شاركت دولة قطر في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى لإطلاق "التحالف العالمي للتوحد"، الذي انعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومثل دولة قطر في هذا الاجتماع سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة وسعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزير التنمية الاجتماعية والأسرة.
إطلاق التحالف
وأعلن خلال الاجتماع، عن إطلاق التحالف كمنصة دولية تهدف إلى تعزيز التفاهم، وتنسيق الجهود، وتوسيع نطاق المبادرات العالمية الداعمة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم.
وفي كلمته الافتتاحية في الاجتماع، أكد سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، أهمية إطلاق التحالف العالمي من أجل تعزيز العمل المشترك لإجراء تحسين مستدام وتقديم الدعم اللازم للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم في مختلف أنحاء العالم.
وزير الصحة العامة: قطر تولي الصحة اهتماما كبيرا وتعتبرها وسيلة لتحقيق عالم أكثر عدلا وأمنا وإنسانية
وقال سعادة وزير الصحة العامة: "إن دولة قطر تولي الصحة اهتماما كبيرا وتعتبرها وسيلة لتحقيق عالم أكثر عدلا وأمنا وإنسانية، كما تهتم باضطراب طيف التوحد كأولوية رئيسية في مجال الصحة العامة والتنمية الاجتماعية."
وأشار إلى أنه "في عام 2017، أطلقت دولة قطر الخطة الوطنية الأولى للتوحد، وهي استراتيجية شاملة تتناول التوعية، والتشخيص المبكر، إلى جانب التدخل الطبي، والتعليم بالدمج، والدعم مدى الحياة، كما تعزز الجهود بحملات توعية واسعة النطاق وشراكات وثيقة مع الأسر والمجتمع."
استراتيجية متكاملة
وبين أن استراتيجية دولة قطر المتكاملة والشاملة ونهجها القائم على الحقوق يؤكد الالتزام الراسخ بضمان أن يتمكن كل شخص من ذوي اضطراب طيف التوحد من تحقيق إمكاناته والمساهمة الفاعلة في المجتمع.
وفي كلمتها خلال الاجتماع، أكدت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، التزام دولة قطر المستمر في تعزيز الإدماج الاجتماعي وتحقيق العدالة الصحية والتعليمية والاجتماعية للأشخاص ذوي التوحد، انطلاقا من رؤية قطر الوطنية 2030 ونهجها الحقوقي والشامل في دعم الفئات الأكثر حاجة للرعاية، مشيدة بالشراكات الدولية الداعمة لهذه المبادرة.
كما أوضحت سعادتها أن هذه المبادرة تعكس رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي كانت ركيزة أساسية في تعزيز كرامة وشمولية الأفراد ذوي التوحد، حيث ساهمت في تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 62/139 في ديسمبر 2007، والذي حدد يوم 2 أبريل كيوم عالمي للتوعية بالتوحد.
وزير التنمية الاجتماعية: التحالف يُعد خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات عبر البحث والابتكار
وأشارت إلى أن "التحالف العالمي للتوحد" يُعد خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات عبر البحث والابتكار، بهدف ضمان تأثير جهودنا بشكل أكبر.
وشددت على أهمية أن يكون الابتكار محور هذه المبادرة، لا سيما في إعادة تصور الأنظمة الاجتماعية، ودعم الأسر، والمشاركة المجتمعية لضمان أن يكون لكل فرد فرصة متساوية في المشاركة في المجتمع.
هذا التحالف يشكل نقلة نوعية في تعزيز العمل الدولي المنسق للتوعية بالتوحد
كما أوضحت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، أن هذا التحالف يشكل نقلة نوعية في تعزيز العمل الدولي المنسق للتوعية بالتوحد وتحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي التوحد، من خلال التعاون بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
جهود قطرية
وجاء تنظيم الفعالية بالتعاون بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومؤسسة أوتيزم سبيكس"Autism Speaks".
وفي إطار التزامها بدعم أطفال التوحد، تواصل دولة قطر جهودها في هذا المجال عبر "استراتيجية مؤسسة قطر 2025-2035"، التي تقدم دعما شاملا للأشخاص ذوي التوحد في مجالات التعليم والصحة والابتكار، مع تعزيز دمجهم في المجتمع.
وتشمل هذه الجهود برامج التدخل المبكر التي تقدم جلسات علاجية وتأهيلية للأطفال من سن 3 إلى 14 عاما، بالإضافة إلى مستشفيات صديقة للتوحد مثل "مستشفى سدرة للطب" التي توفر بيئة طبية ملائمة للأطفال أثناء العلاج.
ومن خلال تنظيم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، تواصل الدولة تعزيز الوعي المجتمعي حول قضايا التوحد، فضلا عن تركيزها على التعليم الشامل من خلال دمج برامج متخصصة للأطفال ذوي التوحد في المدارس العامة والخاصة.