أعلنت مؤسسة التعليم فوق الجميع، وبدعم من صندوق قطر للتنمية، عن شراكة جديدة مع مؤسسة "علم لأجل لبنان"، لإطلاق مبادرة بعنوان "الصمود من خلال التعليم: تمكين الطلاب المستضعفين في لبنان عبر التعلم الشامل والدعم الاجتماعي العاطفي".
وأوضحت المؤسسة في بيان، أن المبادرة تهدف إلى الاستجابة للاحتياجات التعليمية والنفسية الملحة للأطفال المتأثرين بالأزمات المتواصلة في لبنان، من خلال توفير تعليم شامل يدعم الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية للطلاب المتأثرين بالصدمات، وذلك لما يزيد على 23 ألف طالب من الفئات الأكثر هشاشة في مختلف أنحاء البلاد.
تدريب متخصص
ويواجه قطاع التعليم في لبنان تحديات متفاقمة نتيجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، حيث تعمل المبادرة على ضمان عدم تخلف الأطفال المهمشين عن الركب، وتمكينهم من الحصول على تعليم عالي الجودة يعزز رفاههم النفسي والعاطفي، من خلال ثلاثة محاور أساسية توفر دعما متكاملا للمتعلمين الأكثر احتياجا.
ففي المحور الأول، يقدم معلمون منتدبون من مؤسسة "علم لأجل لبنان"، تلقوا تدريبا متخصصا في التعلم الاجتماعي العاطفي والمقاربات الحساسة للصدمات، دعما أكاديميا ونفسيا مباشرا داخل الصفوف الدراسية بمختلف المناطق اللبنانية.
أما المحور الثاني، فيتضمن إطلاق خط مجاني بعنوان "اتصل وتعلم"، لتقديم أكثر من 59.500 مكالمة دعم أكاديمي للطلاب من مرحلة الروضة وحتى الصف التاسع، بما يتيح استمرار التوجيه التعليمي خصوصا للطلاب غير القادرين على الالتحاق بالمدارس.
ويشمل المحور الثالث توزيع مستلزمات مدرسية أساسية لآلاف الطلاب، بما يساعدهم على البقاء منخرطين في العملية التعليمية ومجهزين طوال العام الدراسي.
وإلى جانب دعم الطلاب، تركز المبادرة على بناء قدرات المعلمين، حيث سيتم تدريب 301 معلم، من بينهم معلمون منتدبون من "علم لأجل لبنان"، ومعلمو الخط الساخن، ومعلمون محليون آخرون، باستخدام حقيبة التعلم الاجتماعي العاطفي "دعوا الأطفال يكونوا أطفالا"، التي طورتها مؤسسة التعليم فوق الجميع، وتضم أكثر من 100 نشاط تفاعلي لتعزيز الصمود النفسي، وغرس الروتين الإيجابي، وتنمية المهارات الحياتية بطرق مبتكرة.
حلول مبتكرة
وقالت السيدة جانفي كانوريا، المديرة التنفيذية لإدارة تطوير الابتكار في مؤسسة التعليم فوق الجميع: إن المؤسسة تواصل التزامها بإيجاد حلول مبتكرة للوصول إلى الأطفال حيثما كانوا، وضمان ألا يترك أي متعلم خلف الركب.
وأضافت أن هذه الشراكة مع "علم لأجل لبنان" وبدعم صندوق قطر للتنمية، تمكن من الوصول إلى أكثر من 23 ألف طالب من الفئات الأكثر هشاشة في لبنان، وتزويدهم بالدعم الأكاديمي والعاطفي، الذي يحتاجونه للنجاح، من خلال دعم المدارس، وخط "اتصل وتعلم"، وتوفير المستلزمات التعليمية الأساسية.
من جانبها، أكدت السيدة جانين ويبر-الميعوشي، المديرة التنفيذية لمؤسسة "علم لأجل لبنان"، أن رسالة المؤسسة تتمثل في تمكين المعلمين بالمهارات والعقليات التي تتيح لهم تحويل الصفوف الدراسية وإلهام الطلاب حتى في أكثر المجتمعات حرمانا.
وأعربت عن امتنانها للشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع وصندوق قطر للتنمية، التي تمكن من تجاوز حدود التعليم الأكاديمي لتشمل الجوانب الاجتماعية والعاطفية للطلاب في أوقات الأزمات، وبما يسهم في إعداد جيل من القادة الصامدين والمبدعين القادرين على بناء مستقبل أفضل للبنان.
وتستند هذه المبادرة إلى خبرة مؤسسة "علم لأجل لبنان" في التعليم في حالات الطوارئ، إذ قدمت المؤسسة الدعم للأطفال خلال جائحة كوفيد-19، والانهيار الاقتصادي، وانفجار مرفأ بيروت، والأزمات المستمرة، من خلال زملاء تم تدريبهم للعمل في البيئات الهشة، وتقديم التعليم الأكاديمي، والرعاية النفسية الاجتماعية، والقيادة المجتمعية.
ويفتح هذا التعاون بين مؤسسة التعليم فوق الجميع وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة "علم لأجل لبنان" الطريق نحو بناء نظام تعليمي أكثر شمولا ومرونة، وأكثر قدرة على ضمان حق كل طفل في التعلم والازدهار.