سلطت صحيفة معاريف العبرية، الضوء على خطورة السلوك السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تقول إنه يبيع روايتين متناقضتين للإدارة الأمريكية ولإسرائيل.
وأوضحت المراسلة السياسية في صحيفة معاريف آنا براسكي، أن نتنياهو يقدم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورة هوليودية عن نصر حاسم وسقوط وشيك لحركة حماس.
كما يروّج لجمهوره في الداخل الإسرائيلي أن الحركة تُفكك بالكامل من دون صفقات أو تنازلات، في حين يبعث في الوقت ذاته برسائل مغايرة للوسطاء تفيد بأن إسرائيل منفتحة على صفقة جزئية.
وبحسب براسكي فإن هذه الازدواجية تكشف الفجوة العميقة بين خطاب نتنياهو والواقع العسكري والسياسي الذي يهدد بانهيار صورة إسرائيل على الساحة الدولية.
تقول براسكي إن نتنياهو يعد الأمريكيين بأن "قلعة حماس" ستسقط خلال أسابيع، بينما يتلقى من الجيش تقديرات تفيد بأن العملية ستستغرق أكثر من 8 أشهر على الأقل، مع احتمالات كبيرة لتداعيات سياسية واقتصادية كارثية.
وأشارت إلى أن هذا التناقض يعكس سياسة نتنياهو المعتادة القائمة على تسويق "حلم غير واقعي" لكسب الوقت وتخفيف الضغط، ثم تحميل الآخرين مسؤولية الفشل لاحقا.
المقال يشير إلى أن ترامب تبنى بسهولة رواية نتنياهو في البداية، إذ تعامل مع الحرب في غزة وكأنها فيلم أكشن قديم، يتوقع فيه ضربة حاسمة ينهي بها "الأخيار" "الأشرار".
لكن مع مرور الوقت، بدأت الحقائق الميدانية تتسرب إلى البيت الأبيض وتكشف لترامب أن قدرات الجيش الإسرائيلي محدودة، معداته مهترئة، وحماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام، وهذا يضعف ثقة الإدارة الأمريكية في الوعود الإسرائيلية.
وتوضح المراسلة السياسية أن نتنياهو يلعب على جبهتين في الوقت ذاته: للجمهور الإسرائيلي يروج أن حماس يتم تفكيكها بالكامل من دون تنازلات أو صفقات، بينما يرسل عبر الوسطاء القطريين والمصريين إشارات مختلفة، تفيد بأن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى صفقة جزئية بشأن الأسرى والقتال.