تستضيف دولة قطر، ممثلة في وزارة الصحة العامة، يومي 30 سبتمبر الجاري و1 أكتوبر المقبل، القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، تحت شعار "النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية"، وذلك بمشاركة واسعة من وزراء الصحة والخبراء والمختصين من مختلف مناطق العالم، وممثلين عن منظمات دولية ذات العلاقة بالصحة النفسية.
وتتضمن القمة برنامجا حافلا من الجلسات والفعاليات، بما في ذلك حلقتان نقاشيتان و6 ورش عمل إضافة إلى عدد من الأنشطة المصاحبة، حيث يناقش المسؤولون وصانعو السياسات والمختصون قضايا الصحة النفسية الملحة لوضع استراتيجيات بشأنها على مستوى العالم. ويبلغ عدد المتحدثين في القمة 64 متحدثا محليا ودوليا.
حلول رقمية
وتهدف القمة الوزارية، إلى معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، تماشيا مع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الصحة النفسية وحقوق الإنسان، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد الدكتور صالح علي المري رئيس اللجنة المنظمة للقمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، الأهمية الكبيرة التي تحظى بها القمة الوزارية في تعزيز الصحة النفسية على المستوى العالمي، وخصوصا من خلال التركيز على الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية.
وأضاف الدكتور صالح المري، أن القمة الوزارية السادسة تبني على المنجزات التي تم تحقيقها في القمم السابقة، وتمتاز بجدول أعمال حافل وشراكات عالمية لضمان معالجة التحديات التي تواجهها الصحة النفسية على المستوى العالمي، والاستفادة من التجارب المميزة لضمان سهولة الوصول إلى خدمات صحة نفسية فعالة ومستدامة للجميع في كل مكان ودون استثناء.
من جانبها قالت الدكتورة ديفورا كيستل مديرة إدارة الأمراض غير المعدية والصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية، إن "المنظمة تتطلع بشغف إلى القمة الوزارية العالمية السادسة للصحة النفسية هذا العام، وإلى المشاركة في الحوار حول مجموعة من المواضيع الحيوية المتعلقة بالصحة النفسية، بما في ذلك الابتكار في تقديم الخدمات، والحلول الرقمية، والرعاية الصحية عن بعد، وتقنيات الإنترنت".
دعم عالمي
وأكدت الدكتورة ديفورا كيستل أنه "من الضروري في عالم سريع التطور التعرف على مناهج وطرق عمل جديدة وتطبيقها، بما يلبي احتياجات من نخدمهم بشكل أفضل".
بدورها أكدت السيدة سارة كلاين الرئيسة التنفيذية لمنظمة "متحدون من أجل الصحة النفسية العالمية"، أن انعقاد القمة بعد أيام قليلة من اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن الأمراض غير المعدية والصحة النفسية، يجعلها فرصة بالغة الأهمية لتأكيد الخطوات العملية التي ستتخذها الدول لتوفير صحة نفسية أفضل للجميع.
ونوهت بالعمل عن كثب مع العديد من الجهات المعنية للتحضير لمحادثات حول معالجة الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية، وخفض معدلات الانتحار، وتلبية احتياجات الشباب، وتعزيز منظمات الصحة النفسية لتقديم الخدمات والدعم.
وتسعى القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية إلى تسهيل تبادل أفضل الممارسات وقصص النجاح عبر مختلف المناطق والسياقات، ومناقشة الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ لتحسين تنفيذ نماذج الصحة النفسية المجتمعية، وخصوصا من خلال الحلول الرقمية، وإعداد قرار عالمي بشأن الصحة النفسية، وتعزيز الاستثمار في البحث والابتكار في مجال الصحة النفسية.
ومن المقرر أن تعزز القمة الوزارية السادسة ما تم تحقيقه في القمم السابقة التي عقدت في لندن وأمستردام وباريس وروما وبوينس آيرس، حيث تم خلال القمم السابقة التأكيد على الحاجة الماسة لإدماج الصحة النفسية في السياسات العامة، وسلطت الضوء على أهمية الالتزام العالمي بالصحة النفسية بناء على مبادرات عالمية أخرى، بما في ذلك خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، واللجنة رفيعة المستوى المعنية بالأمراض غير السارية، وخطة العمل الشاملة للصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية 2013-2030.
وتؤكد استضافة دولة قطر للقمة الوزارية التزامها الراسخ بتعزيز الصحة النفسية كجزء أساسي من التنمية البشرية المستدامة، وحرصها على توظيف الابتكار والتقنيات الحديثة لضمان وصول خدمات الصحة النفسية إلى الجميع.