دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.92ريال
يورو 4.27ريال

خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة

الرئيس المصري يؤكد تضامن بلاده الكامل مع قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلى

15/09/2025 الساعة 19:03 (بتوقيت الدوحة)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
ع
ع
وضع القراءة

أكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، تضامن بلاده الكامل، مع دولة قطر وتضافرها مع أشقائها، في مواجهة العدوان الإسرائيلى الآثم، والذي يمثل انتهاكا جسيما، لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعد سابقة خطيرة، وتهديدا للأمن القومى العربى والإسلامى.

وقال فخامة الرئيس المصري، في كلمته ضمن أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، "أؤكد بوضوح؛ أن هذا العدوان إنما يعكس بجلاء، أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسى أو عسكرى، وتخطت كافة الخطوط الحمراء .. وأعرب عن الإدانة، بأشد وأقسى العبارات لهذا العدوان الإسرائيلى، على سيادة وأمن دولة عربية، تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة، التى يمر بها الشعب الفلسطينى الشقيق".

الرئيس المصري: السلوك الإسرائيلى المنفلت من شأنه توسيع رقعة الصراع ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد

وحذر الرئيس المصري من أن السلوك الإسرائيلى المنفلت، والمزعزع للاستقرار الإقليمى، من شأنه توسيع رقعة الصراع، ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد، وهو ما لا يمكن القبول به.. أو السكوت عنه.

وفيما دعا الرئيس السيسي المجتمع الدولى، إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات، وإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، بما يقتضيه ذلك من محاسبة ضرورية للمسئولين، عن الانتهاكات الصارخة، ووضع حد لحالة "الإفلات من العقاب"، التى باتت سائدة أمام الممارسـات الإسـرائيلية، أكد أنه بات واضحا؛ أن النهج العدوانى الذي يتبناه الجانب الإسرائيلى، يحمل فى طياته نية مبيتة، لإفشال كافة فرص تحقيق التهدئة، والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.. كما أن هذا التوجه يشى بغياب أي إرادة سياسية لدى إسرائيل، للتحرك الجدي في اتجاه إحلال السلام في المنطقة.

وأوضح أن الانفلات الإسرائيلى، والغطرسة الآخذة في التضخم، تتطلب من قادة العالمين العربى والإسلامى، العمل معا نحو إرساء أسس ومبادئ، تعبر عن رؤيتهما ومصالحهما المشتركة، مشيرا إلى أن اعتماد مجلس الجامعة العربية، فى دورته الوزارية الأخيرة، القرار المعنون: "الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة"، يمثل نواة يمكن البناء عليها، وصولا إلى توافق عربي وإسلامي، علـى إطار حاكم للأمن والتعاون الإقليميين، ووضع الآليات التنفيذية اللازمة، للتعامل مع الظرف الدقيق الذى نعيشه، على نحو يحول دون الهيمنة الإقليمية لأي طرف، أو فرض ترتيبات أمنية أحادية، تنتقص من أمن الدول العربية والإسلامية واستقرارها.

إسرائيل يجب أن تستوعب أن أمنها وسلامتها لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء

وشدد الرئيس المصري على أن إسرائيل يجب أن تستوعب، أن أمنها وسلامتها، لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء، بل بالالتزام بالقانون الدولى، واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية.. وأن سيادة تلك الدول، لا يمكن أن تمس تحت أي ذريعة، وهذه مبادئ غير قابلة للمساومة.

وتابع "على العالم كله، إدراك أن سياسات إسرائيل، تقوض فرص السلام بالمنطقة، وتضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية، والأعراف المستقرة والقيم الإنسانية.. وأن استمرار هذا السلوك، لن يجلب سوى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار للمنطقة بأسرها، على نحو سيكون له تبعات خطيرة على الأمن الدولى".

وشدد الرئيس المصري على أن ما يجري حاليا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة.. وحينها ستكون العواقب وخيمة، وذلك بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعا بلا استثناء .. فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها.. بلا جدوى".

وأكد رئيس جمهورية مصر العربية رفض بلاده الكامل، لاستهداف المدنيين، وسياسة العقاب الجماعى والتجويع، التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة بما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء، على مدار العامين الماضيين.

ستواصل مصر دعمها الثابت لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه وتمسكه بهويته وحقوقه المشروعة

وشدد على أن الحلول العسكرية، وإجهاض جهود الوساطة، والاستمرار عوضا عن ذلك، فى محاولة فرض الأمر الواقع بالقوة الغاشمة، لن يحقق الأمن لأى طرف، مضيفا "ستواصل مصر دعمها الثابت، لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه، وتمسكه بهويته وحقوقه المشروعة، طبقا للقانون الدولي، والتصدي لمحاولة المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف.. سواء عبر الأنشطة الاستيطانية، أو ضم الأرض، أو عن طريق التهجير، أو غيرها من صور اقـتلاع الفلسطينيين من أرضهم عبر استخدام عناوين ومبررات، لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال. وتابع الرئيس المصري" تؤكد مصر مجددا رفضها الكامل، لأي مقترحات من شأنها تهجير الفلسطينيين من أرضهم.. فمثل هذه الأطروحات، ليس لها أساس قانوني أو أخلاقي، ولن تؤدي سوى إلى توسيع رقعة الصراع، وهو أمر من شأنه زعزعة استقرار المنطقة بأكملها".

واعتبر الرئيس السيسي أنه آن الأوان، للتعامل بجدية وحسم مع القضية الفلسطينية، باعتبارها مفتاح الاستقرار فى المنطقة، فقال "إن الحل العادل والشامل، للقضية المركزية للعالمين العربى والإسلامى، يقوم على إنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وعبر عن تطلع جمهورية مصر العربية، إلى أن يمثل مؤتمر حل الدولتين، الذي سيعقد يوم 22 سبتمبر الجارى، على هامش الشق رفيع المستوى لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، محطة مفصلية، على طريق تحقيق حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، خاصة من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، مجددا الدعوة للاعتراف الفورى بدولة فلسطين، من جانب جميع الدول التي لم تقدم على هذه الخطوة بعد، باعتبار ذلك السبيل الوحيد، من أجل الحفاظ على حل الدولتين.

العالمين العربي والإسلامي أمام لحظة فارقة تستلزم أن تكون وحدتهما نقطة ارتكاز أساسية

ولفت فخامة الرئيس المصري إلى أن العالمين العربي والإسلامي أمام لحظة فارقة، تستلزم أن تكون وحدتهما نقطة ارتكاز أساسية، للتعامل مع التحديات التي تواجه المنطقتين، بما يضمن عدم الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والصراعات، والحيلولة دون فرض ترتيبات إقليمية، تتعارض مع مصالحهما ورؤيتهما المشتركة، وفي هذا السياق قال "إن رسالتنا اليوم واضحة فلن نقبل بالاعتداء على سيادة دولنا، ولن نسمح بإفشال جهود السلام .. وسنقف جميعا صفا واحدا، دفاعا عن الحقوق العربية والإسلامية، وفى مقدمتها حق الشعب الفلسطينى في إقامة دولته المستقلة، والعيش بحرية وكرامة وأمن."

واختتم الرئيس المصري كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، قائلا: "يجب أن تغير مواقفنا من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أي دولة عربية؛ مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام. وهذه النظرة كي تتغير، تتطلب قرارات وتوصيات قوية، والعمل على تنفيذها بإخلاص ونية صادقة، حتى يرتدع كل باغ، ويتحسب أي مغامر، فقد أصبح لزاما علينا في هذا الظرف التاريخي الدقيق، إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكننا جميعا من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية، التى تحيط بنا.. حيث إن إقامة مثل هذه الآلية الآن، يمثل السبيل لتعزيز جبهتنا، وقدرتنا على التصدي للتحديات الراهنة، واتخاذ ما يلزم من خطوات، لحماية أمننا ورعاية مصالحنا المشتركة. ومصر كعهدها دائما تمد يدها لكل جهد صادق، يحقق سلاما عادلا ويدعم أمن واستقرار العالمين العربى والإسلامي".

وكان فخامة الرئيس السيسي قد عبر في بداية كلمته عن خالص التقدير، لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير البلاد المفدى، على استضافة هذه القمة المهمة، التى تنعقد فى توقيت بالغ الدقة، وفى ظل تحديات جسام تواجهها المنطقة، التي تسعى إسرائيل لتحويلها إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار فى المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالا خطيرا بالسلم والأمن الدوليين، وبالقواعد المستقرة للنظام الدولى.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo