قالت وكالة بلومبرج، في تقرير سياسي مطول، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ وجّه إشارات مباشرة إلى الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب عبر مزيج من الدبلوماسية والعرض العسكري.
ففي مدينة تيانجين، عقد شي قمة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي شهدت تقاربًا لافتًا بين الجانبين، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة مفادها أن بكين ونيودلهي قادرتان على التعاون بعيدًا عن واشنطن.
بعدها بساعات، بحسب بلومبرج، استعرض شي قوات جيش التحرير الشعبي في عرض عسكري ضخم بالعاصمة بكين، حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهي المرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن التي يقف فيها قادة الدول الثلاث معًا في استعراض عسكري.
أسلحة متطورة
العرض كشف عن أسلحة متطورة بينها دبابات وصواريخ وسفينة شبحية صغيرة وسلاح طاقة موجّه لتعطيل الطائرات المسيّرة، فيما أعاد إلى الأذهان عروض سابقة عامي 2015 و2019 لكن مع نبرة أوضح لطموحات الصين الاستراتيجية.
الحضور الدولي ضمّ قادة من 26 دولة، بينهم زعماء من فيتنام وماليزيا وباكستان وإيران، في إشارة إلى مساعي بكين لتأكيد نفوذها العالمي وبناء جبهة من دول الجنوب في مواجهة الضغوط الأمريكية.
تزامن ذلك مع استمرار حرب الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب، ومع ذلك تسجّل الصادرات الصينية مستويات قياسية بفضل الطلب العالمي المتزايد، خصوصًا في مجالات السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي.
ترامب يرد
ردّ ترامب جاء ساخرًا عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه إن على شي أن يوجّه تحياته لبوتين وكيم "بينما يتآمرون ضد الولايات المتحدة"، دون أن يقدّم توضيحًا.
وفي مأدبة غداء أقيمت في قاعة الشعب الكبرى حضرها أكثر من ألف ضيف بينهم أعضاء المكتب السياسي ودبلوماسيون وضباط دفاع، رفع شي نخبًا أكد فيه التزام بلاده بالسلام وبناء "مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية"، رغم أن الاستعراض العسكري قدّم في الوقت ذاته رسالة ردع واضحة.
بهذا المزج بين الدبلوماسية والقوة العسكرية، بدا شي وكأنه يعلن أن الصين باتت في موقعها "الطبيعي" على الساحة الدولية، وأن على واشنطن أن تتكيّف مع هذا الواقع الجديد.