أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، اليوم الأحد، النسخة الثانية من مشروع "قيمي ترسم هويتي" للعام الدراسي 2025 - 2026، بحلته الجديدة في المدارس ورياض الأطفال الخاصة.
وقالت الدكتورة رانيا محمد، مدير إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة والقائم بمهام مدير إدارة تراخيص المدارس الخاصة، إن المشروع ينطلق هذا العام بمرحلة جديدة من التوسع والتطوير، حيث ينضم إلى قائمة شركائه شركاء جدد سيعززون رسالته.
شركاء جدد
وأضافت أن الشركاء الجدد هم: الجمعية القطرية لمرضى السرطان، ومركز فنار التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومركز التحليل والتواصل التابع لمكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع المسلح، إضافة إلى مكتب الممثل العام لدول الخليج واليمن بمنظمة اليونيسيف، مؤكدة أن المشروع يتسع لكل جهد مخلص يسعى لحماية القيم وترسيخ الهوية.
وأوضحت أن إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة بالوزارة، إيمانا منها بأهمية التخطيط والاستمرارية، حرصت هذا العام على تقديم المبادرات الخمس وفق خطة زمنية محددة، تتيح لكل مبادرة أن تسير في مسارها الكامل من التخطيط إلى التنفيذ، بما يضمن ترسيخ القيم في سلوكيات الطلبة، وتفعيل مشاركة أولياء الأمور والمعلمين في جميع المراحل.
وأشارت إلى أن هذه المبادرات ليست مجرد أنشطة، بل أدوات عملية لرصد القيم الأصيلة وتعزيز الهوية الوطنية، بما يجسد رؤية الدولة في إعداد أجيال واعية بواجباتها، متمسكة بجذورها، منفتحة على المستقبل، وقادرة على خدمة الوطن والمشاركة في نهضته.
وعد وعهد
ولفتت إلى أن مشروع "قيمي ترسم هويتي" ليس مجرد مبادرة، بل هو وعد وعهد؛ وعد لأجيال المستقبل بتهيئة بيئة تعليمية تتسع لقيمهم وأحلامهم، وعهد للوطن ببناء مواطن واعٍ ينهل من أصالة ماضيه ويشارك بفاعلية في صناعة مستقبله.
وأشارت إلى أن المشروع، الذي تتبناه إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة بالتعاون مع مركز "تربية رواد الغد"، أصبح نبراسا يرشد الخُطا نحو غرس القيم الأصيلة وتجسيد الهوية الوطنية في وجدان الطلبة.
وتابعت أن ثمار المشروع قد ظهرت بوضوح خلال العام الماضي، حيث شاركت جميع المدارس ورياض الأطفال الخاصة، وقدمت نماذج متميزة في العمل التربوي المتكامل بالتعاون مع الشركاء الوطنيين البالغ عددهم 21 وزارة ومؤسسة وطنية، من خلال مبادرات متعددة حملت عناوين "العراقة والأصالة"، و"الإبحار الآمن"، و"أصيل"، و"إخاء"، و"فطرة ونفسك أمانة".
خُطا واثقة
ونوهت بأنه على مدار العام الدراسي 2024 - 2025 واصل المشروع مسيرته بخُطا واثقة، ليشمل 352 مدرسة ورياض أطفال خاصة، واستفاد منه نحو 240 ألف طالب وطالبة عبر المحاضرات والورش التعريفية.
وأوضحت أن المشروع شهد مشاركة واسعة تمثلت في إسهام أكثر من 133 ألف طالب وطالبة في أنشطة متنوعة، إلى جانب تفاعل لافت من أولياء الأمور تجاوز 39 ألف ولي أمر، بينما تم تنفيذ 192 نشاطا وفعالية شملت محاضرات وورش عمل وتحديات وألعابا إلكترونية وأنشطة أسرية وإبداعية ومسابقات ومسرحيات وقصصا وجداريات، باللغتين العربية والإنجليزية.
وأكدت أنه تم قياس الأثر التربوي للمشروع من خلال تقييم أجراه 523 من المعنيين في المدارس ورياض الأطفال الخاصة، حيث أوضحت النتائج أن الأنشطة المقدمة كانت مناسبة للمراحل العمرية المستهدفة بنسبة مرتفعة جدا، وأسهمت بشكل مباشر في ترسيخ القيم وتعزيز السلوك القويم لدى الطلبة، فضلا عن تحفيز أولياء الأمور والمعلمين على المشاركة الفاعلة.
ومن جانبه، قال الدكتور شوكت طلافحة، المدير التنفيذي لمشروع "قيمي ترسم هويتي"، والمدير العام لمركز "تربية رواد الغد"، إن الشراكة في هذا المشروع الوطني تمثل وسام ثقة ومسؤولية كبيرة، حيث أتيحت للمركز فرصة الجلوس مع فريق الوزارة على طاولة التخطيط لتأصيل المشروع وتأطيره وتنفيذه.
وأضاف أن المركز وضع خبرته في إعداد المحتوى التربوي، ومهارته في قياس القيم ورصد أثرها ومتابعة الأداء، جنبا إلى جنب مع فريق من الخبراء في إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة، الذين يحملون رسالة التربية والتعليم، ويرفعون شعار التجويد والتطوير، وكانوا خير من يدير ويتابع خطوات المشروع، ويرصد نتائجه، ويعكس التغذية الراجعة من الميدان على خطط العمل، تطويرا وتجويدا، فضلا عن رسم خريطة الشراكات وتمهيد الطريق لكل من أراد الإسهام في هذا العمل التربوي الجليل.