وزير التعاون الدولي بالسويد: الهجوم الإسرائيلي على قطر غير مقبول

قال سعادة السيد بنجامين دوسا وزير التعاون الإنمائي الدولي والتجارة الخارجية في مملكة السويد إن الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف دولة قطر "غير مقبول تماما وغير قانوني ويعد انتهاكا للقانون الدولي واعتداء على سيادة قطر وسلامة أراضيها".

وأضاف في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة زيارته للدوحة أن الهجوم الإسرائيلي يشكل اعتداء أيضا على جهود الوساطة القطرية، معربا عن تضامن بلاده الكامل مع دولة قطر.

وأكد سعادة الوزير السويدي أن بلاده تدعم تماما جهود الوساطة القطرية التي تنفذها في الكثير من الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية قائلا "إن قطر تقدم بذلك خدمة للعالم وبدون قطر خلال السنوات الماضية لم نكن لنرى هذا العدد من إطلاق سراح الرهائن من غزة ولم نكن لنرى عودة الأطفال إلى عائلاتهم في أوكرانيا".

قطر عامل استقرار

وأشار إلى أن دولة قطر تمثل عامل استقرار ليس فقط في المنطقة، بل في الحرب في أوكرانيا على سبيل المثال، مؤكدا أن السويد تدعم بشكل كامل جهود قطر في الوساطة.

ولفت إلى أن السويد باعتبارها دولة محايدة لعقود فإن لديها أيضا عددا غير قليل من جهود الوساطة في جميع أنحاء العالم وبالتالي فإن البلدين يتشابهان تماما من هذه الناحية المتعلقة بالوساطة.

بنجامين دوسا: العلاقات بين السويد وقطر في حالة ممتازة وقوية ومستقرة

ووصف سعادة السيد بنجامين دوسا زيارته لدولة قطر بالمهمة جدا لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، قائلا إن العلاقات الثنائية بين السويد وقطر في حالة ممتازة وقوية، ومستقرة، ومبنية على الاحترام المتبادل ولذلك فإن توسيع التعاون في مختلف القطاعات يوفر مزايا كبيرة، خاصة في مجالات التجارة والابتكار والتنمية المستدامة في ظل تمتع كلا البلدين بقدرات متكاملة.

وأردف أن دولة قطر قوة اقتصادية في الوقت الحالي، كما أنها تلعب دورا مهما في استقرار المنطقة بأسرها ومن المهم زيارة الدوحة للتباحث في العديد من المسائل والقضايا خاصة تعزيز التعاون بين البلدين حيث إن السويد ترى أن هناك إمكانات كبيرة لمزيد من التعاون ولتعاون أوثق.

تميز بريادة الأعمال

وأوضح أن السويد تتميز بشكل كبير في مجال ريادة الأعمال، حيث تحتل ستوكهولم المرتبة الثانية عالميا بعد وادي السيليكون من حيث عدد الشركات الناشئة العملاقة ولهذا تتوفر العديد من فرص التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يشمل التكنولوجيا، والحوسبة الكمية والقطاع الصناعي المتنوع، إلى جانب قطاعات أخرى ذات أهمية كبيرة.

كما أبرز سعادته التشابه الذي يربط السويد وقطر من حيث تقديم المساعدات المتنوعة حول العالم كل من مكانه وموقعه الجغرافي، منوها بأن الجانبين يمكنهما التعاون في هذا الشأن، خاصة وأن السويد وقطر تعدان من كبار المانحين للقطاع الإنساني في كل من غزة وسوريا، كما أن قطر مانح كبير لأوكرانيا مثل السويد.

آفاق التعاون بين الدولتين كبيرة وهناك الكثير من الإمكانيات غير المستغلة

وشدد على أن آفاق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات كبيرة وهناك الكثير من الإمكانيات غير المستغلة، مشيرا إلى أن الشركات الكبرى في كلا البلدين تتعامل بشكل جيد مع بعض ولديهم أعمال مشتركة يقومون بها ولكن يمكن فعل المزيد فيما يخص التعامل بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار وزير التعاون الإنمائي الدولي والتجارة الخارجية في السويد إلى حجم التبادل التجاري بين بلاده وقطر والذي يبلغ حاليا حوالي 800 مليون دولار أمريكي، حيث تستورد السويد وبشكل رئيسي النفط والمنتجات المتعلقة بالنفط من قطر بينما تتبادل السويد مع قطر الآلات وأدوات الاتصالات.

ولفت أيضا إلى أن الاستثمار بين البلدين ليس كبيرا جدا حتى الآن رغم وجود استثمارات متبادلة بين أوروبا وقطر، وقال "ستكون هناك اتفاقيات تسمح بذلك في المستقبل".

وفي معرض حديثه عن التعاون بين السويد وقطر في مجال العمل الإنساني، قال سعادته إن دولة قطر ووكالة التعاون الدولي في مجال التنمية بالسويد وقعتا مذكرة تفاهم العام الماضي للتعاون بشكل أوثق، وبالتالي يجب وضع الاتفاقية في موضع التنفيذ.

وأضاف "نحن نعرف جغرافيات مختلفة بطرق مختلفة، فنحن نملك معرفة جيدة بأوكرانيا، ودولة قطر تعرف غزة وسوريا جيدا، ونحن نريد أن تصبح سوريا دولة مستقرة ذات مؤسسات تعمل بشكل جيد وبالطبع نرغب في توجيه المزيد من المساعدات إلى غزة".

وأكد أن مملكة السويد قررت مضاعفة دعمها للقطاع الإنساني في غزة، مشيرا إلى أن البلدين يتشاركان رؤية متقاربة جدا فيما يتعلق بمساعدة الدول الأقل نموا والشعوب المتأثرة بالنزاعات.

ونوه سعادة الوزير السويدي في ختام الحوار مع "قنا" بالتقدم الاقتصادي المذهل الذي تشهده قطر، قائلا إن "الرحلة التي مرت بها قطر خلال العقود الماضية كانت هائلة وبالطبع العديد من الشركات السويدية كانت نشطة للغاية في أن تكون جزءا من هذه المسيرة، ونحن نتطلع إلى الاستمرار في المشاركة في رحلة قطر نحو المستقبل".

وأكد أن هناك فرصا عديدة للتعاون على المدى الطويل، معربا عن تفاؤله بمستقبل يسوده تعاون أعمق مبني على علاقات ثنائية ممتازة.