نظمت جامعة كارنيجي ميلون في قطر، اليوم الاثنين، جلسة تعريفية ببرنامجها الجديد "بكالوريوس العلوم في الذكاء الاصطناعي"، الذي يمثل نقلة نوعية في منظومة تعليم الذكاء الاصطناعي، بما ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية لدولة قطر وأهدافها في مجال التنمية المستدامة.
وأكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أن هذا الإنجاز يعد علامة فارقة في مسيرة تطوير المنظومة التعليمية، ويجسد التزام دولة قطر بالاستثمار في التعليم النوعي والمعرفة المتقدمة، انسجاما مع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.
لغة المستقبل
وأوضح سعادته أن الذكاء الاصطناعي بات اليوم أحد أهم محركات التحول في الاقتصاد والمجتمع، ولم يعد مجرد تقنية حديثة بل أصبح لغة المستقبل التي ستعيد صياغة أساليب العمل والإنتاج والإبداع، مشيرا إلى أن البرنامج الجديد سيوفر للطلبة فرصة فريدة لدراسة الذكاء الاصطناعي بأبعاده المختلفة، في بيئة أكاديمية رفيعة المستوى تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.
كما أكد حرص الوزارة على تطوير التعليم العالي من خلال استحداث برامج أكاديمية مبتكرة وتطوير البرامج القائمة، بما يتواءم مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والتطور المعرفي المتسارع.
وشدد سعادته على أن الوزارة لا تدخر جهدا في دعم مؤسسات التعليم العالي بالدولة لإطلاق مبادرات نوعية تعزز مكانة قطر كمركز إقليمي ودولي للمعرفة والبحث العلمي، موضحا أن الشراكة مع جامعة كارنيجي ميلون في قطر، باعتبارها إحدى أعرق الجامعات العالمية في مجالي الحوسبة والذكاء الاصطناعي، تسهم في ترسيخ مكانة الدولة كمركز إقليمي للابتكار.
المنافسة عالميا
وأضاف أن إطلاق البرنامج الجديد يعكس الحرص على إعداد جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على المنافسة عالميا والإسهام في بناء اقتصاد المعرفة ودعم مشاريع التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن تحقيق الاستفادة المثلى من هذا البرنامج يتطلب تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والقطاع الصناعي، لتوفير فرص تدريب عملي للطلبة وضمان حصول الخريجين على فرص عمل واعدة.
من جانبه، أكد الدكتور مايكل تريك عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أن إطلاق برنامج البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي يمثل محطة مهمة في مسيرة الجامعة ودورها في دعم التعليم والتكنولوجيا واقتصاد المعرفة في دولة قطر.
وأشار إلى أن الجامعة كانت من أوائل المؤسسات العالمية التي أدركت قوة الحوسبة والذكاء الاصطناعي، مذكرا بمحطات بارزة في مسيرتها، منها إنشاء قسم علوم الحاسوب عام 1965 وتأسيس أول معهد للروبوتات في الولايات المتحدة عام 1979، وإطلاق معهد هندسة البرمجيات عام 1984.
ولفت إلى تأسيس أول كلية في العالم مكرسة بالكامل لعلوم الحاسوب عام 1988، قبل نقل برنامج بكالوريوس علوم الحاسوب إلى قطر عام 2004، وإطلاق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي عام 2018، وصولا إلى إدخال البرنامج الجديد إلى حرمها الجامعي في قطر عام 2025.
دور بارز
وأعرب الدكتور تريك عن تطلعه إلى أن يسهم البرنامج الجديد في إعداد جيل من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس المتميزين بالجامعة، مؤكدا ثقته في أن خريجي البرنامج سيكون لهم دور بارز في مسيرة التنمية بدولة قطر، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم.
من جهتها، أكدت الدكتورة سماح قمر مدير إدارة الشؤون الأكاديمية بمؤسسة قطر، أن إطلاق جامعة كارنيجي ميلون في قطر برنامج بكالوريوس العلوم في الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي بالدولة.
كما أشارت إلى أن البرنامج يتماشى كليا مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية واستراتيجية قطر الوطنية للذكاء الاصطناعي، موضحة أن الجامعة تعد من المؤسسات العالمية الرائدة في ميدان الذكاء الاصطناعي، حيث أسهمت أبحاثها وتطويرها في تحقيق إنجازات مهمة على صعيد الذكاء الاصطناعي التوليدي في المجالات الأكاديمية وسوق العمل والمجتمع، حتى قبل إطلاق البرنامج أكاديميا.
وأضافت أن البرنامج اجتاز بنجاح جميع مراحل المراجعة وضمان الجودة، وحصل على التراخيص من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، مشيدة بما سيوفره من مهارات أساسية للخريجين تؤهلهم لتطبيق معارفهم في قطاعات حيوية تشمل الطاقة، والرعاية الصحية، والتمويل، والتحليلات والإدارة الرياضية، والتعليم، والمدن الذكية.
ونوهت بأن مؤسسة قطر تضع في صميم رسالتها الاستثمار في أعظم مواردها وهو الطاقات البشرية، مؤكدة أن البرنامج الجديد بجامعة كارنيجي ميلون في قطر يأتي برؤية أخلاقية متكاملة تعنى برعاية وتنمية الإمكانات البشرية والقدرات الإبداعية القائمة على الخيال والاكتشاف.
واختتمت الجلسة بنقاش تفاعلي مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، جرى خلاله استعراض المزايا التنافسية للبرنامج وأهمية إطلاقه في هذا التوقيت، إلى جانب مناقشة إسهامه في دعم الدولة على المديين القريب والبعيد، وتسليط الضوء على أبرز التطورات في أبحاث الذكاء الاصطناعي بالمنطقة، خاصة في مجال معالجة اللغة العربية.
