شاركت دولة قطر في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول إعادة الأشخاص من مخيم الهول والمخيمات المحيطة وأماكن الاعتقال في سوريا، الذي عقده العراق ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، على هامش الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
مثل دولة قطر في المؤتمر، سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.
وقال سعادته، في مداخلة خلال المؤتمر، إن مخيمي الهول والروج ومراكز الاحتجاز في شمال شرق الجمهورية العربية السورية، تشكل تهديدًا للسلم والأمن على مختلف المستويات، وتمثل معضلة إنسانية وحقوقية كبيرة.
ورأى أن معالجة هذه المشاكل تحتاج بالدرجة الأولى إلى الإرادة السياسية والتعاون الدولي من أجل إعادة المحتجزين إلى بلدانهم للمحاكمة بحسب الاقتضاء وإعادة الإدماج والتأهيل، وخاصة النساء والأطفال الأبرياء.
وأضاف سعادته: "لقد سمعنا مرارًا من الذين كانوا محتجزين، أنهم كانوا يسعون من أجل البقاء وسط خوف دائم وصعوبات جمّة، بما في ذلك النقص المزمن في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية والمخاطر الأمنية، وأن هناك قاسما مشتركا بين المحتجزين يتمثل في الرغبة في العودة إلى الوطن".
وتابع: "من ناحية أخرى، سمعنا مرارًا قصص نجاح العائدين، لا سيما بفضل الرعاية والتسامح والتدريب العملي على مهارات الحياة والعمل، بالإضافة إلى دعم إعادة التأهيل والإدماج من قبل السلطات والمجتمع".
كما أشاد سعادته بمساعي جمهورية العراق ودول آسيا الوسطى، التي قامت بجهود لاستعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم، كما أثنى على التزام الحكومة السورية وحرصها على تسوية هذه المسألة والتعاون بهذا الشأن، و أشاد بدور الأمم المتحدة في تيسير التعاون الدولي بهذا الخصوص.
وشدد سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية، على أن الواجب الأخلاقي والاعتبارات الأمنية وقصص النجاح المذكورة ينبغي أن تشكل حافزًا لبذل المزيد من الجهود في هذا الصدد، بما يفسح المجال للعالقين في أوضاع مأساوية في المخيمات للعودة إلى بلدانهم للعيش بسلام وبناء مستقبل أفضل.
ولفت سعادته إلى أن دولة قطر دعمت الجهود المبذولة لمعالجة هذه القضية، تماشيًا مع التزامها بالمبادرات العالمية لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف ، من خلال دعمها المالي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي يعمل بمثابة أمانة لفرقة العمل الرئيسية المخصصة لمخيم الهول .
وذكّر بأن دولة قطر تعد من الشركاء الماليين الرائدين للصندوق العالمي لإشراك المجتمعات المحلية وتعزيز قدرتها على الصمود.. مشيرا إلى أن الصندوق نفذ حملة لدعم إعادة دمج وتأهيل العائدين العراقيين من المخيمات في سوريا، وأن الحملة حققت نجاحات ملموسة.