أكدت سعادة السيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، أن دولة قطر أصبحت نموذجا عالميا في قيادة الحوار وتعزيز الحلول السلمية، مشيدة بالدور البارز الذي تضطلع به الدوحة في مجال الوساطة والتسوية السلمية للنزاعات.
وأوضحت سعادتها، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن دولة قطر لعبت أدوارا محورية في العديد من النزاعات حول العالم، من أفغانستان إلى قطاع غزة وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لافتة إلى أن الأمم المتحدة عملت بشكل وثيق مع الدوحة في هذه الملفات.
مزيد من التكامل
وأشارت إلى الحاجة لمزيد من التكامل والتنسيق بين الدول في جهود الوساطة، مستشهدة بالأزمة السودانية التي تتطلب تنسيقا أفضل بين مختلف الأطراف الفاعلة.
كما أثنت ديكارلو على الدور الفعال لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في دعم جهود الوساطة والمساعدات الإنسانية والتنمية المستدامة، واصفة دعم دولة قطر في هذه المجالات بالثابت والمقدر.
وأكدت أن خطابات القادة، ومنها خطاب سمو الأمير المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعد بالغة الأهمية في خلق زخم دولي وتعزيز تنسيق الجهود المشتركة، لافتة إلى أن الاجتماعات الجانبية التي تعقدها دولة قطر تسهم في إحراز تقدم ملموس في القضايا الحساسة.
روزماري ديكارلو: الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ضربة لعمليات الوساطة
وفي سياق متصل، أدانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام الهجوم الإسرائيلي الغادر على الدوحة في التاسع من سبتمبر الجاري، واعتبرته انتهاكا لسيادة قطر وسلامة أراضيها وضربة لعمليات الوساطة.
وقالت: "لقد أظهر المجتمع الدولي تضامنا واسعا مع دولة قطر، سواء في مجلس الأمن أو من خلال البيانات التي صدرت عن العديد من الدول".
وأشارت إلى أن ما تشهده المنطقة يثير القلق، لكنه يعكس في الوقت نفسه رغبة متزايدة لدى دولها في السعي نحو إحلال السلام بالشرق الأوسط.
خطوات عملية مأمولة
وشددت على أنه من المهم جدا أن تلتزم الدول الأعضاء بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مضيفة أن التعهدات التي قطعتها الدول العام الماضي في إطار "ميثاق المستقبل" ينبغي أن تتحول إلى خطوات عملية ملموسة، مثل دعم الوساطة وتعزيز آليات الإنذار المبكر وتقوية المؤسسات الوطنية.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أهمية "الدبلوماسية الإنسانية"، باعتبارها مدخلا أساسيا لبناء الثقة بين أطراف النزاع، موضحة أن إجراءات مثل وقف إطلاق النار أو إنشاء الممرات الإنسانية وتبادل الأسرى تمثل خطوات بالغة الأهمية تمهد الطريق نحو وساطة سياسية تحقق سلاما دائما.
وبينت أن "ميثاق المستقبل" دعا إلى بناء هياكل وطنية للسلام داخل كل دولة، وتعد هذه البنية التحتية عنصرا محوريا لحل مختلف النزاعات سلميا، معربة عن استعداد منظمة الأمم المتحدة لدعم الدول في هذا المجال.
واختتمت سعادة السيدة روزماري ديكارلو حوارها مع “قنا” بالتأكيد على متانة الشراكة بين الأمم المتحدة ودولة قطر في العديد من الملفات، من بينها عملية الدوحة الخاصة بأفغانستان، والجهود المشتركة بشأن قطاع غزة، فضلا عن التعاون في مجال التقنيات الحديثة من خلال مراكز بحثية مهمة في الدوحة، بهدف تسخير التكنولوجيا لخدمة الوساطة وتعزيز السلام.