تنطلق في الدوحة غدا الثلاثاء القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية التي تقام تحت شعار "النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية".
تشارك في القمة التي تستمر يومين مجموعة واسعة من وزراء الصحة والخبراء والمختصين من مختلف مناطق العالم، إضافة إلى المنظمات الدولية ذات العلاقة بالصحة النفسية.
تعزيز التعاون الدولي
ويتمثل الغرض الأساسي من عقد هذه القمة في تعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات وتطوير حلول مبتكرة لتحسين أنظمة رعاية الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم.. بينما يتمثل الهدف الشامل من القمة في معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان تماشيا مع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الصحة النفسية وحقوق الإنسان واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق ذوي الإعاقة.
وتأتي قمة الدوحة لتبني على الزخم الذي حققته القمم السابقة التي عقدت في لندن وأمستردام وباريس وروما وبوينس آيرس، حيث أكدت هذه القمم على الحاجة الماسة لإدماج الصحة النفسية في السياسات العامة، وسلطت الضوء على أهمية الالتزام العالمي بالصحة النفسية بناء على مبادرات عالمية أخرى، بما في ذلك خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، واللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالأمراض غير السارية، وخطة عمل الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية 2013-2020-2030.
وتتضمن قمة الدوحة برنامجا حافلا من الجلسات والفعاليات، بما في ذلك حلقتان نقاشيتان وست ورش عمل، إضافة إلى عدد من الأنشطة المصاحبة، حيث سيناقش المسؤولون وصانعو السياسات والمختصون قضايا الصحة النفسية الملحة لوضع استراتيجيات بشأنها على مستوى العالم.
رؤية قطر
وبناء على المحادثات التي أجرتها القمم السابقة واستمرارها، تتماشى القمة السادسة مع رؤية قطر لمستقبل قائم على الابتكار والتنمية المستدامة، وتركز على العديد من أبعاد الابتكار في رعاية الصحة النفسية.
وتتناول القمة التحديات المتزايدة والفرص في رعاية الصحة النفسية، وذلك في عالم سريع التغير صارت فيه التقنيات الرقمية جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، ويمكن الاستفادة منها في تحسين الوصول إلى الخدمات بشكل كبير، وتحسين جودة الرعاية، والحد من الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.
وتسعى القمة من خلال التركيز على الاستثمار في الحلول الرقمية بما في ذلك الابتكار الرقمي، إلى التغلب على الحواجز التقليدية لخدمات الصحة النفسية، مثل القيود الجغرافية والموارد غير الكافية، وإنشاء مسارات رعاية أكثر استجابة وتخصيصا.
كما يتم التركيز على الابتكارات في تقديم خدمات الصحة النفسية وتمويلها، مع التركيز على تلبية احتياجات الفئات السكانية الضعيفة وتطوير آليات تمويل لضمان قابلية التوسع وإمكانية الوصول إلى خدمات صحة نفسية مستدامة، بالاضافة إلى مناقشة رقمنة خدمات وأنظمة الصحة النفسية، وتنفيذ الحلول الرقمية لتبسيط الخدمات وتحسين كفاءات النظام، ودمج السجلات الصحية الرقمية ومنصات الرعاية الصحية عن بعد لتعزيز استمرارية رعاية المرضى وإمكانية الوصول إليها.
وتتم أيضا مناقشة الاستعانة بتقنيات خدمات الصحة النفسية عن بعد وغيرها من التقنيات الأخرى القائمة على الإنترنت لبناء وتعزيز القدرة على تقديم الخدمات وتجاوز المعوقات والحواجز الجغرافية، مع التركيز على تبني الأدوات الرقمية لتقييمات الصحة النفسية والتدخلات والرصد والمتابعة.
