افتتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، اليوم، روضة الجيوان للتدخل المبكر، لتكون نموذجا رائدا يجمع بين التأهيل المتخصص والتعليم النظامي في بيئة داعمة ومتكاملة.
وحضر حفل الافتتاح سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، وسعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، وسعادة السيد محمد بن خليفة بن محمد السويدي المدير العام لمؤسسة حمد الطبية، إلى جانب عدد من الكوادر التربوية والصحية بالدولة.
افتتاح الروضة
وأكدت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، في كلمة لها بهذه المناسبة، أن افتتاح روضة الجيوان للتدخل المبكر يمثل مبادرة وطنية تجسد رؤية طموحة وشراكة راسخة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومؤسسة حمد الطبية، مشيرة إلى أن التعليم والشصحة جناحان متكاملان في خدمة الطلبة.
وقالت إن افتتاح الروضة يجدد عهد الدولة بأن يحصل كل طفل على نصيبه الكامل من التعليم والرعاية، لا سيما الأطفال من ذوي الإعاقة، إيمانا بأن التعليم حق أصيل لا يستثنى منه أحد مهما كانت التحديات.
لولوة الخاطر: الوزارة ترى أن مسؤوليتها تجاه الطلاب من ذوي الهمم لا تقتصر على توفير مقاعد الدراسة بل تمتد إلى تمكينهم وتعزيز استقلاليتهم
وأضافت أن الوزارة ترى أن مسؤوليتها تجاه الطلاب من ذوي الهمم لا تقتصر على توفير مقاعد الدراسة، بل تمتد إلى تمكينهم وتعزيز استقلاليتهم وتحقيق الدمج الفعلي منذ سنوات الطفولة المبكرة، بوصفه الطريق لبناء مستقبل أكثر عدلا وإنصافا.
وأعربت سعادتها عن خالص شكرها وتقديرها للكوادر في مؤسسة حمد الطبية ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على جهودهم في إنجاح المشروع، الذي أصبح بيئة تعليمية وتأهيلية متكاملة تحت سقف واحد، تقدم للأسر الدعم والمساندة، وللأطفال بداية واثقة نحو مستقبل أفضل.
ولفتت إلى أن الوزارة أطلقت برنامج "مساري" للتعليم الشامل ليكون واقعا ملموسا يضمن للطلاب من ذوي الهمم مسارا تعليميا يناسب احتياجاتهم ويوفر لهم سبل النمو والإبداع، مشيرة إلى أن روضة الجيوان تمثل إضافة لهذا البرنامج وامتدادا لنماذج رائدة مثل "أكاديمية وارف" بالتعاون مع مؤسسة قطر، لتمهيد الطريق أمام الأطفال للتعلم والاندماج منذ سنواتهم الأولى.
رسالة إنسانية
وأوضحت سعادتها أن التدخل المبكر ليس قضية تعليمية فحسب، بل رسالة إنسانية تؤكد أن لكل طفل الحق في النمو والتعلم في بيئة محفزة تغرس الثقة في نفسه وتمنح أسرته الطمأنينة، متطلعة لأن تكون روضة الجيوان نموذجا يحتذى به، وأن تتوسع مبادرات مماثلة في مختلف أنحاء قطر ليستفيد منها مزيد من الأطفال على اختلاف احتياجاتهم.
واختتمت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر كلمتها بالتأكيد على أن التعليم في قطر شامل للجميع دون استثناء، وأن التكامل بين المؤسسات الوطنية هو الطريق الأمثل للازدهار عبر منظومة تعليمية راسخة، داعية الله أن يبارك الجهود المبذولة ويجعل من روضة الجيوان خطوة مضيئة في مسيرة التعليم الشامل بالدولة.
فاطمة الساعدي: الروضة تعد صرحا وطنيا رائدا في مجال التدخل المبكر يجمع بين التعليم والتأهيل العلاجي
من جانبها، أكدت السيدة فاطمة سعيد الساعدي مدير إدارة التربية الخاصة والتعليم الدامج بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن روضة الجيوان للتدخل المبكر تعد صرحا وطنيا رائدا في مجال التدخل المبكر يجمع بين التعليم والتأهيل العلاجي، حيث تقدم خدمات تعليمية أكاديمية وعلاجية تأهيلية تستثمر في قدرات الطلبة المبكرة.
وأشارت إلى أن فصول الروضة لمرحلة ما قبل الأكاديمي (3 - 4 سنوات) تركز على تنمية المهارات النمائية للطلبة، بينما تهتم الفصول المخصصة لعمر (4 - 5 سنوات) بتنمية المهارات الاجتماعية واللغوية وغيرها من المهارات ما قبل الأكاديمية، إضافة إلى الفصل التمهيدي الذي يقدم خدمات ومهارات أساسية لتهيئة وضمان الانتقال السلس للمراحل التعليمية اللاحقة.
وأوضحت أن ما يميز روضة الجيوان هو تقديم خدمات التدخل المبكر للطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية، إلى جانب خدمات متخصصة لزارعي القوقعة من قبل مختصين في المجال الصحي، بهدف تهيئتهم ودمجهم لاحقا في المدارس وضمان عدم مواجهتهم لتحديات مستقبلية.
وأضافت أن اليوم الدراسي في الروضة يتضمن مراحل تعليمية وتأهيلية وعلاجية وترفيهية وفق جدول مدروس يعتمد على الخطة التربوية الفردية لكل طالب، بحيث يتلقى الطالب خدمات تعليمية وعلاجية، إضافة إلى وقت مخصص للفسحة واللعب الحر، بما يعزز نموه وتطوره المتكامل.
وفي ختام الحفل قامت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والوفد المرافق لها بجولة في الروضة، للتعرف على البرامج التي تقدمها للطلاب في إطار بيئة تأهيلية تربوية متكاملة، تمهيدا لدمج الأطفال الكامل في النظام التعليمي.