وعلاجها قبل عام على المونديال.
وقسمت المنتخبات الـ16 على 4 مجموعات بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة ما يعني أن البطولة ستشهد 32 مباراة في مختلف أدوارها.
كما تقام فعاليات البطولة على 6 من الاستادات الثمانية المقرر أن تستضيف فعاليات مونديال 2022، ما يمثل تجربة مثالية لإمكانيات هذه الاستادات المجهزة بأعلى التقنيات ومنها تقنيات التبريد رغم إقامة البطولة في فصل الشتاء.
وكانت بعض هذه الاستادات استضافت عددًا من البطولات والفعاليات السابقة وأظهرت كفاءة رائعة ومنها بطولة العالم لألعاب القوى 2019 وكذلك دور المجموعات والأدوار النهائية في بطولة دوري أبطال آسيا بالموسم الماضي في 2020.
ولكن تجربة كأس العرب تمثل الحلقة الأهم في سلسلة الاستعدادات نظرا لكونها تقام في نفس توقيت المونديال.