أكد خبراء ومحللون وأكاديميون سوريون، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، حمل رسائل واضحة ومؤثرة تعكس الموقف القطري الثابت تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأشاروا في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن الخطاب تميز بالعمق والرصانة، وجمع بين الشجاعة في مواجهة الاعتداءات، والحرص على المبادئ الدولية، والدعم المتواصل للشعوب العربية، كما أظهر أن قطر ماضية في دورها القيادي الإقليمي والدولي، مستندة إلى قيم العدالة والسيادة والإنصاف، وأن أي محاولات للتأثير على هذا الدور أو تضليل الرأي العام لن تثني الدوحة عن التزامها المستمر في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
خطاب شامل
وفي هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي بسام السليمان أن الخطاب جاء "عربيا بكل معنى الكلمة"، مؤكدا أن سمو الأمير لم ينس جراح سوريا ولبنان والسودان، وجعل من صوت بلاده منبرا لهم.
بسام السليمان: كلمة سموه حملت بعدا مستقبليا واضحا بأن هذا القصف لن يثني عزيمة قطر عن المضي قدما في خططها التنموية
وأوضح السليمان أن كلمة سموه حملت بعدا مستقبليا واضحا من خلال الحديث عن الترشح لاستضافة كأس العالم والألعاب الأولمبية عام 2036، وهو ما يعكس أن هذا القصف لن يثني عزيمة قطر عن المضي قدما في خططها التنموية، وأن الدوحة ماضية في تحقيق أهدافها في التنمية والازدهار.
من جهته أشار الدكتور زكريا ملاحفجي أمين عام الحركة الوطنية السورية، إلى أن خطاب سمو الأمير جسد موقف قطر الثابت من القضايا العادلة، وأكد دورها الفاعل والملتزم بالشرعية الدولية، والوساطة النزيهة، والدفاع عن القيم الإنسانية في وجه الفوضى الدولية المتزايدة.
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) September 23, 2025
سمو الأمير: العدوان الإسرائيلي انتهاكا خطيرا لسيادة دولة #قطر وخرقا سافرا وغير مبرر للأعراف والمواثيق الدولية والعالم بأسره صدم بسبب ملابسات هذه الفعلة الشنعاء التي صنفناها إرهاب دولة#قنا #قطر #خطاب_سمو_الأمير#الأمم_المتحدة #الأمم_المتحدة80 #QNAUN80 #UNGA80 pic.twitter.com/ttfwbr54Bc
وقال ملاحفجي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إن سمو الأمير وضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، مستنكرا الاعتداء على سيادة قطر ومشددا على أن دولة مثل قطر، التي تسعى للسلام وتبذل جهودا لإنهاء الحروب، لا يمكن أن تكافئ بالعدوان أو التضليل.
ولفت إلى أن الخطاب ركز على تبعات استمرار العدوان على غزة والتغاضي عن الانتهاكات الإسرائيلية وأنه لن يجلب سوى المزيد من زعزعة الاستقرار، كما ألقى الضوء على أدوار قطر الإيجابية في ملفات متعددة، من دعم الشعب السوري، والوقوف مع لبنان في انتقاله السياسي، إلى الدعوة المتكررة لوقف النزاع في السودان، فضلا عن التأكيد على أهمية الرياضة كجسر للسلام عبر ملف استضافة الألعاب الأولمبية 2036.
خطاب متوازن
واعتبر ملاحفجي أن الخطاب كان متوازنا وحازما وعميقا، جامعا بين الموقف الأخلاقي والسياسي، والطرح الواقعي البناء، ووجه رسالة واضحة للعالم بأن قطر ستظل صوتا للعدالة وشريكا نشطا في صناعة السلام.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل أورفه لي في حديث لـ/قنا/ إن سمو الأمير كشف زيف الرواية الإسرائيلية التي تصف نفسها بالديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وأثبت أمام المجتمع الدولي أنها دولة عدوانية تعتدي على جيرانها، وخاصة من صانعي السلام، مشيدا بتقدير سمو الأمير للتضامن الرسمي والشعبي مع قطر، الذي تجلى في انعقاد قمة عربية وإسلامية طارئة في الدوحة.
فراس يحيي: الخطاب أعاد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وأظهر صورة قطر كدولة كبيرة بأثرها وتضطلع بدور الوساطة
وره قال السيد فراس حاج يحيى الخبير القانوني والسياسي إن خطاب سمو الأمير تضمن رسائل واضحة وشاملة، بعيدا عن أي لغة إنشائية فقد أعاد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وأظهر صورة قطر كدولة كبيرة بأثرها وتضطلع بدور الوساطة، الذي نجح في تحرير رهائن وضمان إدخال مساعدات إنسانية، بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الدوحة لن تتراجع أمام حملات التضليل، ما يعكس استقلالية القرار القطري.
وفيما يخص سوريا أشار الخبير القانوني والسياسي إلى أن الخطاب حمل بعدا إيجابيا واضحا، إذ أكد أن سوريا تمر بمرحلة جديدة، وأن قطر لن تدخر جهدا في دعمها لعبور المرحلة الانتقالية بنجاح، مذكرا بأن الدوحة كانت من الدول القليلة التي حافظت على الالتزام بقضية الشعب السوري حتى عندما بدت خارج أجندة السياسة الدولية.
وأوضح حاج يحيى أن ربط السياسة بالرياضة والثقافة أعطى الخطاب شمولية وتوازنا، مؤكدا أن قطر مشروع حضاري وليست مجرد دولة تبحث عن النفوذ السياسي، وأن خطاب سمو الأمير تميز بالشمول والوجاهة والالتزام الأخلاقي.
بيان سياسي
ومن جهته أشار المهندس علي حلاق الباحث في القضايا الإدارية والاقتصادية إلى أن خطاب سمو الأمير لم يكن مجرد خطاب دبلوماسي بل بيانا سياسيا يعكس دور قطر كدولة وسيطة فاعلة في المنطقة.
وأوضح حلاق ضمن حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن سمو الأمير خصص جزءا كبيرا من الخطاب للرد على الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة، مقدما إياه كاعتداء على دولة وسيطة ملتزمة بالسلام، مؤكدا أن قطر ستواصل جهودها في الوساطة بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة، ومعربا عن تقدير الدوحة للتضامن الدولي الذي حظيت به.
م. علي حلاق: الخطاب حمل نقدا جذريا للرواية الإسرائيلية وبين أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية في محيط معاد
وأضاف أن الخطاب حمل نقدا جذريا للرواية الإسرائيلية، وبين أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية في محيط معاد، بل كيان معاد لمحيطه، مشيرا إلى وحدة الموقف العربي والإسلامي في دعم قطر، ووضوح موقفها كصانعة سلام لا تتراجع.
وأكد حلاق أن الخطاب لم يقتصر على فلسطين وقطر، بل شمل ملفات إقليمية أخرى مهمة، فبالنسبة لسوريا، رحب سمو الأمير بالمرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد، مؤكدا استمرار الدعم القطري للشعب السوري لتحقيق الاستقرار والتنمية، وداعيا المجتمع الدولي لمساعدته في تجاوز المرحلة الانتقالية، كما أشار إلى التطورات الإيجابية في لبنان، مؤكدا الدعم القطري المستمر للشعب اللبناني وقيادته، وإلى الأزمة السودانية التي وصفها بالأخطر إنسانيا، داعيا الأطراف إلى تغليب المصلحة الوطنية.