زار وفد اقتصادي قطري مدينة بوردو الواقعة في جنوب غرب فرنسا، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، والجهود المتواصلة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع مختلف المدن الفرنسية.
وترأس الوفد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر وسعادة الشيخ نواف بن ناصر آل ثاني عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين.
وتضمنت الزيارة التي جاءت بدعوة من سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية وبالتعاون مع الرابطة الاقتصادية القطرية الفرنسية "كادران" جولة في عدد من المواقع الصناعية والشركات الكبرى مثل المقر الرئيس لمجموعة "تاليس"، ومقر شركة "أوليكروم" الفرنسية المتخصصة في المواد الذكية متغيرة اللون، فضلا عن زيارة عدد من مراكز الأبحاث في مدينة بوردو وضواحيها.
اتفاقية تعاون
وتم خلال هذه الزيارة توقيع اتفاقية تعاون بين غرفة قطر وغرفة التجارة والصناعة في بوردو جيروند، تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الجانبين.
ووقع الاتفاقية كل من سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، والسيد باتريك سيغين رئيس غرفة تجارة وصناعة بوردو جيروند وذلك بحضور سعادة سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية.
علاوة على ذلك، شارك الوفد القطري في طاولة مستديرة للأعمال، جرى خلالها مناقشة فرص التعاون بين الشركات القطرية والفرنسية، فضلا عن التعريف بمدينة بوردو وضواحيها ومقاطعة جيروند، والقطاعات الاقتصادية الرائدة في المنطقة، إلى جانب استعراض بيئة الأعمال في دولة قطر، ومناخ وفرص الاستثمار المتاحة في البلدين والتعاون في مجال التجارة البينية.
وأكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني في كلمته خلال الاجتماع، على العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين الصديقين، لافتا إلى أن الجمهورية الفرنسية شريك استراتيجي موثوق لقطر، وأن التعاون بينهما يتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية ليعكس شراكة قائمة على الثقة والرؤية المشتركة والإنجازات.
شراكات راسخة
وأبرز سعادته حرص غرفة قطر على بناء شراكات راسخة مع القطاع الخاص الفرنسي تقوم على إيجاد القيمة المضافة، وتحقيق الاستدامة، منوها بأن الاستثمارات القطرية في فرنسا حققت نموا ملحوظا في مجالات متنوعة تشمل العقارات والرياضة والضيافة والابتكار، فيما يتزايد إقبال الشركات الفرنسية على دخول السوق القطرية بشكل غير مسبوق.
وأوضح أن التبادل التجاري بين البلدين يسجل معدلات جيدة، حيث تجاوزت قيمته 1.3 مليار يورو في العام الماضي.
وفي الوقت ذاته أشاد بما تتميز به مدينة بوردو كمركز عالمي للصناعات المتقدمة خصوصا في مجالات الطيران والدفاع والتكنولوجيا الحديثة واللوجستيات، وهي قطاعات تتقاطع مع أولويات قطر في مسيرتها نحو تحقيق اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتنمية المستدامة.
من جانبه، نوه السيد باتريك سيغين بالعلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة على صعيد تعزيز علاقات التعاون بين قطاعات الأعمال في كل من قطر وفرنسا.
بدوره، قال سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية إن دولة قطر ومنطقة بوردو تشتركان في نقاط قوة تكاملية، فخبرة بوردو العريقة في التقنيات المتقدمة، والصناعات الصديقة للبيئة، والقطاعات الرئيسية مثل الصحة والأمن والسياحة إلى جانب موقع قطر الاستراتيجي، وبنيتها التحتية الحديثة، وبرنامج التنويع الاقتصادي الطموح تتيح العديد من آفاق التعاون الواعدة.
وأشار سعادته إلى أن هذه الزيارة تتيح فرصة قيمة لاستكشاف هذه السبل، وبداية لشراكات وتحالفات تجارية ناجحة بين الطرفين.
علاقات قوية
إلى ذلك، أشاد سعادة الشيخ نواف بن ناصر آل ثاني عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين بمتانة العلاقات بين قطر فرنسا ورغبة البلدين في تطويرها، لافتا إلى أن الزيارات الرسمية الكثيفة بين مسؤولي البلدين وكذلك القطاع الخاص لعدد من المدن الفرنسية، تؤكد الحرص على تطوير هذه العلاقات الثنائية والارتقاء بها لتصبح نموذجية، وبالتالي هناك إمكانية لتحقيق الكثير في هذه الشراكة وتعزيزها.
وأشار إلى أن دولة قطر تمكنت من تحقيق نهضة كبيرة على جميع الواجهات التشريعية واللوجستية وفي البنية التحتية، كما توفر حوافز استثمارية كبيرة للمستثمر الأجنبي إلى جانب قربها الجغرافي من أسواق كبيرة في المنطقة.
وأكد في هذا الصدد أن رابطة رجال الأعمال القطريين على استعداد لبحث كل الفرص الاستثمارية المتاحة سواء في قطر أو فرنسا.
وتسعى رابطة رجال الأعمال القطريين من خلال نخبة من المستثمرين وكبرى الشركات للارتقاء بدور القطاع الخاص وتأسيس شراكات حقيقية مع القطاع الخاص الفرنسي في قطر وفرنسا، مساهمة منها في تنويع الاستثمارات البينية في مجالات اقتصادية مهمة للبلدين إضافة إلى توسيع التعاون الاقتصادي والفني والعلمي وتبادل المعلومات.