ناقشت القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية التي انطلقت أعمالها اليوم في الدوحة، خلال جلسة عامة موضوع: "الانتقال من الالتزام العالمي إلى العمل الوطني: الرسائل الأساسية وتداعيات اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى للأمراض غير المعدية"، بمشاركة خبراء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة "متحدون من أجل الصحة النفسية العالمية".
وأكد المتحدثون في الجلسة، التي أدارتها السيدة سارة كلاين الرئيس التنفيذي لمنظمة "متحدون من أجل الصحة النفسية العالمية"، أن اعتماد الإعلان السياسي في الأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية مؤخرا يمثل خطوة مهمة، وأن الصحة النفسية لم تعد على هامش الصحة العامة بل أصبحت جزءا لا يتجزأ منها، مشددين على أهمية إدماج الصحة النفسية ضمن التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز الكوادر والخبراء ودعم الفئات المستضعفة، والاستثمار في البحوث الرقمية والابتكار، لمعالجة الاختلالات النفسية، وتحويل السياسات إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع.
كما تحدث المتدخلون عن أهمية الوقاية والكشف المبكر، وتحويل المنظومة التعليمية لتشمل التوعية بالصحة النفسية، ودور المرأة في تطوير القطاع، والحاجة لإطار عمل شامل للاستثمار في العنصر البشري، مع الإشارة إلى انتشار اضطرابات القلق والاكتئاب بنسبة تتراوح بين 20 و25% في العالم العربي، مما يستدعي تدخلات مستدامة وسياسات فعالة.
وفي هذا الإطار، أوضحت سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة في مملكة البحرين، أن الإعلان السياسي، يمثل خارطة طريق قادرة على تحويل حياة الأفراد الذين يعانون من الأمراض النفسية من خلال التدخلات الضرورية، منوهة إلى أهمية الشمولية، وضرورة إدماج الصحة النفسية ضمن الصحة العامة، ووضع أهداف قابلة للقياس مع توافر إحصاءات دقيقة لدعم الاستثمارات والتمويل في البحوث الرقمية.
وزيرة الصحة البحرينية: من الضروري تطوير قطاع الصحة النفسية وتحسين الخدمات للفئات المستضعفة
وشددت على أهمية تطوير قطاع الصحة النفسية، وتحسين الخدمات للفئات المستضعفة، وتعزيز الشفافية في نشر البيانات، فضلا عن ضرورة وجود إرادة سياسية قوية وتدخلات مبكرة في المدارس لضمان النمو الصحي وتحقيق التنمية المستدامة.
من جهتها، دعت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إلى زيادة الاستثمارات الدولية والمحلية في الصحة النفسية، وتوفير تمويل مستدام بتكلفة مناسبة للجميع، و تبني استراتيجيات مالية جديدة، مثل التغطية الصحية الشاملة.
د. حنان بلخي: مسألة السلام والأمن يجب أن تكون أولوية خاصة في المناطق المضطربة مثل قطاع غزة والسودان
وأكدت ضرورة الوصول إلى التكنولوجيا، وتنمية القوى العاملة، ودعم الحصول على الأدوية، وتعزيز البحوث والابتكار لدعم الأنظمة الرقمية وتحسين جودة الخدمات الصحية النفسية، مشيرة إلى أن مسألة السلام والأمن يجب أن تكون أولوية خاصة في المناطق المضطربة مثل قطاع غزة والسودان، لضمان بيئة مستقرة تدعم الصحة النفسية.
وشهدت الجلسة كذلك، مداخلة فنية للبروفيسور الدكتور ماجد علي العبدالله، استشاري أول ورئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية، استعرض خلالها أبرز التوجهات والمرتكزات العلمية الداعمة لجهود تعزيز الصحة النفسية على المستويين الوطني والدولي.
وأكد على أهمية تطوير السياسات الصحية، وإدماج الصحة النفسية ضمن برامج الصحة العامة الشاملة بما يسهم في رفع كفاءة الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال.
وتواصل القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، أعمالها على مدى يومين، بمشاركة واسعة من وزراء الصحة والخبراء والمتخصصين من مختلف مناطق العالم، بهدف تحديد وتوضيح الأساليب والتدخلات المبتكرة لتسريع الوصول إلى خدمات الصحة النفسية وزيادة قدرتها وتحسين جودتها، من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين أصحاب المصلحة العالميين في هذا المجال الحيوي.